لاحظ خادم الشباب على أحد المخدومين يُدعى مارك أنه يمارس التدخين. جلس معه بدالة الصداقة والحب وبدأ يكشف له عن أضرار التدخين أو عن ممارسة أية خطية، اقتلعها من جذورها فورًا، ولا تعطي فرصة للتفاهم معها. أعرف كثيرين بقوة الرب ألقوا بالخطايا في سلسة المهملات بأقدامهم، وتمتعوا بالنصرة بعمل النعمة الإلهية".
سأل مارك: ألا أستطيع التخلص منها تدريجيًا؟
أجاب الخادم: لست أظن ذلك؛ ألم تسمع عن قصة المسكين الذي أشفق على الفقر؟
قال مارك: لا، هل تخبرني عن هذه القصة؟
بدأ الخادم يروي له القصة الرمزية التالية:
كان الأخ "مسكين" يعاني من الفقر لعدة سنوات. كان يتطلع إلى كل من هم حوله فلم يجد منهم من يعاني من الفقر مثله.
تحوّلت حياته إلى تذمرٍ مستمرٍ. وفي وسط تذمره صرخت زوجته، فأسرع إليها. أشارت إليه نحو دولاب مخزن ثابت في الحائط، ولم تقدر أن تنطق بكلمة.
فتح مسكين باب الدولاب الفارغ ففوجئ بإنسان عريان مختفي داخل الدولاب.
صرخ: "كيف تجاسرت ودخلت بيتي، أخرج فورًا!"
- سامحني، إني عريان، كيف أسير في الطريق عريانًا؟"
- أخرج، هذا ليس بيتك.
- أنا عارف أنهه ليس بيتي، لكن أنا لي سنوات أعيش في هذا الموضع.
- من أنت؟
- أنا الفقر، أسكن في بيتك وأنزع عنك سلامك وشكرك لتعيش متذمرًا.
- أخرج أيها الفقر فورًا.
- أعطني فرصة أن ارتدي حلة وأخرج.
اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للمزيد من القصص والتأملات.
سأضع لك حلة لتترك المنزل فورًا، كفاني فقرًا كل هذه السنوات. اسمح لي أن أقيس طولك وعرضك وكل المقاييس المطلوبة لعمل حلة خاصة بك.
انطلق مسكين إلى ترزيه الخاص وقدم له مقاسات الأخر "فقر"، ودفع له ثمن الحلة مقدمًا وسأل أن يُسرع بعمل الحُلّة.
بذل الترزي كل جهده وصنع الحُلة وقدّمها لصديقه "مسكين". جرى مسكين إلى بيته يحمل الحُلة، وإذ فتح باب الدولاب قائلًا للأخ فقر: "لقد أحضرت لك حُلة جديدة، أي عذر لك. لترتديها وتترك البيت فورًا.
هزّ الفقر رأسه وقال للأخ مسكين: "يا لك من مسكين حقًا!
فإن هذه الحُلة لا تناسبني، فقد تغيّرت مقاييسي، إذ كبرت وصرت ضخمًا ولا تصلح لي هذه الحُلة. تصرفك هو السبب. لقد دفعت مبلغًا كبيرًا للترزي فازداد فقرك وصار فقرك ضخمًا. أنا هو الفقر قد تضخّمت لأنك دفعت ثمن الحُلة".
تنهد الأخ مسكين وأدرك أنه ليس بحكيم لأنه فتح باب الحوار مع الفقر ولم يطرده فورًا، فازداد فقره ضخامة.
أكمل الخادم حديثه:
"عزيزي مارك.
احذر أن تدخل مع أيّة خطية في حوار.
كن جادًا وأطرد الخطية بالسلطان الذي وهبك إيّاه روح الله القدوس.
لتؤمن بعمل روح الله، روح القوة والسلطة.
بسلطان أُطرد الشر واقتلع جذوره، ولا تهادنه حاسبًا أنك تتخلص منه تدريجيًا!
لقد أفقرتني الخطية.
حلّ الفقر الروحي في داخلي.
قل كلمة أيها الإله الساكن فيّ فيهرب مني.
روحك الناري قادر أن يحرق أشواك الخطية،
فلماذا أدخل في حوار مع الفساد؟!
_____
* Cf William J. Bannett: The maral Compass, 1995, p. 69-70.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7y4xm3q