سمع أيل ضخم صوت استغاثة يدوي في الغابة. أسرع الأيل لكي يرى من الذي يصرخ، فوجد نمرًا منبطحًا على الأرض وقد سقطت شجرة كبيرة على ظهره.
- ما الذي فعل بك هذا أيها الأخ نمر؟
- كنت أسير في الغابة وفجأة سقطتْ عليّ الشجرة.
- متى حدث هذا؟
- منذ الصباح.
- ماذا تريد؟
- أنقذني. إنه ليس وقت للحوار. إني أموت. أنقذني.
- كيف أنقذك وأنت أخ مفترس.
- أعدك أنني سأكافئك، ولن أفترسك.
- أنا أعلم وعود النمور الكاذبة.
- إنني إذا ما وعدت لن أكسر وعدي.
ألحّ النمر عليه وأكد للأيل أنه سيكافئه ولن يؤذيه. أخذ الأيل يدحرج الشجرة حتى خلص النمر من تحتها.
تطلع النمر بنظرات قاسية نحو الآيل، واستعد ليثب عليه ويفترسه.
- ماذا تفعل أيها الأخ نمر؟ هل نسيت وعدك؟
- هل أنفذ وعدي وأنا منذ الصباح لم آكل شيئًا؟ إنك وجبة شهية!
- لكنك وعدت، ويلزم أن تفي بالوعد.
- لا، يلزمني أن أستجيب لنداء معدتي، إني جائع!
- تعال نحتكم إلى قاضٍ عادل ومحنك. بجوارنا حيَّة حكيمة، لنذهب معًا ونحتكم لها.
ذهب الاثنان إلى الحيَّة، وإذ رويا لها ما حدث، قالت لهما:
"إني في حيرة.
فإن الأيل أمين وقد أنقذك أيها النمر.
أنت وعدت ويلزمك أن تفي بالوعد.
لكن، كيف لا أسمع إلى صرخات معدة النمر يا أيها الأيل.
فإن النمر جائع ويشتهي وجبة شهية.
أين يجدها وها أنت أشهى وجبة للنمر؟!
الآن لكي أكون عادلًا في حكمي، هلما معي إلى الموقع لأرى بنفسي ما حدث، عندئذ أستطيع أن أقدم حكمًا صائبًا".
أخذت الحيَّة النمر والأيل وعادا إلى الموقع.
انبطح النمر على الأرض ودحرج الأيل الشجرة عليه، وصار النمر يصرخ طالبًا الاستغاثة.
طلبت الحيَّة من الأيل أن يقوم بدوره كما فعل قبلًا. عندئذ قال الآيل:
"الآن قد عاد الحال إلى ما كان عليه.
الآن علمت أن النمر لا يفي بوعده".
ثم ترك الأيل الحيَّة تتحدث مع النمر وهرب.
تطلعت القاضية إلى النمر وقالت له:
"ليس في استطاعتي أن أدحرج الشجرة.
لتبقَ تحت الشجرة مادمت لا تفي بوعدك".
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Dishonest Tiger.
لأتحد بك يا أيها الأمين في وعودك.
هب لي أن أكون أمينًا معك،
وصادقًا مع نفسي ومع أخوتي.
لأسمع صوتك الإلهي:
كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/py8kc3v