مع بداية شهر ديسمبر لاحظت ماجدة على طفلتها الصغيرة أنها طوال اليوم تجلس على الكرسي في حجرتها تفكر كأن أمرًا خطيرًا يشغل بالها.
في المساء انطلقت ماجدة إلى حجرة ابنتها وبدأت تلعب معها ثم صليا معًا، وانتظرت الطفلة أن تسمع من والدتها قصة المساء.
بابتسامة رقيقة سألت ماجدة ابنتها: فيما تفكرين يا حبيبتي طول اليوم؟
أجابتها: "لقد أقترب عيد الميلاد، أريد أن أقدم مفاجأة لأخي الصغير، لا أعرف ماذا أشتري له كهدية الكريسماس".
ناقشت الأم مع ابنتها موضوع الهدية واستقرا على شراء لعبة يشتاق إليها الأخ. ثم روت الأم لابنتها القصة التالية:
استيقظت القديسة مريم من نومها، وبعد أن صلت، وقفت أمام طفلها العجيب تسبح له. ثم نظرت إلى القديس يوسف وقالت له:
بالأمس كنت أفكر في الأحداث العجيبة التي نعيش فيها إننا لسنا أهلًا أن يكون هذا الطفل بين أيدينا. السماء كلها منشغلة به. ملاكه جبرائيل بشرنا بميلاده. وطغمة من الملائكة بشرت الرعاة، والمجوس جاءوا من أقصى الشرق ليسجدوا له. إنني في حيرة أمام هذا الطفل العجيب المولود بغير ذرع بشر.
بالأمس رأيت حلمًا لم أفهمه، رأيت البشر في دول كثيرة يستعدون للاحتفال بعيد ميلاد هذا الابن لمدة حوالي ستة أسابيع. لقد زينوا بيوتهم وشوارعهم ومتاجرهم بالأنوار وزينات عجيبة وضخمة. اكتظت الأسواق بالناس ليشتروا لبعضهم البعض هدايا يغلفونها في أوراق مذهبة ومفضضة وملونة غاية في الجمال.
لقد وضعت كل أسرة شجرة صناعية أو طبيعية.
كل شخص يبعث بالهدايا إلى معارفه وأقاربه ليضعوها تحت الأشجار إلى يوم عيد ميلاد هذا الطفل.
لقد زينوا الأشجار بالأنوار وبكرات ملونة جميلة وبتماثيل ملائكة.
الكل منشغلون بالهدايا، لكنهم نسوا المولود نفسه. لم يقدموا له هدية، ولم يذكروا حتى اسمه، وأظن أنهم لا يعرفون عنه شيئًا، بل وبعضهم يسخرون بمن يذكر اسمه. أليس من العجب أن يرتبك كل هذا الكم من البشر في دولٍ كثيرة لإقامة عيد ميلاد لشخصٍ لا يريدون أن يسمعوا عنه شيئًا؟!
أحسست أنه لو أن ابني زار أحد هذه البيوت لما أراد أحد أن يفتح له الباب، ولأعتبر الزيارة تدخلًا في أمرٍ لا شأن له به.
حقًا يبدو كل شيء جميل للغاية وجذاب، لكن كثيرين يرفضون حضرة من يُقام له الاحتفال بعيد ميلاده.
أشكر الله أنه حلم، أرجو ألا يكون حقيقة!
إذ سمعت الطفلة الصغيرة هذه القصة قالت لماما ماجدة:
"آه يا أماه، أنا أحزنت قلب بابا يسوع. ماذا أفعل لكي يحضر سيدي يسوع المسيح الاحتفال بعيد ميلاده؟ أية هدية أقدمها له؟
صمتت الأم قليلًا ثم قالت لابنتها، قبل أن تفكري في تقديم هدية لأخيك، قدمي لبابا يسوع هديته.
- كيف؟
- ما تقدميه لمسكينٍ أو مريضٍ أو مسجونٍ إنما تقدميه له، كما سبق فقال: "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (مت40:25).
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Saint Mary’s Dream.
لتدخل يا رب في قلبي،
ولتقم شجرة صليب في أعماقي.
أقبل يا رب هديتي،
أقدمها لك في أيدي المحتاجين.
لألتقي بك واحتفل بميلادك!
هب لي أن أسر قلوب المحتاجين والمتألمين،
فتفرح أنت بي يا أيها العجيب في حبك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4yzst5g