مع بداية الشتاء بدأت أول عاصفة ثلجية، فتطلع مارك من نافذة حجرته يتتبع بقلبه كما بعينيه الطيور وقد انطلقت لتختفي وتجد ما يحميها من الثلج. فتح مارك النافذة وانتظر لعلّ الطيور تدخل حجرته وتجد دفئًا وطعامًا لها، لكنها لم تستجب. مدّ مارك يده وقد امتلأت بالطعام، لكن الطيور لم تكن تهتم بطعامها بل بقيت في موضعها تُعاني من البرد القارس.
حاول مارك بكل الطرق أن يستدرجها نحوه بلا فائدة. أخيرًا قال في نفسه: "لا يوجد طريق لخلاص هذه الطيور من الموت المحقق، إلا أن أصير أنا نفسي طيرًا، وانطلق من النافذة، والتقى بالطيور، ثم أعود فأجتذبهم معي إلى حجرتي، يتمتعون بالدفء والطعام".
هذا هو الحب العملي الذي فيه ينطلق الشخص نحو المتألمين والهالكين بروح التواضع ليقودهم بالحب إلى الخلاص والمجد. هذا ما فعله كلمة الله، إذ صار إنسانًا "وحلّ بيننا". نزل إلينا من سمواته والتقى بنا على الأرض لكي ننطلق معه وبه إلى سمواته.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Wonderful Bird.
صرت إنسانًا من أجلي يا كلمة الله.
نزلت إلى عالمي لكي تحملني إلى سمواتك.
صرت بشريَّا لتهبني طبيعة جديدة.
أصير شريكًا لك في الطبيعة الإلهية.
أخذت مالي، ووهبتني ما لك.
لأطير معك وانطلق إلى حيث توجد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/acxrr9x