التقى الثعلب الحكيم مع صديقه الكبش، وكانا يسيران في الحديقة معًا.
كلما تحدث الثعلب عن أمرٍ ما يلاحظ أن الكبش لا يشغله سوى التسلية والأكل والشرب، فأراد أن يعطيه درسًا قاسيًا.
عطش الاثنان بعد السير لمدة طويلة فبحثا عن جدول مياه، وإذ لم يجدا لاحظا وجود جب به ماء. نزل الاثنان في الجب وشربا من الماء وارتويا. عندئذ حاول الكبش أن يخرج فلم يستطع. عندئذ سأل الكبش الثعلب: ماذا نفعل فإننا سنبقى حبيسين في الجب حتى يأتي صاحب الحديقة.
ابتسم الثعلب الماكر وقال للكبش: "لا تضطرب، فان الحل سهل للغاية".
سأله الكبش: "ماذا نفعل؟"
قال له الذئب: "لترفع ساقيك الأماميتين إلى أقصى ما تستطيع، وتسندهما على جدار الجب، وأيضا قرنيك. وأنا أصعد على ظهرك أتسلق على قرنيك واخرج، ثم أقوم بسحبك أنت خارج الجب!"
دُهش الكبش لفكرة الثعلب وقال له: "يا لك من مفكرٍ عظيمٍ، فإنه لن تخطر بذهني مثل هذه الأفكار... كل ما يشغلني هو التسلية والأكل والشرب". ثم رفع الكبش قدميه وثبتهما في حائط الجب وهكذا فعل بقرنيه الطويلين، ووثب الثعلب بهدوء على الكبش وصعد إلى خارج الجب وترك رفيقه في الجب.
صرخ الكبش: "لقد وعتني أنك تسحبني من الجب... أنقذني!"
تطلع إليه الثعلب وفي سخرية قال له:
"يا لك من كبشٍ جاهلٍ، كيف أسحبك وأنا لا أملك حبالاٍ، ولا قدرة لي على سحبك؟!
انك غبي، فإنك لا تفكر بعمق قبل أن تتصرف. ألم يكن من اللائق بك أن تفكر كيف تخرج من الجب قبل أن تنزل فيه. الآن أنا أودعك في رحمة غباوتك، لعلك تجد لنفسك مخرجًا بمجهودك. أظن أن الجب هو أفضل مكان لك لكي تمارس فيه التسلية والأكل والشرب.
وهكذا تركه الثعلب وهرب من الحديقة، تاركا الكبش حبيس غباوته.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Sly Fox and the Ram.
* هب لي يا رب روح الحكمة،
فلا أعيش من أجل اللذة والشبع،
بل ادرس كل شيء بعمق قبل أي تصرف.
* من ينقذني من جب غباوتي؟
خلصني يا حكمة الله،
ولتهبني ذاتك فأصعد بك ومعك إلى سماواتك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m46kfg7