منذ أسابيع جاءني موظف تخرج في الجامعة لكي يعترف. قال لي أنه لم يعترف منذ كان طالبًا بالمدرسة الابتدائية. سألته عن السبب، فأجابني:
"كنت اعترف، وفجأة استأذن مني أب اعترافي وتركني ربما بسبب مشكلة معينة، أو لأنه أراد أن يتحدث مع شخص كان يبحث عنه. كل ما أذكره أنه تركني ونسيني. لقد أهملني، فقمت وخرجت من الكنيسة ونفسي غاية في المرارة، ليس من جهة أب اعترافي فحسب، بل ومن جهة كل الكهنة، وفترت علاقتي بالكنيسة كما بالرب طوال هذه السنوات".
إذ روى لي هذا الشخص قصة مرارته من جهة ما لحق به من نار المرارة بسبب إهماله، تذكرت كلمات السيد المسيح أن من يقدم لأحد هؤلاء الأصاغر كأس ماء بارد لا يضيع أجره (مت42:10)!
أحسست أن كثيرين قلوبهم ملتهبة بنيران الحرمان من الحب أو العاطفة، ينتظرون من أولاد اللَّه، كهنة وشعبًا، كأس ماء بارد يُطفئ النيران الداخلية، ينتظرون اهتمامًا؛ ربما ابتسامة لطيفة أو مكالمة تليفون أو سؤال عنهم وعن أحوالهم بطريقة أو أخرى، على أن تخرج من القلب. العالم في عطش إلى كأس ماء بارد؛ ونحن نبخل أن نقدمه!
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: He Left and Neglected Me.
* كثيرًا ما اشتعلت في داخلي
نيران الشوق إلى كلمة حب!
أطفأت يا مخلصي نيران نفسي
بينبوع الدم والماء الذي تفجر في جنبك!
* أحببتني بذبيحة حبك.
لم تجرح مشاعري بكلمة عتاب واحدة،
إنما غمرتني بفيض حبك.
* هب لي أن أقدم لك كأس ماء بارد،
أقدمه لك خلال أخوتي،
لا من مياه هذا العالم التي تنضب،
لكن من مياه حبك المتفجرة في قلبي!
* لأحب الكل حتى الذي يضطهدونني.
لأرويك فيهم بمياه عذبة باردة،
هي عطية روحك القدوس لي!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x2kgkhw