بين الحين والآخر، إذ كان رامز يتسلل إلى حجرة الصلاة بهدوء، وجد والده يتطلع إلى أيقونة القيامة والدموع تتسلل من عينيه.
بعد قرابة ساعة جلس رامز مع والده ودار بينهما الحوار التالي.
- أراك يا أبي تتطلع إلى أيقونة القيامة وتمعن فيها... فيمَ تفكر؟
- أفكر في حُبر (أثار جراحات) مسيحي، فقد قام من الأموات، وترك أثار الجراحات في يديه ورجليه وجنبه؟
- هل تبقي جراحات أجسادنا فينا في يوم القيامة؟
- لا، لأنها تمثل تشوهات؛ وفي السماء لا نقوم بأجسادٍ مشوهة أو معيبة.
- فلماذا ترك مسيحنا آثار جراحاته؟
- لأنها جراحات حب لكل البشرية، جُرح لأجل معاصينا... وكما يقول إشعياء النبي: "بحُبره شفينا".
- هل يُمكنك أن تشرح لي هذه العبارة.
- سأروي لك القصة التالية، لعلها تكشف لك عن المعنى.
شبت نار في منزلٍ صغيرٍ، وكان بالدور العلوي يوجد طفل صغير يقرب من العاشرة من عمره. وكانت الأم الأرملة في حديقة المنزل، فصرخت، وجرت نحو السلم لتقتحم النيران، وتنقذ طفلها الوحيد. لكنها اختنقت من الدخان وماتت.
إذ شاهد مارك ما حدث، وأدرك أن الطفل قد صار في خطرٍ مميتٍ، ووالدته قد ماتت، تسلق مواسير المجاري من خلف المنزل بالرغم من سخونتها بسبب النيران، وقفز من الشباك، وحمل الطفل على صدره، وعاد به من النافذة لينزل من ذات المواسير...
جاءت سيارة المطافي وأطفأت النيران...
حزن الكل على وفاة هذه الأم الأرملة، التي فقدت رجلها، وإذ أرادت أن تنقذ ابنها الوحيد اختنقت وماتت.
بدأت الأنظار تتجه نحو هذا الطفل المسكين الذي فقد والديه، لكنه أُنقذ من موتٍ محقق بطريقة فائقة.
تساءل الكل: من يكون وصيًا على الطفل الوحيد اليتيم الوالدين؟
أُقيم مجلس بالقرية، وجاء أغنى رجلٍ في القرية يقول: "أنا مستعد أن أتكفل بتربية الطفل الوحيد اليتيم مع أولادي والإنفاق عليه.
وقال أحد الأقرباء: "إنها مشاعر جميلة ورقيقة أن يهتم هذا الغني بالطفل، لكنني أنا أحمل نوعًا من القرابة للطفل... ربما بسهولة يمكن أن ينسجم مع أولادي، ويعيش أخًا بينهم!"
قال راعي الكنيسة: "إنني أب، وهو ابني... إني أكون سعيدًا جدًا أن يعيش هذا الطفل كأحد أفراد الأسرة".
وقال أحد أراخنة الكنيسة: "كل القرية تحب هذا الطفل وتهتم به، أينما وُجد، نحن جميعًا آباء له، نرعاه ونهتم به... أنا شخصيًا أفرح جدًا وأحسب ذلك بركة لي أن يعيش معي..."
فجأة تقدم رجل يضع يديه في جيبه، واقترب من الطفل، وأخرج يديه ليري الطفل كفيه. للحال عانق الطفل الرجل، وصار يقَّبله... وأصرّ أن يخرج معه.
دُهش كل الحاضرين، فسألوا الرجل: ماذا حدث؟
بسط الرجل كفيه لهم، فرأوا علامات الحرق حين تسلق مواسير المجاري الساخنة لينقذ الطفل من النار.
فصرخ الكل: "هذا هو الرجل الذي يستحق أن يتبنى الطفل! لقد بقيت علامات الحرق تعلن عن الحب العملي الباذل... التي أنقذت الطفل من الموت، وقدمت له الحياة الجديدة.
إذ ختم الأب القصة علق عليها قائلًا:
"هكذا دخل مسيحنا إلى دارنا، واحتمل نار خطايانا،
سُمر على الصليب لإنقاذنا،
طُعن بالحربة ليحيينا.
تبقى حُبره سّر شفائنا الأبدي!
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: And by His Stripes we are Healed.
هب لي أيها القائم من الأموات،
أن أتأمل جراحات حبك!
احملني إلى جنبك المطعون،
أدخل إلى أحشائك الملتهبة حبًا.
أرى نيران حبك عوض نيران خطاياي.
أراك تهبني الحياة الجديدة يا أيها القيامة.
من يقتنيني غيرك؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zr5t4sr