عُرف أبونا بيشوي بحبه الحازم؛ لم يكن يجامل على حساب الحق، ولا يُداهن لأجل الوجوه، ولا يهادن لعلة أو أخرى... كان يحب الخطاة ويترفق بهم كسيده، لكنه يرفض الدنس في الكنيسة بكل قوة وجرأة، خاصة إن كان الأمر يمس خادمًا أو قائدًا دينيًا أو يمس قدسية بيت اللَّه.
كان في حبه يفتح صدره للكل، لكن ليس على حساب العقيدة المستقيمة أو الحق. وله في هذا مواقف كثيرة يصعب عرضها، أذكر منها:
أثناء خدمتي بلوس أنجيلوس كتب إليَّ رسالة جاء فيها أن قداسة البابا شنودة يتصدى بمفرده لانحراف عقيدي يتسلل إلى الكنيسة خلال الكاهن (فلان) وكان يلزم أن يقف كل الكهنة والخدام معه بكل قوة!
في أيامه الأخيرة إذ لم يكن قادرًا على مغادرة الفراش طلب منى أن التقي بقداسة البابا لأخبره عن "فساد" ما لكي يتصرف بحكمته المعهودة، إذ كان يشعر أن صمته عن هذا الفساد وهو على فراش الموت يجلب غضب اللَّه على الكنيسة!
إذ سافرت للخدمة في لوس أنجيلوس التي أسسها أبونا بيشوي قال لي: "إنني لأول مرة في حياتي اضطررت أن أحرم شخصين، لكنني لا أريد العودة إلى مصر قبل إعطائهما الحِلّ". أما سبب الحرمان فهو أنه بعد شرائه الكنيسة طلبا منه، وهما شخصان لهما شهرتهما، أن يهتم بالصلاة والاجتماعات الروحية ويترك لهما صالة الكنيسة ليمارسا مع غيرهما أنشطة ترفيهية يُسمح فيها بالخمر والرقص... هنا وقف أبونا يتصدى للموقف بكل حزم!
مع حرمانهما ذهبنا معًا لزيارتهما، وإذ استقر الأمر بين كل الشعب على احترام قدسية الكنيسة أعلن عن إعطائهما الحِلّ قبل مغادرته لوس أنجيلوس! والعجيب في الأمر أنه مع حرمانه لهما كان يقول لي قبل أن أتعَّرف عليهما إنهما شخصان لهما مواهبهما، وأنهما حسنا النية، ومخلصين، وإن طلبهما هذا وإصرارهما عليه كان من واقع اختلاف فكرهما عن التيار الروحي.. وأنه قد تصَّدى لتصرفاتهما، لكنه لا يريد أن تخسرهما الكنيسة. فهو يحزم لكنه أيضًا يلاطف ويحب في غير تهاونٍ بقدسية الحياة الكنسية.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Strict Love.
* فإني أنا كأني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا.
باسم ربنا يسوع المسيح... أن يُسلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع...
ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟!
إذًا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير...
(1 كورنثوس 5)
* ليس هي فضيلة (التهاون مع الخطاة غير التائبين) بل هو ضعف؛ إنها ليست محبة أو وداعة بل هي قساوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها فتهلك دون أن تتيقظ لخرابها!
* من يرعى الخراف لا ينبغي أن يكون أسدًا ولا نعجة.
* أدِّب بخوف اللَّه ولا تشفق، ولا تأخذ بوجه كبيرٍ أو صغيرٍ، بل اقطع بكلام الحق باستقامة.
* التوبيخ يجب أن تسبقه الرحمة لا الغضب.
* لا يليق بالأطباء أن يسخطوا على المرضى، بل يجب عليهم أن يضادوا الأمراض ليشفوا المرضى.
* هكذا إذا لم يُبعد الإنسان المخالف عن كنيسة اللَّه، فإنكم تُصّيرون بيت اللَّه مغارة لصوص...
* ارع القطيع لا بضجر ولا بهزء، كأن لك سلطان عليهم، بل كراعِ تجمع الخراف إلى حضنك، وتُقوّى الحبالى.
الدسقولية (باب 4).
* هب لي أيها الحب الحقيقي روحك القدوس الناري،
فيلتهب قلبي بنار حبك.
تشرق نفسي بك على الجميع،
فأرى في الكل خليقتك المحبوبة!
* علمني أيها الحب كيف أحب!
لقد ترفقت بالخطاة والعشارين، غفرت للزانية خطاياها،
ودخلت بيت العشار، وفتحت فردوسك للص اليمين.
بحبك لم تجرح مشاعر خاطي جريح!
بل كنت دومًا تسند وتضمد!
بحبك طردت باعة الحمام والصيارفة،
لا ليبقوا دومًا خارج الهيكل،
وإنما ليتأهلوا بالتوبة للتمتع بمقدسك!
وبحبك وبَّخت الكتبة والفريسيين المُرائين،
مشتاقًا أن يدخلوا بروح الاتضاع إلى أحضانك!
* عجيب أنت في حبك، فقد قال عنك بيلاطس بنطس:
"تشتاق أن تنظر إليه، لكنك لا تقدر أن تتفرس فيه!"
تجتذب الأطفال الصغار، ويأتيك الخطاة تائبين،
ويهابك الفريسيون الأشرار، ويخشون لقاءك!
* لتسكن أيها الحب في قلبي،
فأمارس الحب الحق بلا مداهنة،
وأحيا حازمًا شجاعًا بروح الوداعة!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bsyzc58