واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه debtors
بلا شك يقصد بالديون التي نطلب العفو عنها هي خطايانا. تلك التي قال الرب عنها "لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير"... فهو لا يتكلم هنا عن العفو عن دين نقدي بل عن غفران لجميع الأخطاء التي ارتكبها الآخرون ضدنا. لأنه سبق أن أمر بالتنازل عن ديوننا النقدية بوصية سابقة "وإن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضًا". ونحن لسنا مجبرين على التنازل عن كل ما أقرضناه للآخرين بل لمن لا يرغب في الوفاء به إلى الدرجة التي يصل فيها إلى مقاضاته. فقد نبهنا الرسول "وعبد الرب لا يجب أن يخاصم" (2تي24:2). لذلك فلتعفو لمن لا يرغب في الوفاء سواء أظهر رغبته هذه خفية أو صراحة. لأن الرغبة في عدم الوفاء تكون لإحدى سببين: إما لعدم القدرة على الوفاء أو لطمعه ومحبته لأموال الغير، وكلتا الحالتين تعتبران فقرًا. فالحالة الأولى فقر مادي، والأخرى فقر في الخصال. فمن يتجاوز عن دين لشخص كهذا يكون قد عفا عن شخص فقير، وبذلك ينفذ عملًا مسيحيًا.
غير أن المهم هنا هو أن يكون الإنسان مستعدًا للتسامح في الدين الذي أقرضه. فإن سعى بهدوء ورقة بكل الطرق لاسترداد الدين دون أن يهدف فقط الحصول على دينه قدر رغبته في رد المدين إلى صوابه، لأنه إذا كان المدين قادرًا على السداد ولا يسدد يكون هذا مضرًا له، فبمحاولة الدائن استرداد الدين لا يكون قد ارتكب خطية بل يقدم خدمة جليلة جدًا بمحاولته منع الآخر من تدمير إيمانه بمحبته لأموال الغير، الأمر الذي ليس له مثيل في خطورته.
من هذا يفهم أن الطلبة الخامسة لا تخص الديون النقدية بل كل ما يرتكبه الآخرون ضدنا بما فيه عدم وفائهم عن القروض التي اقترضوها منا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأن من يرفض الوفاء بما اقترضه منا، وهو قادر على السداد يخطئ إلينا. فإن لم نغفر هذه الخطية، فلن نستطيع القول "أترك لنا ما علينا كما نترك نحن".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/adj77tx