لنفهم ماذا يقصد من كلمة "زنا" مستشيرين في ذلك الرسول الذي قال "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب". فقبلًا كان يتحدث مع المتزوجين بأمر الرب وأما الآن فيحدث الباقين كما من نفسه، فمن هم هؤلاء الباقون؟ هل هم غير المتزوجين؟! إن ما جاء في حديث الرسول بعد ذلك لا يؤيد كونهم غير متزوجين لأنه أكمل قائلًا "إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها". فلم يزل بعد يحدث المتزوجين. إذًا ماذا يقصد بالباقين سوى أنه كان قبلًا يحدث المتزوجين المؤمنين، أي كلا الزوجين مؤمنًا، وأما الآن فيحدث الباقين أي المتزوجين الذين آمن أحدهم دون الآخر؟!
ماذا يقول لهم؟ "إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه". فالرسول لم يأت بوصية الرب بل يقدم نصيحة كما من نفسه، حتى إذا خالف أحد هذه النصيحة لا يكون متعديًا على وصية الرب، ومن نفذها يكون قد يكون عمل عملًا حسنًا. وهذا الأمر يشبه تقديمه النصيحة للعذارى دون أن تكون وصية، ممتدحًا البتولية. فمن يقبل نصيحته ينتفع بها، ومن لا يقبلها لا يكون قد تعدى وصية إلهية. فهناك فارق بين الوصية والنصيحة والسماح.
الوصية: فالمرأة توصى بعدم مفارقتها لرجلها. فإن فارقته تبقى غير متزوجة أو تصالح رجلها.
النصيحة: ينصح الرسول المؤمن أن لا يترك امرأته غير المؤمنة إن كانت ترتضي السكنى معه، لذلك يجوز له أن يتركها... كذلك ينصح العذراء بالبتولية، فإن تزوجت لم تكن قد سمعت لنصيحة الرسول، ولكنها لا تكون قد خالفت الوصية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد أعطى السماح بذلك بقوله "ولكن أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر".
فإن كان يجوز للرجل ترك المرأة إن كانت غير مؤمنة، بالرغم من أنه يستحسن عدم تركها؛ كذلك لا يجوز له ترك زوجته إن كانت مؤمنة إلا لعلة الزنا. بهذا يكون عدم إيمانها ذاته هو زنا، لأن كلا الأمرين يجيزان له تركها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6ctg3pg