ضعفه البشري الواضح (الخوف من الألم) يزيد من عظمة ما أنجزه روحيًا.
قوة الإرادة انتصرت على ضعف الطبيعة - تبرير انفعاله في بعض المواقف رفضه لمرقس كان من أجل ازدياد الكرازة التي هي أهم أعماله.
اليوم أيها الأحباء إنها إرادتكم لنناقش جوانب حياة بولس الرسول الحية التي لاقت الكثير من النقد من قبل البعض، وسنرى كيف أن هذه الإنجازات بالإضافة إلى الأعمال الأخرى زادت من عظمته وشهرته.
ما هو الذي يستحق النقد؟ خوفه من الضربات كان واضحًا كما تقولون من المعروف أنه حينما ضُرب بالعصي، ليس هذا فقط بل وأيضًا في منزل بائعة الأرجوان حينما سبب ضيقًا لمن أرادوا مساعدته للهروب من السجن (أع 14:16، 35-40)، فاهتمامه الأول في كل تلك المواقف. لماذا؟ لأنه حينما تتطلب الموقف كشف لنا عن ثبات "الملاك" الروحي في مواجهة ما قد يبدو تهديدات قاسية بالرغم من أن تلك النقائص طبيعية كنفس تواجه الشيطان في تحدٍ ولا تيأس وجسد انسحق تحت الضربات وارتجف تحت الجلدات.
حينما تجده يرتجف أو يخاف تذكر تلك الكلمات التي قالها ناظرًا السماء والملائكة قائلًا: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم خطر أم سيف؟" (رو 35:8).
استرجع هذه الكلمات الذي اعبر فيها كل شيء نفاية: "لأن خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي، ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى. لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (2 كو 17:4-18). وأضف إلى ذلك الضيقات والميتات اليومية، وليكن في الحساب الإعجاب ببولس وثقة في نفسك.
فإن ضعف طبيعته الظاهر لهو أعظم دليل على فضيلته، فواقع انه وصل إلى هذه القوة دون أن يفقد أي ضعف شائع بين بقية البشر.
إن حجم الأخطار التي واجهها ساعدت على زيادة النقد لموجه ضده، وجعلت النقاد يتشككون أن عظمته نابعة من قوة خارقة ما، وبالتالي سمح له بالتألم حتى تدرك أنت أن طبيعته كانت مثل أي شخص آخر ولكن قوة إرادته جعلته ليس فقط إنسان فوق العادة، ولكن صار كواحدٍ من الملائكة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بمثل هذه الروح وهذا الجسد تحمل ميتات كثيرة مستخفًا بالأشياء الحاضرة والمستقبلة، وجعلته ينطق بهذه الكلمات الرائعة التي ظنها الكثيرون شبه مستحيلة: " فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو3:9).
هذا ممكن لو كان لنا فقط الإرادة لمقاومة لكل ضعف طبيعتنا بقوة الإرادة، وبالتالي لن توجد وصية للمسيح مستحيلة لأي إنسان يود تحقيقها. لو استخدمنا مثل هذه القوة كما يجب سيمنحنا الله معونة كبيرة، ويحفظنا من كل المخاطر التي تهددنا وتعطلنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qfh9hkn