St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   002-Saint-Paul-Chrysostom
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب في مديح القديس بولس - القديس يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي

38- بولس الممجد

 

St-Takla.org         Image: St Paul - Marco Zoppo - religious Painting Art - 1468 - Tempera and gilding on panel, 50 x 31 cm - Ashmolean Museum, Oxford صورة: لوحة زخرفية بالطلاء على لوح تصور الكارز العظيم بولس، رسم ماركو زوبو سنة 1468، 50×31 سم، في متحف أشيمولين، أوكسفورد

St-Takla.org Image: St Paul - Marco Zoppo - religious Painting Art - 1468 - Tempera and gilding on panel, 50 x 31 cm - Ashmolean Museum, Oxford

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة زخرفية بالطلاء على لوح تصور الكارز العظيم بولس، رسم ماركو زوبو سنة 1468، 50×31 سم، في متحف أشيمولين، أوكسفورد

لا نجد شخصًا أخر لديه سببًا للافتخار وفي نفس الوقت خالٍ من أي كبرياء وتمجيد. تأمل في كلماته: "العلم ينفخ" (1 كو 1:8) كلمات يلزمنا جميعًا اقتنائها. ولكن بالتأكيد كان هو أكثر من أي إنسانٍ أخر ذا علم أو معرفة، وهذا لم يجعله متكبرًا بل متواضعًا: "لأننا نعلم بعض العلم" (1 كو 9:13)، و"أيها الإخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت" (في 13:3)، "فإن كان أحد يظن أنه يعرف شيئًا فإنه لم يعرف شيئًا بعد كما يجب أن يعرف" (1 كو 2:8).

الصوم أيضًا قد ينفخ النفس بالكبرياء، كما قال الفريسي: "أصوم مرتين في الأسبوع" (لو12:18) ولكننا نجد بولس الرسول يدعوا نفسه لا فقط وقت الأصوام بل وهو في إعياء الجوع "كأنه للسقط" (1كو8:15).

لماذا نتحدث عن الحكمة والصوم؟ فإنه بالرغم من كونه متقربًا من الله خلال الصلاة أكثر من أي من الأنبياء والرسل إلا أنه كان أكثر وداعة وتواضع.

لا تقولوا لي عما كتبه في رسائله لأن ما احتفظ به في داخله أكثر مما أفصح عنه فلم يبُح بكل ما في داخله حتى لا يُتهم بالافتخار، ولكنه أيضًا لم يلتزم الصمت في كل شيء، لأن هذا سيقيم عليه ألسنة الأنبياء الكذبة ضده.

لم يفعل شيئًا بطريقة عشوائية، ولكن كل شيء كان بنظام وتخطيط جيد. فكل أعماله بجوانبها المتعددة تتميز بالمديح (العالمي) من الجميع، دعني أستفيض في ذلك. إنه لشيء جيد عدم الافتخار بالنفس، ولكن بولس تكلم بتلقائية شديدة، حتى أنه مُدح على كلامه أكثر من لو بقى صامتًا، لأنه لو التزم الصمت لاستحق النقد أكثر من هؤلاء الذين يمدحون أنفسهم بخزي، لو لم يتغنى بأعماله لفُقد كل شيء ولقوي أعداؤه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لقد عرف كيف ينتفع من كل فرصة متاحة، وبالطريقة الملائمة عرف ما هو خطأ، ولذا كسب مجد طاعة الوصية.

اكتسب بولس مجدًا بافتخاره أكثر ممن اكتسبه أي شخص آخر أخفي أعماله الصالحة، لأنه لا يوجد شخص أخر أخفى أعماله الصالحة، ونال ما حصل عليه بولس الرسول بالكلام (بالافتخار).

الأمر العجيب ليس في أنه تحدث عن نفسه، ولكن أنه تحدث بالقدر الملائم الصحيح، فلم يستفض في وصف المواقف الصالحة حتى لا يقع في مدح النفس، لكنه عرف متى وأين يتوقف. ولم يفعل ذلك إرضاءً لنفسه، ولكنه وصف نفسه كمختلٍ، ليوقف الآخرين عن الانغماس في مدح النفس من أجل المديح فقط، لأنه فعل ذلك فقط في المواقف التي تطلبت ذلك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/002-Saint-Paul-Chrysostom/St-Paul-Zahaby-El-Fam-38-Blessed.html

تقصير الرابط:
tak.la/gq6y74b