يوصينا الكتاب المقدس بحفظ القلب "أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" والذي لا يحفظ قلبه يصير مثل أولئك الذي قادهم موسى النبي، فرغم أنهم لم يرجعوا بأجسادهم إلى مصر إلا رجعوا بقلوبهم ورفضوا الله الذي أخرجهم، إذ يقول الكتاب "ورجعوا بقلوبهم إلى مصر قائلين لهارون أعمل لنا آلهة تتقدم أمامنا" (أع7: 39، 40) فلننظر لئلا نسقط في دينونة مثلهم، إذ بعد أن ذاقوا المن السمائي اشتهوا الطعام الأرضي الذي للخطايا وفرطوا في هدف مسيرتهم وحياتهم.
ويحذرنا الكتاب "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم" (1يو2: 15) فمنذ الآن الوقت مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم، والذين يفرحون بالعالم (هداياه ومجده وماله وعزه وإغراءاته) كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون (ويكنزون مالًا وعقارًا ومقتنيات) كأنهم لا يملكون، والذين يستعملون هذا العالم (للظهور والمتع والمراكز والقوة) كأنهم لا يستعملونه، لأن "عند الذين يترجون الرب والحياة التي لا تزول" هيئة هذا العالم تزول (1كو7: 29).
ولن يُحفظ القلب من الارتداد إلا بمخافة الله، فحيث لا توجد مخافة لا يوجد إصلاح حقيقي للسيرة "أجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عني" (أر32: 39)، والتوبة المستمرة هي الثمن الذي حدده الرب من أجل الحصول على الغفران وهبة ميراث الحياة الأبدية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومهما كان الإنسان أكثر شرًا فالله أكثر رحمة، والاعتراف بالخطية يهونها بقدر ما أن إخفاءها يكبرها، لأن الاعتراف بمخافة هو قرين الرضا، أما الإخفاء والتأجيل هو قرين التمرد "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشر" (يو5: 14).
ويطلب منا الله قلوبنا "يا ابني أعطني قلبك" بينما كثيرون لا يحفظون قلوبهم من الارتداد الجزئي فيرتكبون عثرات متكررة عن عمد لإغاظة الرب (أش3: 9) بلا خجل ولا حياء معتبرين أن ما يمارسونه هو حق طبيعي للإنسان، وبينما هو يولون ظهورهم لله ينكرهم هو أيضًا ويجيبهم قائلًا "أذهبوا عني لأني لا أعرفكم" "إن كنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا" (2تيمو2: 12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7wsjs38