بالنسبة للمسيحيين الأوَّلين، كان تعبير ”التربية المسيحية“ يعني نوال معرفة عميقة ترقى فوق المعرفة العقلية، الشعورية والعلمية، بل هي ”معرفة اختبارية“ لـ”استعلان الحق“ كما عبَّر عنه الكتاب المُقدس وعقيدة الكنيسة، وفي الوقت عينه، كانت التربية المسيحية تعني أيضًا التداريب والحياة الأخلاقية بحسب القوانين والوصايا المسيحية، ويُمكننا أن نجد فكرة التربية المسيحية في رسائل القديس بولس الرسول ”أنتُم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربُّوهم بتأديب الرب وإنذاره“ (أف 6: 4).
وكان القديس كلِمنضُس الروماني (96 م.) هو أوِّل من استخدم تعبير ”التربية المسيحية“ في رسالته إلى أهل كورنثوس إذ يقول: ”لابد أن يشترك أطفالكم في التربية المسيحية“ (18) ويُعلِّم أغناطيوس أيضًا بأنَّ واجب الوالدين هو أن يُقدموا لأبنائهم تعليمًا وتربية (19)، وقد استجابت لهذه الدعوة مونيكا والدة القديس أُغسطينوس، ونونا Nona والدة إغريغوريوس النزينزي، وأنثوسا Anthusa والدة الأساقفة الثَّلاثة (القديس باسيليوس وإغريغوريوس النيصي وبطرُس) والقديسين الأربعة، وقد كتب عنهُن ليبانيوس Libanius البليغ بإعجاب قائلًا: ”يا آلهة اليونان، كم رائِعات هُنْ نِساء المسيحيين“. (20)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fta539x