إنَّ الصراع الفِكري بين المسيحية والعالم الوثني، والذي بدأ بعظة بولس الرَّسول لشعبها، استمر خلال القرون الثَّلاثة التالية أو أكثر، في المُدُن الكُبرى مثل الإسكندرية، حيث تواجهت هاتان القُوَّتان في ذلك التقاطُع التاريخي، وبالنسبة للكنيسة الأولى، لم يكُن الفِكْر الكلاسيكي مُجرَّد سلاح يستخدمه الوثنيون ضد المسيحية، بل كان يُمثِّل أيضًا جِدالًا داخل الكنيسة ذاتها، لأنَّ الكثير من المسيحيين الذين نالوا تعليمًا كلاسيكيًا راقيًا أرادوا أن يستخدموه للوصول لفهم أفضل للإيمان المسيحي، بل وأيضًا للدفاع عنه أمام هجوم وعداء الوثنيين، وهكذا كان على المُدافعين الأوائِل أن يتكلَّموا اليونانية، حرفيًا ومجازيًا، إذ كانوا يُخاطبون العالم اليوناني وكان عليهم أن يُعبِّروا عن الرسالة الجديدة بمُصطلحات يفهمها المُفكِرون المُعاصِرون لهم، وكان تعليم اللاهوت المسيحي وظهور المُفكرين المسيحيين الذين حاولوا أن يجمعوا بين الفلسفة اليونانية والفِكْر المسيحي، أحد نتائج هذا الصراع بين المسيحية والعالم الوثني، وسوف نُقدِّم هنا عرضًا مُوجزًا للمراحل المُتتالية لهذا الصراع الفكري، وذلك بتقديم بعض المدارس التي يُمثِّل كلٍّ منها اتجاهًا فِكريًا مُتميزًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tf57tr2