ثم يشرح القديس أنَّ الكنيسة هي العروس الوحيدة الكامِلة للمسيح، فلا الملكوت ولا السَّراري ولا العذارى اللائي بلا عدد يُقارنَّ بالكنيسة، لأنها هي الكامِلة المُختارة، العروس التي تفوق الجميع في جمال الشباب والبتولية، لذلك يُطوِبها ويمدحها الجميع، لأنها رأت وسمعت ما أراد هؤلاء أن يروه، ولو لفترة وجيزة، ولم يروه، وما أرادوا أن يسمعوه ولم يسمعوا، كما قال الرب لتلاميذه: ”ولكن طُوبى لعيونِكُم لأنها تُبصِر ولآذانِكُم لأنها تسمع. فإني الحق أقولُ لكم إنَّ أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتُم ترونَ ولم يروا. وأن يسمعوا ما أنتُم تسمعون ولم يسمعوا“ (مت 13: 16-17)، لذا يعتبرها الأنبياء مُباركة ومُطوبة ويمدحونها، لأنَّ الكنيسة استحقت أن تُشارِك في هذه الأشياء التي لم يستطيعوا أن يروها أو يسمعوها لأنه بينما هُناك ”سِتُّونَ مَلِكَةً وثمانون سُرِّيَّةً وعذارى بلا عددٍ“ إلاَّ أنه ”واحدة هي حمامتي كامِلتي“.
ويُعلِّق القديس ميثوديوس ”أيستطيع أحد أن يقول الآن شيئًا آخر غير أنَّ العروس هي جسد الرب التي من أجلِها أخلى نفسه ونزل إلى الأرض وتجسَّد وسكن فيها؟“ ويرى أنه لذلك دعاها ”حمامة Dove“ لأنها مخلوق وديع وأليف وهي وحدها التي وُجِدَت بلا عيب ولا غَضَنْ، مُتفوقة على الجميع في المجد وجمال البِّر، لذلك استحقت أن تشترِك في ملكوت الابن الوحيد، لأنها خُطِبَت له واتحدت به، وفي المزمور (45) نجد أنَّ الملِكة تقِف عن يمين الملِك، مُرتدية زينة الفضيلة الذهبية، فهي التي اشتهى الملِك حُسنها، حَمَلْها الكلِمة نفسه إلى السماء وجعلها عن يمين الله، لأنَّ ثيابها منسوجة ومُطرزة بفضائِل عِدَّة: العِفة، الاحتمال، الإيمان، المحبة، الصبر، وفضائِل كثيرة صالِحة تُغطي وتُخفي جسد هذا الموت وتُزيِّن الإنسان بزينة من ذهب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wsz7rt7