قد تقول لدي أولاد كثيرون لكن كثرة أولادك يجعلك تقدم صدقات أكثر لأنك أب لوريثين كثيرين لديك كثيرين تطلب من الله لأجلهم لأجل غفران خطاياهم وتنقية ضمائرهم وتحرير أنفسهم...
وكما انه من الناحية العالمية كلما كثر أولادك ازدادت الحاجة لأجل ترفيههم هكذا في الحياة الروحية السمائية كلما ازداد عددهم ازدادت الحاجة إلى العمل من أجلهم هكذا قدم أيوب ذبائح كثيرة من أجل أولاده وقد شهد الكتاب المقدس بذلك قائلًا: إن أيوب أرسل فقدسهم وبكر في الغد واصعد محرقات على عددهم كلهم... (اي1: 5).
فإن كنت بالحق تحب أولادك، إن كنت تظهر لهم كمال حلاوة الحب الأبوي ينبغي أن يزداد تقديم الصدقات عنهم لأجل ارتباطهم بالرب...
+ إن كنت تخاف وترتعب لئلا بصنعك هذا بسخاء يتبدد ميراثك وربما تسقط في الفقر تشجع من هذه الناحية وتحرر من القلق...
لست اضمن لك عدم احتياجك تحت مسئوليتي بل أعدك بهذا معتمدا على الإيمان بالأسفار المقدسة وتحت مسئولية الوعد الإلهي فالروح القدس تكلم على لسان سليمان قائلًا: من يعطي الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينيه لعنات كثيرة (ام28: 27) مظهرًا أن الرحماء والذين يقدمون أعمالا صالحة لن يحتاجوا بل بالحري الذي يحتجز أمواله العقيم سوف يحتاج.
أضف على ذلك قول الرسول الطوباوي بولس الممتلئ بنعمة الوحي الإلهي والذي يقدم بذارًا للزرع وخبزًا للآكل سيقوم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم مستغنين في كل شيء (2كو10:9) وأيضًا لان افتعال هذه الخدمة ليس يسد إعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير لله (2كو 9: 12) لأنه بينما تصعد التشكرات بواسطة صلوات الفقراء من أجل عطايانا وأعمالنا تزداد ثروتنا كمكافأة من الله.
لقد راعي الرب في الإنجيل قلوب أمثال هؤلاء قائلًا... فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فان هذه كلها تطلبها الأمم لان أباكم السماوي يعلم إنكم تحتاجون إلى هذه كلها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكن اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. (مت 6: 33-31).
إنك تخشى فقدان عقاراتك إن بدأت تتصرف بسخاء فيها ولا تعلم أيها الإنسان البائس أنه بينما تخاف على ممتلكات عائلتك تفقد الحياة نفسها والخلاص وبينما تقلق لئلا تنقص ثروتك لا ترى أنك أنت بنفسك تنقص إنك بذلك تصبح محبًا للمال أكثر من حبك لنفسك فبينما أنت تخشى من فقدان ميراثك لأجل نفسك إذ بك تهلك نفسك من أجل ميراثك لذلك حسنًا يوضح الرسول قائلًا: لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. (1 تي7:6-10).
+ هل تخشى من نقص ميراثك إن تصرفت فيها بسخاء لكن هل حدث أن عجزت موارد الإنسان البار وقد كتب الرب لا يجيع نفس الصديق (ام10: 3) فلإيليا عالته الغربان في الصحراء وقد اعد لحم من السماء لدانيال وهو في الجب وأنت هل تخشى من احتياجك للطعام رغم شهادة الرب نفسه في الإنجيل وتوبيخه للمرتابين وقليل الإيمان قائلًا: انظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها ألستم انتم بالحري أفضل منها (مت 6: 26).
إن كان الله يطعم الطيور ويقدم للعصافير القوت اليومي ولا يترك المخلوقات التي ليس له أي أحساس بالأمور الإلهية تحتاج من جهة مشرب أو مأكل فهل يمكن أن يترك إنسانًا مسيحيًا أو خادم الرب أو من أعطي له أن يدرك الأعمال الصالحة أو كمن هو عزيز عند ربه هل يمكن أن يتركه في عوز؟!
+ ما هو عمل القلب غير المؤمن في منزل الإيمان؟!
لماذا يُدْعَى من لم يثق تمامًا في المسيح مسيحيًا؟! إن اسم فريسي أنسب له لأنه عندما كان الرب يتحدث عن الصدقة في الإنجيل حاثًا إيانا أن نكون لنا أصدقاء بواسطة ربحنا الأرضي أي بتقدم الأعمال الصالحة لهؤلاء الذين سيقبلوننا في المظال الأبدية أضاف الكتاب المقدس وكان الفريسيون أيضًا يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به (لو 16: 14).
إننا نرى في الكنيسة الآن أمثال هؤلاء الفريسيين الذين سدوا آذانهم وأظلمت عيونهم عن أن ترى أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن ترى أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن احتقروا الخادم (الذي يتكلم عن الصدقة) لأن أمثالهم استهزأوا بالرب نفسه.
+ إنك أسير للمال وعبد له إنك مقيد برباطات وسلاسل محبة المال أنت الذي حلك المسيح من القيود مرة عدت إلى قيود أثقل.
إنك تحظ أموالك وبحفظك لها لا تحفظ هي نفسك.
إنك تحزن الميراث الذي يثقل كتفيك بثقله ولا تذكر إجابة الرب للغني الذي افتخر متهللا بوفرة محصوله العظيم يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون؟! (لو 12: 20) لماذا تجمع ميراثك لأجل عقابك فبكونك غنيًا في هذا العالم تصير فقيرًا عند الله؟! قاسم الر إلهك في عائدك شارك المسيح في أرباحك أعط للسيد المسيح نصيبًا في ممتلكاتك الأرضية فيجعلك شريكا معه في ميراثه في ملكوته السماوي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j85btwq