تعطي المسيحية اهتمامًا خاصًا برابطة القرابة فجعلت الزواج سرًا مقدسًا فيه يصير الرجل والمرأة جسدًا واحدًا فكل منها يحب الأخر كنفسه دون أن ينتظر رد هذه المحبة بمحبة فالزوجة تهتم كيف ترضي زوجها ولو لم يهتم الزوج كيف يرضيها وأيضا العكس وذلك لأن كلا منها لا يعامل الآخر لأجل جزاء أرضي بل سماوي.
والزوج يطلب جمال زوجته الروحي وتزينها بالفضائل لا مجرد إشباع شهوة جسدية.
والأب مسئول عن تربية أبنائه واهتمامه بمستقبلهم الروحي.
والابن يطيع أباه ويخضع له ولو كان شريرًا لأجل الرب على أن يطاع الله قبل كل الناس.
فالجديد في المسيحية أنها رغم اهتمامها بالقرابات الجسدية لكنها جعلت كل عضو يطلب من أجل خلاص الآخر ومستقبله الروحي وعلى هذا أن رأيت الآباء القديسين يعطون اهتمامًا خاصًا للرباط الروحي وخاصة بالنسبة لراهب الذي مات عن كل قرابة فهذا لا يعفيك عن مسئوليتك كأب أو ابن أو ابنه أو زوج أو زوجة... وبمشيئة الرب سنطرق الحديث عن محبة الشخص لمن ارتبط معهم بقرابة جسدية بأكثر توسع.
+ لتحب من تريد أن تحبه في الله لتقل لروحك حبي الله فأنه خالق كل شيء أنه ليس بعيدًا عنا أنه لم يمت بعدما خلق خليقته بل لا يزال باقيًا كل شيء منه وفيه يظل باقيًا...
إن الجمال (الذي في قريبك) الذي تحبه من الله إنه الحسن والسرور وإن ابتعدتم عن الله وأحببتم غيره فإن الجمال الذي تحبونه يكون ممتزجًا بمرارة لأنه ليس من العدل أن تحب أحدًا ونرفض الله بسبب محبتنا له.
+ يعلن الرب يسوع أنه قد أعطى تلاميذه وصية جديدة (وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا (يو13:34) ولكن كيف يدعوها وصية جديدة؟! ألم يذكر في الشريعة الإلهية حيث كتب تحب قريبك كنفسك (لا 19: 18).
حقًا إنه لم يطالبنا بالمحبة أيا كانت إنما بنفس محبة الرب كما أحببتكم فالأزواج والزوجات والآباء والأبناء وكل الذين ارتبطوا بعلاقات قرابة بشرية هؤلاء يحبون بعضهم بعضًا هذا بخلاف الحب المرذول المستوجب أللعنة الذي لم أتكلم عنه مثل المحبة المتبادلة بين الزنة والزانيات ومحبة الذين اجتمعوا معًا بدون علاقة بشرية بل بعلاقة فاسدة شريرة.
لذلك أعطانا الرب وصية جديدة وهي امن نحب بعضنا بعضًا كمحبته هو لنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذا الحب الذي استأنفه لنا جاعلًا كلًا منا إنسانًا جديدًا، وارثًا عهدًا جديدًا، منشدًا أغنية جديدة هي أغنية هذا الحب الذي جدد الآباء والأنبياء القدماء فحسبوا أبرارًا والذي كان له عمله في الرسل الطوباويين فيما بعد إنه الحب الذي يخلق في أجناس البشر المنتشرين في المسكونة كلها شعبًا جديدًا متحدًا هو جسد عروس ابن الله الوحيد...
وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا لا كمحبة الأشرار لعضهم البعض ولا كالمحبة العاطفية التي بين البشر بل يحيون بعضهم بعضًا بكونهم رجال الله أبناء ألعلي أخوة لذلك يحبون بعضهم بعضًا ينفس محبة ابن الله الوحيد لهم حيث كان مستعدًا لإعطائهم كل الإمكانيات ليشبعهم بالأعمال الصالحة فتشبع رغباتهم إذ يكون الله الكل في الكل (1كو 15: 28).
إن حبًا له هدف كهذا لن تكون له نهاية...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/r9t2pyr