وهبنا الله دوافع كثيرة تعمل في اتجاهات خاصة فالخوف للهروب من الشر والشجاعة للشهادة للحق والغضب لثورة على أخطائنا الشخصية والحب لينصب في الله المحبة المطلقة فسقوطنا في الخطية هو انحراف لدوافعنا عن مجراها الطبيعي فصرنا نخاف لا من الشر بل من البشر وعلى المستقبل ونغضب لا على الشيطان وعلى أنفسنا بل على إخوتنا وانحراف حبنا عن الله فيمكن إن يكون موضوع الحب إنسان رجل أو أمرآة قريب أو غريب ويمكن أن تكون مادة قيمة أو تافهة وقد يكون الإنسان نفسه موضوع حبه قيصر أنانيا وعندئذ يرى الإنسان ما يحبه هو إلهه الذي يتعبد له فالإنسان يتعبد لمن يحب.
لذلك لا تعجب إن رأيت إنسانًا مُحِبًّا للمال يرى المال إلهه يبحث عنه ويطلبه ولو بطرق غير مشروعة وهذا المال ق يكون العملة النقدية أو الذهب أو الملابس أو حتى مجرد امتلاك الكتب أو أي شيء يعكس عليه محبته فلا تعجب إن رأينا سيدات قد تعبدن للملابس فلا يشغلهن في حديثهن وأثناء أكلهن بل وأثناء نومهن في منازلهن أو أماكن عملهن أو ثناء النزهة ليس لهن فكر آخر غير الملابس والموديلات الحديثة لست أعي بهذا أن الإنسان لا يلبس لكن لا يتعبد للملابس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
وتتكرر هذه الصورة بالنسبة للذين يحبون الآخرين محبة جسدية شهوانية فإن المحبوب يكون موضع عبادة وتأليه فلا ننتظر من المحب أن يقبل تخطئة محبوبة لما ذهب إليه لأنه سب صورة الله المنطبعة فيه عليه لذلك يلزمه توجيه دوافعه مرة أخرى نحو الله فتنكشف له الصورة الحقيقة لمن كان يحبه حبًا جسديًا.
فعندما التقي زكا رئيس العشارين بيسوع شبعت نفسه وللحال عرف حقيقة المال وعندما التقت السامرية به أمكنها أن تترك الرجل الذي كان معها وهو ليس بزوجها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kwv84hn