+ فلنترنم الآن للرب بأغنية النصرة.
+ مَن هو الذي يقودنا إلى مثل هذه الجماعة؟! من هو هذا الذي يأتي مشتاقًا إلى عيد سماوي ويوم ملائكي ويقول مثل النبي "فأتى إلى مذبح الله بهجة فرحي وأحمدك بالعود يا الله إلهي" (مز4:43).
+ ويشجعنا القديسون أيضًا للسلوك بهذا المسلك قائلين "هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب" (أش3:2). لكن هذا العيد ليس لأجل الدنسين ولا يصعد إليه الأشرار بل الصالحين والمجاهدين والذين يسلكون بنفس الهدف الذي للقديسين " لأنه من يصعد إلى جبل الرب ومَن يقوم في موضع قدسه"؟! الطاهر اليدين والنقي القلب الذي لا يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذبًا "(مز3:24) "لأنه كما يكمل المزمور قائلًا "يحمل بركة من عند الرب "وبرًا من إله خلاصة" هذا واضح أنه يشير إلى ما يهبه الله للذين على يمينه قائلًا "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (مت34:25). أما الإنسان المخادع "وغير نقي القلب والذي ليس فيه شيئًا طاهرًا... فهذا بالتأكيد غريب عن القديسين... ويحسب غير مستحق ليأكل الفصح لأن "كل إبن غريب لا يأكل منه (خر43:12). لهذا عندما ظن يهوذا أنه قد حفظ الفصح بينما كان قد دبر خداعًا ضد المخلص أصبح غريبًا عن المدينة التي هي من فوق وبعيدًا عن الصحبة الرسولية لأن الشريعة أمرت أن يؤكل الفصح بحرص لائق وأما هو فبينما كان يأكل نقبه الشيطان ودخل إلى نفسه (لو31:22).
+ العيد لا يعني التمتع بأكل اللحوم والملابس الفاخرة ولا هو أيام للترف إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد له.
+ هذا الشكر وهذا الحمد،
يقدمه
القديسون وحدهم الذين يعيشون في
المسيح إذ مكتوب "ليس الأموات يسبحون
الرب ولا من ينحدر إلى أرض السكوت أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى
الدهر" (مز18؛ 17:115). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
وهكذا كان الأمر مع حز قيا الذي خلص من الموت فسبح الله
قائلًا "لأن الهاوية لا تحمدك الموت لا يسبحك... الحي هو يحمدك كما أنا
اليوم" (أش19، 18:38). فلتسبيح الله وتمجيده هو من اختصاص الذين يحيون في المسيح
وحدهم، هؤلاء يصعدون إلى العيد لأن
الفصح ليس للأمم (الوثنيين عابدي الأصنام) ولا
الذين هم يهود بحسب الجسد بل للذين يعرفون الحق وذلك كما يقول ذاك الذي أرسل
للإعلان عن مثل هذا العيد "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا".
+
لذلك وإن كان الأشرار يقحمون أنفسهم لكي يحفظوا العيد بينما عمل العيد وهو
تمجيد الله لهذا فأنهم كأشرار يقتحمون متطفلين في دخولهم كنيسة
القديسين هؤلاء
يوبخهم الله معاتبًا كل واحد منهم قائلًا "ما لك تتحدث بفرائضي" (مز16:50) ويوبخهم
الروح القدس قائلًا بأنه ليس للتسبيح مكانًا في فم الخاطئ (ابن سيراخ9:15). ولا
للخطية وجود في مذبح الله لأن فم الخاطئ يتكلم في الأمور الجامحة، كقول المثل "فم
الأشرار ينبع شرورًا" (أم28:15). لأنه كيف يمكننا أن نسبح الله بفم دنس إذ لا
يمكن أن يتفق النقيضان معًا؟! لأنه أي خلطة للبر والإثم؟! وأي شركة للنور مع
الظلمة؟! هذا ما يقوله
بولس خادم الإنجيل
(2كو14:6).
أما البار فإنه وإن كان يظهر
ميتًا عن العالم لكنه يتجاسر فيقول "أنا لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمالك
العجيبة" (مز17:118) فإنه حتى الله لا يخجل من أن يدعَى لهم إلهًا هؤلاء الذين بحق
يميتون أعضاءهم التي على الأرض (كو5:3). ويحيون في
المسيح الذي هو إله أحياء لا
إله أموات هذا الذي بكلمته ينعش كل البشر ويعطيهم طعامًا يحيا به
القديسون كما
أعلن الرب قائلًا "أنا هو خبز الحياة" (يو48:6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3mgaj45