احتمت نار الغيرة المقدسة في مخلصنا الصالح حين دخل الهيكل، وجد أولئك الذين كانوا يبيعون بقرًا وغنمًا وحمامًا، والصيارف جلوسًا، فلم يحتمل أن يري مثل هذا المنظر، فصنع في الحال سوطا من حبال كي يستخدمه في طرد الجميع من الهيكل، وهنا تذكر تلاميذه أنه مكتوب عنه "غيرة بيتك أكلتني" (يو 2: 17، مز 69: 9).
وكما حدثت غيرة الرب علي الهيكل -وقت تواجده بالجسد- لا يزال تتقد غيرته من أجلنا، لأنه هو هو أمس واليوم، وإلي الأبد، ونحن هيكله، ومن يدنس الهيكل أو يفسده الله يفسده.
لقد كانت غيرة المسيح شديدة جدا، فهي التي جعلته أن يخلي نفسه، ويأخذ صورة العبد، وإذ وجد في الهيئة كإنسان أطاع حتى الموت موت الصليب، وهكذا تمت النبوة القائلة " أهلكتني غيرتي" (مز 119: 139).
وتدفعه الغيرة أيضًا إلي رفضه في أن يصرف الجموع جائعة، بل تحنن عليهم وأشبعهم، وفضل عنهم الطعام بكثرة ملأت اثني عشر قفة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
وتظهر غيرته المقدسة في دموعه علي قبر حبيبه لعازر مكتوب "بكي يسوع" (يو 11: 35)، ولماذا بكي؟!! هل بكي يسوع متأثرًا مما رآه؟ أم بكي علي لعازر حبيبه؟!! أم أنه بكي علي الخليقة التي شوهتها الخطية بتنفيذ حكم الموت؟
أم مخلصنا بكي علي لعازر لأنه سيعود إلي عالم الشقاء مرة أخري بعد أن وصل إلي عالم البقاء، تري لماذا بكي يسوع؟!! هل لسبب واحد من الأسباب السالفة أم لسبب آخر لا نعرفه؟ صدق إشعياء النبي حين قال "اكتسي بالغيرة كرداء" (أش 59: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hq926zj