1. حياة الخلوة:
يجب على الخادم الذي يسعى إلى حياة الامتلاء أن يهتم بحياة الخلوة بأن تتوفر له الفترات لكي يذهب بعيدًا إلى مكان هادئ حتى يقضي فترة مع الله يأخذ منه ويتعلم، فمثل هذه الفترات تعطيه باستمرار زادا جديدًا في مادة خدمته وتجدد فيه معنويات الخدمة الروحية، وهناك أمام عرض النعمة وفي حضرة أديرة القديسين، وأماكن الخلوة الهادئة يستطيع أن يزيح عنه كل ما يكون قد علق به من صدأ بسبب متاعب الأشواك التي يضعها عدو الخير في طريق الخدمة. فهناك يجدد عهدًا مع الله.
يذهب ليأخذ من الله كل تعليم جديد يريد أن يستخدمه لخلاص النفوس، وهناك أيضًا ستنكشف أمامه في حاجة ماسه لكي يكون مخدومًا لا خادمًا.
الأمر الذي يلبسه ثوبًا من التواضع وإنكار الذات، أنه سوف يطرح كل مشاكل الخدمة أمام الله ويطلب بدموع من أجل نفسه ومن أجل كل نفس بعيدة عن الله لكي ما يعطي الرب الجميع توبة حقيقية.
إن حياة الخلوة هي بمثابة الدينامو(1) dynamo الذي يعود ويشحن بطارية العربة فتبدأ هذه البطارية في العمل من جديد بأكثر قوة وطاقة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أنها تساعد في أن تعطي الخادم الكثير فيستطيع أن يفيض على الآخرين.
ويمكننا القول أنه على المسئولين والقادة في الخدمة أن يعطوا الفرصة الكاملة للخدام للخلوة ويرتبوا لهم الأوقات التي يذهبون فيها إلى الأماكن الروحية الهادئة لكي يمتلئوا من الله.
وعلى المسئول أن يعلم يقينا أن فترات الخلوة للخادم ليست مضيعة للوقت، بل على العكس هي جوهر العمل كله، لأن الخادم حينذاك سوف يأخذ من الله مباشرة لكي يعطي المخدومين، كما كان موسى النبي يذهب إلى الجيل المقدس لكي يأخذ من الله ما سوف يخبر به شعب إسرائيل...
_____
(1) إضافة من الموقع: أي "المُولِّد".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wxx8haj