رتبت الكنيسة هذه الصلاة لكي تذكرنا بحادثة صلب السيد المسيح لأجل خلاصنا بعد عذابات الجلد والضرب والبصق التي أوقعوها عليه.
لذلك نجد في مزاميرها الكثير من العبارات التي تكشف لنا بروح النبوة مدى ما لحق بسيدنا الصالح من الآلام الجسدية والنفسية مثل:
- باسمك خلصني فإن الغرباء قد قاموا على الأقوياء طلبوا نفسي (مز 52).
- أسنان بني البشر سهام وسلاح وألسنتهم سيف مرهف (مز 56).
- أمل يا رب أذنك واستمعني. في يوم شدتي صرخت إليك فأجبني (مز 58).
- وكان الصليب هو كرسي المجد الذي ملك عليه مخلصنا، فيقول المرنم في آخر مزامير الساعة السادسة "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز 92).
- أما أنجيل الساعة السادسة الذي هو بداية العظة المشهورة على الجبل فيحدثنا فيه الرب عن البركات والتطويبات التي ينالها كل مؤمن يشاركه في آلام صليبه، فمثلًا:
- كان المسيح على الصليب في عمق المسكنة بالروح والاتضاع لذلك يعلمنا أن نشاركه هذه الفضائل فيقول "طوبى (سعادة) للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات."
- كان المسيح على الصليب في عمق الحزن حتى قال "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مت31:26) لذلك يطوب الحزانى قائلًا: "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون".
- كان المسيح على الصليب في منتهى الوداعة "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (أش7:53) وهو يريد أن يعلمنا هذه الوداعة فيقول: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض".
- المسيح على الصليب جاع وعطش لا إلى الخبز والماء لكن إلى خلاص نفوسنا حتى صرخ "أنا عطشان" (يو28:19) لذلك يطوب الجياع والعطاش قائلًا: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون".
- صلب المسيح هو قمة الرحمة الإلهية لجنسنا الساقط، فعلى الصليب "الرحمة والعدل تلاقيا، البر والسلام تلائما" (مز83 من مزامير الساعة السادسة) لذلك يطوب الرب الرحماء بقوله "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون".
- الرب يسوع هو صاحب القلب النقي الخالي من أي شر، وقد تجلت هذه النقاوة على الصليب عندما طلب الغفران لجلاديه وصَالِبيه قائلًا: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو34:22)، وهو يريد أن يشجعنا على حياة النقاوة لكي نكون على شبهه فيقول "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله".
- على الصليب صنع الرب يسوع سلامًا عظيمًا ووحد بين السمائيين والأرضيين "الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة" (2كو19:5) وهو يريد أن نكون صانعي سلام مثله، لذلك يقول في إنجيل السادسة "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت9:5).
- عاش الرب يسوع كل أيامه على الأرض مضطهدًا ومطاردًا من أجل الحق والبر الذي كان ينادي به، ووصلت قمة الاضطهاد على الصليب، وهو في محبته يريد أن نشاركه آلامه حتى نتمجد معه فيقول في إنجيل السادسة "طوبى للمطرودين (للمضطهدين) من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات، ثم يوجه لنا الكلام معزيًا "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم (اضطهدوكم) وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.
وإذا تركنا إنجيل الساعة السادسة بكل هذه التأملات الرائعة، ووصلنا إلى القطع نجدها كلها تنصب على حادثة صلب المسيح في الساعة السادسة، ونخاطب المصلوب قائلين:
- مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا.
- أقتل أوجاعنا بآلامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية إلى تذكار أحكامك السمائية كرأفتك.
- وفي التحليل نشكر الله الذي أقامنا نصلي أمامه في وقت تذكار آلامه وصلبه من أجلنا. ونطلب منه أن يعطينا عمرًا بهيا بلا عيب وحياة هادئة مقدسة لنرضيه كل حين.
- تذكر وأنت تصلي الساعة السادسة أن الرب صلى في مثل هذه الساعة وهو معلق على الصليب طالبًا الرحمة لجلاديه وصالبيه قائلًا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو32:23) وتعلم منه التسامح والحب.
- تذكر أيضًا وأنت تصلي هذه الصلاة أن الرب في الساعة السادسة قاد المرأة السامرية إلى التوبة بعد حياة حافلة بالشر والنجاسة (يو4) واطلب إليه أن يعطيك التوبة قائلًا "توبني يا رب فأتوب" (ار18:31).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dxk6934