(5) امتدح ومجد الهراطقة وأعتبرهم، مع تناقض أفكارهم، أنهم هم الذين مثلوا المسيحية الحقيقية، في حين أن عقيدة آريوس تختلف عن نسطور والاثنان يختلفان مع عقيدة بولس السموساطي! فالأول، آريوس، آمن بأن المسيح هو إله مخلوق من جوهر شبيه بجوهر وطبيعة الله الآب وأنه هو، المسيح، الابن، خالق الكون وفاديه ومدبره وديانه وهو الإله المرئي والمعروف في حين أن الله الآب غير مرئي وغير مدرك وغير معروف إلا من الابن فقط! والثاني نسطور، آمن بعكس آريوس فقد آمن بلاهوت المسيح وبعقيدة الله الواحد في ثالوث ولكنه أخطأ في فهم حقيقة التجسد، كما سنوضح لاحقًا. والثالث قال بعكس الاثنين تمامًا حيث قال أن الله تجلى في المسيح بقوة أكبر من حلول الروح القدس في الأنبياء! ولما وجد أن فكره لا يتفق مع حقائق الكتاب المقدس تخبط في آرائه، وتكلم عن المسيح باعتباره كلمة الله وتجلي الله في آن واحد! وزايد د. زيدان على هؤلاء الهراطقة ووصفهم بالبر والتقوى على عكس خصومهم! فقال عن آريوس انه كان رجلا مفعمًا بالمحبة والصدق والبركة، فقال على لسان نسطور: "واعرف كل ما علموك إياه هناك، وكل ما أعلموك به من أمر آريوس وأرائه التي يعدونها هرطقة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولكنني أرى الأمر من زاوية أخرى، زاوية إنطاكية أن شئت وصفها بذلك. فأجد أن آريوس كان رجلا مفعما بالمحبة والصدق والبركة، أن وقائع حياته وتبتله وزهده، كلها تؤكد ذلك. أما أقواله فلست أرى فيها إلا محاولة لتخليص ديانتنا من اعتقادات المصريين القدماء في ألهتهم"[58]! في حين نسطور كان من أكبر المحاربين لفكر آريوس! وقال عن نسطور "الأب الطيب، الروح اليسوعي الخالص، القس المبجل"[59]! ونحن لا نقول أنهم أشرار، بل منحرفو الفكر والعقيدة، هراطقة، لأنهم لم يلتزموا مثل بقية الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة بالتسليم الرسولي المسلم من تلاميذ المسيح ورسله وساروا وراء الفلسفات البشرية وما تخيلوه بأفكارهم الخاصة دون الرجوع لما تسلمته الكنيسة عن المسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c8z7f6c