الإنسان يتخذ قراراته عموما كمحصلة لثلاثة قوى تعمل في داخله هي:
* الروح: أي صوت الله داخل النفس البشرية.
* الفكر: أي المنطق الهادئ الدارس للأمور.
* العاطفة: أي الأحاسيس التي تتملك الإنسان نحو موضوع معين.
والخطأ الأكبر يحدث حينما تنقلب الموازين، فلا شك أن الترتيب السابق هو الترتيب السليم للقوى: الله يضبط العقل، والعقل يضبط العاطفة، لكن انقلاب الموازين يحدث حينما تقود العاطفة كل الكيان الإنساني، فالعقل يجب أن يصمت، والله يجب أن يوافق على ما أحسَّ به!
وواضح أن العاطفة ليست مؤهلة لقيادة الإنسان فهي متقلبة عموما، وهى جزء من النفس الإنسانية العتيقة المعرضة للخطأ، وهى جزء من الجسد، أي تيار الإثم العامل في غرائز الإنسان ومكوناته، لذلك فالانسياق للعاطفة خطأ خطير، فربما لا يوافق المنطق على هذا الاختيار، بل ربما لا يوافق الله نفسه عليه وهو أدرى بمصلحتنا ومستقبلنا.
لهذا فالأسلوب السليم لاختيار شريك الحياة يجب أن يبدأ بالله، بالصراخ المستمر إليه، لكي يكشف لنا معالم الطريق، بعدم التشبث بفكر معين أو مشاعر معينة أو شخصية معينة، أي بالتسليم الصادق، الخالي من المشيئة الذاتية.
وبعد قيادة الله، يفكر الإنسان في هدوء، هل هذا الموضوع مناسب؟ يفكر بمفرده يفكر مع أبيه الروحي، ويفكر مع أسرته وأحبائه، فلا شك أن التفكير بصوت مرتفع، يعطي قرارات سليمة إذا صاحبها التسليم لله، وطلب مشورته وتدبيره.
أما العاطفة، فيكفى القليل منها، بأن تكون العاطفة هادئة ورزينة، خير من أن تكون حارة مشبوبة، تخفى عنا صوت العقل، بل حتى وصوت الله.
والمحبة المسيحية محبة إلهية تبدأ هادئة وتزداد، وفيها بذل وعطاء سخي تنازل عن كل ما يتعب الطرف الآخر، وهكذا يلتقي الاثنان في المسيح، فيصبح الفرد زوجا والزوج (اثنان) واحد بفعل الروح القدس في سر الزيجة المقدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d5pzkwg