|
|
وقد تتكون العادة أيضًا بسبب التكرار المنظم، وعلى الإنسان أن يلاحظ نفسه، وعليه أن يكسر هذا التكرار حتى لا يصبح عبدًا له، يقول مار اسحق "لا تترك عادة تتأسس فيك وتزيد الأفكار بغير قيام"(4). والقصتان التاليتان تشرحان لنا كيف أن العادة المتأصلة تشبه الطبع:
(1) في بهو القصر:
سأل أحد الملوك وزيره إن كان الأدب يغلب الطبع أم العكس، فأجابه الوزير بأن الطبع يغلب الأدب لأن الأول أصل والثاني فرع وكل فرع يرجع بالطبع إلى أصله، أما الملك فإذا أراد تحدي الوزير أحضر مجموعة من القطط تمسك كل منها شمعة أمام ذهول الوزير، الذي طلب مهلة من الملك ليتدبر هذا الأمر، وفي الموعد التالي أمر الملك بإحضار القطط وهي ممسكة بالشموع ونظر إلى الوزير الذي فاجأ الحضور بإخراج فأر من بين ملابسه، وما أن رأته القطط يجري في المكان حتى ألقت الشموع وأسرعت تطارده حتى كاد المكان يحترق، وعندئذ قال الوزير أنظر أيها الملك كيف غلب الأدب ورجع إلى أصله، وفي هذا يكمل قول الشاعر (.. إذا رام التخلق جاذبته طبائعه إلى العهد القديم)(5).
(2) النسر الصغير:
ويروَى عن أحد المزارعين أنه عثر على فرخ نسر خارج لتوه من البيضة فحمله ووضعه بين الطيور الأليفة في الحظيرة مع صغار الدجاج والبط وقليلا قليلا كان ينمو ويقتات بذات الحبوب التي يقتاتون بها، فلما نبت ريشه وأشتد جناحاه أخذه المزارع ووقف فوق ربوة وهتف فيه قائلًا: "أنت نسر فهيا إلى العلا" ثم قذف به إلى أعلى فانطلق عاليًا محلقا في الفضاء وراح يبعد ويبعد حتى اختفى...
_____
(4) بستان الرهبان / ص 235.
(5) قصة باللغة القبطية كتبها عريان فرج، ونُشِرت في مجلة عين شمس، السنة الأولى / ص 93.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dc277gk
