← اللغة الإنجليزية: Book of Jonah - اللغة العبرية: ספר יונה - اللغة الأرامية: ܣܦܪܐ ܕܝܘܢܢ.
هناك رأي غير سليم بأن قصة يونان بن امتاي مجرد مجاز(1)، ولكن مجرد ذِكر يونان بواسطة السيد المسيح (متى 12: 39-41؛ لو 11: 29-32) يوضح خطأ هذا الكلام.
ومما يثبت تاريخيته:
(1) نفس الكلام، فإنه لا يقول: "صار قول الرب إلى الإنسان" بل إلى "يونان بن امتاي"، إلخ.
(2) كلام يسوع إذا قال: "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت، إلخ... رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا".
(3) إن تنبأ الحوت ليس من الحكايات التي غايتها أن تثير فضول الناس ودهشتهم. بل غايته الرمز إلى موت المسيح وقيامته. أما بخصوص توبة أهل نينوى فمن المحتمل أنهم تابوا وقتيه فقط. ولم تذكر هذه التوبة إلا في هذا السفر. ولعل هذه السفر جعل في عداد الأسفار النبوية لأن ما ورد فيه يرمز إلى أمور مستقبلية، كقيامة المسيح، وتبشير الأمم، وسواء قبل هذا الرأي أو ذاك فالدرس الذي يلقيه السفر واحد.
أما القصة التي يتضمنها السفر فهي:
(1) أمر الله بالذهاب إلى نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية ليعلن خرابها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ومحاولة يونان التملص من هذا الواجب.وإبحاره على سفينة ذاهبة إلى ترشيش في أسبانيا. وحدوث نوّ عظيم عزا النوتية سببه إلى عصيان يونان. فألقي في البحر، وابتلعه حوت عظيم. وبعد ثلاثة أيام قذفه الحوت إلى البر (يون 1).
(2) صلاة شكر وحمد فاه بها يونان بعد خلاصه نقل معظم ألفاظها من المزامير (يون 2).
(3) إطاعة يونان لأمر الله وكرازته في نينوى وإصغاء السكان له، وتوبتهم، وصفح الله عنهم (يون 3).
(4) اغتمام يونان بسبب ذلك، وجلوسه خارج المدينة، وتوبيخ الله له عن طريق اليقطينة التي نمت وَظَلَّلَت يونان من حر الشمس، واغتياظ يونان ثانية، وتذكير الله له أن نينوى، التي تضم الألوف من السكان، بينهم كثيرون من الأبرياء، أحق بالرحمة والشفقة من اليقطينة التي اغتاظ وتكدر، لأنها ذبلت (يون 4).
وليس في آخر العهد القديم ما يظهر المحبة بطريقة أعجب من المحبة التي يظهرها هذا السفر. إنه يحمل رسالة دينية لجميع العصور. أنه احتجاج على العصبية والعنصرية اليهودية الضيقة ومقتها للشعوب الأخرى مقتًا بشعًا ظهر بنوع خاص بعد عصر السبي. إن الله في نظر مؤلف هذا السفر يهتم بجميع الناس ويغفر لجميع التائبين إليه سواء كانوا أممًا أم يهوذًا. وكان سفر يونان يقرأ في يوم الكفارة. وكان في وسع كثيرين من الأمم الاهتداء إلى الله لو علمهم اليهود ذلك.
ولقد مهد كاتب سفر يونان الطريق لبزوغ شمس الإنجيل على البشرية. وقصة يونان هي أروع صورة لعمل الفداء الإلهي وأنبل نبذة دينية للتبشير والمناداة بالإنجيل.
ولقصة يونان ما يشابهها في الأدب البوذي buddhist كقصة ميتافنداكا الذي كان مسافرًا ذات مرة في إحدى السفن، فوقفت السفينة في الماء في اليوم السابع عن إقلاعها ولم تعد تتحرك. فألقى البحارة قرعة، وقعت سبع مرات متتالية على ميتافنداكا، فطرحوه في البحر وأعطوه قطعة من القصب الضخم سبح عليها حتى وصل إلى بر الأمان.
هذه وغيرها قصص تشبه في ظاهرها قصة يونان إلى حد، ولكن ليس هناك ما يدل على أن قصة يونان مستعارة أو مقتبسة من قصص بوذية أو غيرها. ومما يجب الإشارة إليه أن قصص البحارة الهندوسيين والفينيقيين وما يتخللها من مشاعر وأحاسيس وأعمال، كانت مشابهة من بعض الوجوه.
* انظر استخدامات أخرى لكلمة "يونان"، الأنبياء الصغار، معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات سفر يونان.
_____
(1) تم تعديل المقال من قبل الموقع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fbk5xf5