وهي كلمة للتعبير عن مظاهر الحزن على الميت ولكل بلد عاداته في ذلك. ولكل عصر عاداته أيضًا. إلاّ أن عادات الشرق تتصف، بوجه عام، بالحزن الزائد، وبممارسة حركات محسوسة هي بنفسها تثير الحزن. وكان اليهود، عند ندب الميت، يبكون كثيرًا، ويمزقون ثيابهم، ويلطمون خدودهم، ويصومون عن الأكل (2 صم 1: 12)، ويرتمون على الأرض (2 صم 12: 16)، وينتفون شعر لحاهم، ويحلقونه، ويجرحون أجسادهم (لا 19: 28؛ 21: 5؛ تث 14: 1؛ ار 16: 6)، وذلك لمدة سبعة أيام، إلا الزعماء فكانوا يندبونهم شهرًا كاملًا (عد 20: 29؛ تث 34: 8)، وكانوا في أحيان أخرى، يلازمون البيوت في مدة الندب، ويأكلون على الأرض ، ويغطون وجوههم ويمتنعون عن تعاطي الأعمال، وعن قراءة الشريعة، وعن أداء الصلوات المعتادة. وكانوا يتركون ثيابهم بلا ترتيب، وفراشهم وأثاثهم بلا نظام، ولا يستحمون ولا يزينون أبدائهم ولا يحيون أحدًا (أي 2: 11-13) وكان هذا ما يجري في البيت، وعلى السطوح، وفي المقابر (اش 15: 3؛ يو 11: 31). وكان لتلك المدة ثياب خاصة، تسمى المسرح (2 صم 3: 31). وكثيرًا ما كانوا يستأجرون نساء ليبكين على الميت ويندبنه ويستأجرون موسيقيين ليلعبوا على بعض آلات الطرب بأنغام محزنة (ار 9: 17؛ مت 9: 23)، وكان الغرباء عن الميت يشاركونه أهله، لأنهم اعتبروا ذلك خدمة يسرّ لها الشرع، وكان السائر إذا شاهد جنازة انضم إليها دون أن يعرف من هو الميت (لو 7: 12-14). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكان على الجيران أن يزوروا أهل الميت ويقوموا بواجب التعزية وان يقدموا لهم الطعام والشراب. وأحيانًا كان عليهم أيضًا تحضير المآدب لكل من يحضر الجنازة أو يأتي للتعزية. إلا أن الشريعة حرمت على الكهنة ندب أحد، إلا من كان قريبًا جدًا لهم. أما الكاهن العظيم فكان الندب محرمًا عليه، مهما كانت قرابة الميت له (لا 21: 1-6، 10، 11). والحقيقة أن الكثير من مظاهر الندب التي عددناها لا تزال موجودة إلى اليوم في مناطق شرقية متعددة، إذ لا يزال التعبير عن الحزن تعبيرًا ماديًا محسوسًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d9tss2v