الغريب: الرجل الذي ليس من القوم، ولا من البلد. وهناك بضع كلمات عبرية في العهد القديم، ويضع كلمات يونانية في العهد الجديد تؤدي معنى "الغريب".
أولًا - في العهد القديم:
أهم كلمتين في العهد القديم تؤديان معنى الغريب أو النزيل والقرينة هي التي تبين المعنى المقصود بالكلمة:
1- "جرٍ" ومشتقاتها: وترد أكثر من 150 مرة، وتدل على شخص يعيش في بلد أو أرض لا ينتمي إليها أصلًا. وقد استخدمت بصورة خاصة للدلالة على "الغرباء" الذين استوطنوا بين الإسرائيليين. كما استخدمت نفس الكلمة وصفًا للآباء الذين تغربوا في أرض كنعان ولبني إسرائيل الذين تغربوا في أرض مصر (انظر مثلًا تك 15: 13؛ 23: 4؛ خر 22: 21؛ 23: 9؛ لا 19: 34؛ تث 10: 19؛ 18: 6... إلخ).
ورغم أن بني إسرائيل سكنوا في أرض الموعد التي أعطاها الرب لهم ميراثًا، إلا أنهم كانوا يعتبرون غرباء ونزلاء عند الله، فإقامتهم فيها مؤقتة ولا بُد من الارتحال عنها (لا 25: 23؛ 1 أخ 29: 15؛ مز 15: 1؛ 61: 4؛ 119: 19).
وكان بين الإسرائيليين "غرباء" منذ البداية فقد خرج معهم "لفيف" من مصر وبعد غزو أرض كنعان سكن بنو إسرائيل مع الكنعانيين جنبًا إلى جنب إذ لم يستأصل بنو إسرائيل شعوب كنعان. ونجد في الأسفار التاريخية أسماء أشخاص لم يكونوا من أصل إسرائيلي، ولكنهم شغلوا مراكز مرموقة مثل "صالق العموني" "وأوريا الحثي" من أبطال جيش داود (2 صم 23: 37، 39). وقد عُد سليمان جميع الرجال الأجنبيين الذين في أرض إسرائيل "فوجدوا مئة وثلاثة وخمسين ألفا وست مئة" (2 أخ 2: 17).
ومع أنه لم يكن "للغرباء" في إسرائيل كامل الحقوق التي كانت للإسرائيليين الدينية والمدنية إلا أنهم لم يكونوا يتعرضون للظلم أو سوء المعاملة، بل يقول موسى عن الله أنه "المحب الغريب ليعطيه طعامًا ولباسًا" (تث 10: 18) وكان على بني إسرائيل أن يحاموا عن الغريب ويساعدوه بل وأن يحبوه لأنهم كانوا في وقت من الأوقات - غرباء في أرض مصر (تث 10: 18؛ 14: 29؛ 24: 14، 19).
وقد نصت الشريعة على حماية الغريب من الظلم والعنف (خر 21: 20؛ 23: 9) وأن تُعطي له حقوقه (تث 24: 14) وجمعت الشريعة بينه وبين الأرملة واليتيم في حاجتهم إلى اعتبار خاص (تث 10: 18؛ 14: 29). وقد حرمت الشريعة الزواج بين الإسرائيليين والغرباء (انظر تك 34: 14؛ تث 7: 1-4).
وكان على الغريب (جريم) أن يحفظ السبت (خر 20: 10؛ 23: 12) وأن يحفظ يوم الكفارة (لا 16: 29) وألا يأكل خميرًا في أيام عيد الفطير (خر 12: 19) وكان يمكن للمختونين منهم أن يحفظوا الفصح (خر 12: 48؛ عد 9: 14) كما كان يمكنهم تقديم الذبائح (لا 17: 8؛ عد 15: 14، 26، 29؛ 35: 15).
والإسرائيلي إذا افتقر وبيع عبدًا للغريب، كان يمكن لأحد أقربائه أن يفتديه في أي وقت بالثمن العادل (لا 25: 47-55) أما الغرباء الذين صاروا عبيدًا، فإنهم لا يخرجون في سنة اليوبيل، بل يكونون ميراثًا للأبناء (لا 25: 46).
وبعد العودة من السبي تحول كثيرون من الغرباء إلى دخلاء في اليهودية واندمجوا في الأمة الإسرائيلية.
2- "نوكري" ومشتقاتها: وقد وردت في العهد القديم أكثر من ستين مرة وهي تدل على الأجنبي النزيل أي غير الإسرائيلي الذي نزل في أرض إسرائيل سواء كسائح أو تاجر وكان وضعه ومعاملته مثل الغريب (جَرٍ) تمامًا ومن الطبيعي أن النزيل لا تكون له كل حقوق الإسرائيلي وبخاصة في أمور العبادة، ولكن كانت تكرم وفادته ولا يتعرض لأي ظلم أو عنف، وكان يُنتظر منه طالما ظل مقيمًا في أرض إسرائيل أن يخضع للشريعة اليهودية في حفظ السبت. ولم يكن ممكنًا له أن يأكل من الفصح إلا إذا اختتن (خر 12: 43). كذلك كان محرمًا عليه أن يأكل من الأقداس (لا 22: 10) وكان يمكن للإسرائيلي أن يقرض الأجنبي بربا (تث 23: 2) كما كان يمتنع على الإسرائيلي أن يشتري من الغريب ذبيحة بها أي عيب يمنع من تقديمها للرب (لا 22: 25).
ثانيًا - في العهد الجديد:
توجد أيضًا بضع كلمات يونانية في العهد الجديد تؤدي معنى غريب أو نزيل، أهمها:
1- "بارويكو" (Paroikeo) ومشتقاتها: (انظر 24: 18؛ أع 7: 6، 29؛ 13: 17؛ 1 بط 1: 17؛ 2: 11).
2- "ألوتريوس" (Allotrios) ومشتقاتها: (انظر مت 17: 25، 26؛ لو 17: 18؛ يو 10: 5؛ أع 7: 6؛ عب 11: 9).
3- "زينوس" (Xenos) ومشتقاتها: (انظر مت 25: 35، 38، 44؛ 27: 7؛ أع 17: 18، 21؛ أف 2: 12، 19؛ عب 11: 13؛ 13: 9؛ 1 بط 4: 12؛ 3 يو 5).
فالمؤمن متغرب في الأرض وما حياته عليها إلا غربة لذلك عليه أن يسير زمان غربته بخوف (1 بط 1: 1، 17؛ 2: 11)، فليس له هنا مدينة باقية لكنه يطلب العتيدة (عب 13: 14) فيجب على المؤمنين أن يحيوا "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (تي 2: 13؛ انظر أيضًا 1 تس 1: 10؛ 2 بط 3: 12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/26rkpsp