← اللغة الإنجليزية: Acre/Akko/Akka - اللغة العبرية: עכו - اللغة اليونانية: Άκρα.
اسم كنعاني معناه "رمل ساخن" إحدى مدن فلسطين القديمة جدًا. وقد اتخذها الفينيقيون في البدء قاعدة لهم كحلقة من سلسلة مدنهم البحرية على ساحل سورية ولبنان وفلسطين، وعلى مسافة 25 ميلًا تقريبًا شمالي صور. واستفادوا من خليجها الذي يحمل اسمها (وهو شمال جبل الكرمل). ولما جاء بنو إسرائيل كانت من نصيب أشير. إلا أنها لم تخضع لهم (قض 1: 31). وكانت عكا هدف معظم الفتوحات العسكرية في فلسطين، من مصر وما بين النهرين ومملكة الحثيين. وسماها البطالسة بتولمايس وجعلوها قاعدة رئيسية لهم. ثم احتلها المكابيون، وزارها بولس في رحلته الأخيرة إلى القدس (أع 21: 7) وأصبحت فيما بعد مركزًا لابرشية مسيحية.
"عكو" كلمة فينيقية معناها "رمل ساخن". وهو اسم مدينة فينيقية لها تاريخ عريق :
(أ) موقعها:
كانت المدينة القديمة تقع على "تل الفواخير"، وهو من أهم التلال على الساحل الفينيقي، إذ يقع على الخط الفاصل بين النصفين الشمالي والجنوبي من السهل الساحلي بين جبل الكرمل وعقبة صور (رأس النقورة). فإلى الجنوب يوجد شاطئ رملي يمتد إلى مسافة كبيرة إلى الداخل، يذكر المؤرخون (سترابو وبليني وتاسيتوس) أنه مكان مصدر نوع ممتاز من الرمال، كان يصنع منه الزجاج. أما إلى الشمال فالشاطئ صخري وعر المنحدر إلى سطح مياه البحر المتوسط. والخور الشمالي في خليج حيفا كان هو ميناء عكا منذ عصور موغلة في القدم.
(ب) تاريخها:
(1) في العصر البرونزي: كانت عكو مدينة كنعانية في العصرين البرونزي الأوسط والمتأخر، فقد ورد ذكرها في النقوش المصرية من القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد فتحها تحتمس الثالث في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد في حملته الأولى على كنعان.
وظلت "عكو" تلعب دورًا هامًا في شئون كنعان طيلة القرن الرابع عشر قبل الميلاد، فيرد ذكرها كثيرًا في رسائل تل العمارنة. ومن بين أسماء حكامها المعروفين، يوجد اسمان يبدو أنهما كانا آريان.
وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، شغلت عكو مكانًا بارزًا في فتوحات فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، فأعاد سيتي الأول الاستيلاء عليها في حملته الأولى على كنعان. وقد سجل رمسيس الثاني على أحد حوائط معبده صورًا لفتحه "عكو".
(2) في العصر الحديدي: أول مرة تذكر فيها "عكو" في العهد القديم، هي عندما وقعت المدينة بالقرعة في نصيب سبط أشير ولم يطردوا "سكان عكو ولا سكان صيدون"، وبعض المدن الأخرى، "فسكن الأشيريون في وسط الكنعانيين سكان الأرض" (قض 1: 31، 32) .
وقد أصبحت "عكو" جزءًا من مملكة إسرائيل في عهد داود. وفي أيام سليمان، أعطى سليمان منطقة كانت تشمل عشرين مدينة منها "عكو"، لحيرام ملك صور، "فلم تحسن في عينيه.. ودعاها أرض كابول" (1 مل 9:12، 13؛ 2 أخ 8:1، 2).
وظلت عكو أرضًا فينيقية. وعندما قام سنحاريب ملك أشور بحملته التأديبية على فلسطين (في 701 ق.م.)، استولت قواته على "عكو" مع غيرها من المدن الحصينة التي كانت خاضعة لملك صيدون في ذلك الوقت.
وعند عودة أشور بانيبال ملك أشور من حملته على العرب (حوالي 660 ق. م.) وجد أنه لا بُد من تأديب "أوشو وعكو"، فقام بقتل عدد كبير من سكانهم وسبى الباقين. وعند سقوط أشور، انتقلت "عكو" مع غيرها من المدن الفينيقية إلى سيادة البابليين، ومن بعدهم إلى سيادة الفرس.
(1) في عصر السلوقيين (312-65 ق. م.):
كان بـ"عكو" أهميتها في الصراع بين البطالة والسلوقيين. فقد استولى عليها البطالمة أولًا بعد موت الإسكندر الأكبر، وجعلوا منها قلعة حصينة على ساحل البحر وغيروا اسمها إلى "بطلمايس". وهو الاسم الذي اشتهرت به عند المؤرخين في العصرين اليوناني والروماني (1 مك 5: 21؛ 10: 39؛ 12: 48). وكذلك في العهد الجديد حيث ذُكِرَت باسم "بتولمايس" (أع 21: 7).
وقد ظلت المدينة في قبضة البطالمة بلا منازع نحو سبعين سنة، حين انتزعها منهم أنطيوكس الثالث في 219 ق. م. وهكذا انتقلت إلى يد السلوقيين بعد انتصار أنطيوكس على سكوباس في تلك السنة. وكان من نتيجة ذلك طرد البطالة من سورية وفلسطين وفينيقية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وفي الصراع العائلي بين السلوقيين، وقعت "عكو" في يد ألكسندر بالاس Alexander Balas، وهناك تزوج بكليوباترا Cleopatra Thea ابنة بطليموس "فيلوماتر" Ptolemy VI Philometor، ضمانًا للتحالف بينهما. وحاصرها بعد ذلك "تيجرانس" ملك أرمينية Tigranes في غزوته لسورية، ولكنه اضطر لفك الحصار عنها لزحف جيوش روما على أملاكه.
4) في عصر الرومان:
أصبحت بتولمايس في عهد الرومان مدينة لها استقلالها الذاتي الذي تدل عليه عملتها، وكما يذكر سترابو. وقد برزت أهميتها في العصور الوسطى وبخاصة في زمن الحروب الصليبية، فقد استولى عليها الصليبيون في 1110 م.، وظلت في قبضتهم حتى 1187 م. حين انتزعها منهم صلاح الدين الأيوبي وأعاد تحصينها حتى أصبحت مدينة منيعة. ولكن باعتبار أنها أصبحت المدخل البحري إلى الأرض المقدسة، بذل الصليبيون كل جهدهم طوال العامين التاليين لاستعادتها، ولكن بلا جدوى، إلى أن وصل رتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا Richard I of England: the Lionheart وفيليب أوغسطس ملك فرنسا Philip II of France: Philip Augustus بقوات جديدة، فاستطاع الصليبيون استعادة المدينة بعد قتال شرس فقدوا فيه نحو مائة ألف جندي، وأعادوا تحصين المدينة وسلموها لفرسان القديس يوحنا الذين استطاعوا الدفاع عنها والاحتفاظ بها طوال مائة عام، فكانت آخر مكان يجلو عنه الصليبيون في 1291 م.
(5) في عصر الأتراك العثمانيين:
وقعت "عكو" في أيدي الأتراك العثمانيين باستيلاء السلطان سليم الأول عليها في 1516 م. وظلت في شبه خراب حتى القرن الثامن عشر حين آلت للجزار باشا الذي اغتصب السلطة عليها وعلى المنطقة المحيطة بها. وفي 1799 حاصرها نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte، ولكن دافع عنها الأتراك بنجاح بمساعدة الأسطول الإنجليزي، حتى اضطر نابليون إلى رفع الحصار عنها بعد شهرين، رغم انتصاره على الجيش التركي في موقعة تابور. وفي 1831 م. حاصرتها جيوش محمد على باشا والى مصر بقيادة ابنه إبراهيم باشا واستولت عليها بعد حصار دام أكثر من خمسة شهور، تهدمت فيه أسوارها والكثير من مبانيها. وظلت في أيدي المصريين حتى 1840 م. حين استعادها الأتراك بمساعدة إنجلترا. وقد استعادت الآن بعض أهميتها، ولكن أهميتها التجارية انتقلت إلى حيفا على الجانب الجنوبي من الخليج.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8crdv66