يقصد بهذا اللفظ:
(1) اسم الجلالة, وفي هذه الحالة تطلق على الآب والابن بدون تمييز بينهما (أع 10 : 36؛ رؤ 19 : 16) سيما في رسائل بولس الرسول.
(2) وقد تستعمل بمعنى السيد أو مولى دلالة على الاعتبار والإكرام.
ورد هذا التعبير مرة واحدة في العهد الجديد ويقصد به اليوم الذي تقام فيه العبادة (رؤ 1 : 10), وورد أيضًا في (2 بطرس 3 : 10) لكن بمعنى آخر يقصد به "يوم مجيء الرب". كان يوم الراحة والعبادة في العهد القديم هو يوم السبت لكنه استبدل بيم الأحد في العهد الجديد منذ العصر الرسولي نظرًا لأن المسيح قام فيه من بين الأموات. وزاده الرب إكرامًا إذ ظهر فيه مرة أخرى لجميع تلاميذه لما كانوا مجتمعين معًا (يو 20 : 26). يضاف إلى هذا أن الروح القدس حل على التلاميذ يوم الأحد.
وقد حرص التلاميذ على الاجتماع معًا للعبادة في يوم الأحد (اليوم الأول من الأسبوع), ففي (أع 20 : 7) نرى مسيحيي ترواس يجتمعون معًا في أول الأسبوع ليكسروا خبزًا في عصر الرسول بولس. وفي (1 كو 16 : 2) نرى مسيحيي كورنثوس يضع كل واحد عنده في كل أول أسبوع ما تيسر, أي ما قصد أن يقدمه لفقراء أورشليم حتى إذا وصلهم بولس لا يكون حينئذ جمع.
ويبدو أن المتنصرين من اليهود كانوا في البداية يحفظون السبت والأحد عل أساس أنهم كانوا لا يزالون متمسكين ببعض وصايا الناموس وطقوسه, بينما كان المتنصرون من الأمم لا يحفظون إلا الأحد. ومع توالي الأيام صار الجميع يحفظون يوم الأحد فقط.
ورد هذا التعبير مرة واحدة في (1 كو 11 : 20) ويُقْصَد به الفريضة التي أسَّسَها الرب يسوع ليلة آلامه قبيل ذهابه إلى بستان جثسيماني حيث أسلم ليصلب. وتسمى هذه الفريضة بالافخارستيا وهي كلمة يونانية معناها "شكرًا" أو الشكر, أو الشركة, أو شركة جسد الرب ودمه, أو العشاء الرباني, أو مائدة الرب, أو وليمة.
وواضح أن المخلص أراد أن يهيئ العقول لقبول هذه الفريضة قبل تأسيسها بوقت طويل. وذلك في حديثه الوارد في الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا عن خبز الحياة (يو 6). ولما حان الوقت أسسها كما يحدثنا الإنجيليون الثلاثة الأولون والقديس بولس الرسول.
وقد رسم الرب يسوع نظام هذه الفريضة قبل الصلب فإنه بعد أن تناول عشاء الفصح أخذ الخبز وباركه وقدم الشكر لأجله وأعطاه للتلاميذ قائلًا: "هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري"، وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28). أما الغرض الذي لأجله رسمت هذه الفريضة فهو لتكون لهم حياة (يو 6: 53)، وليثبتوا فيه (يو 6: 56)، وليكون لهم حياة أبدية (يو 6: 58)، ولنذكر الرب يسوع (لو 22: 19)، ولنخبر بموته مُظْهرين إياه إلى أن يجيء (1 كو 11: 25، 26). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولم يكن العشاء مقصورًا على الرسل أو على اليهود من المسيحيين ولكنه كان يمارس في كنائس المسيحيين من الأمم أيضًا ككورنثوس مثلًا (1 كو 10: 15-21). وقد أدركت الكنيسة أن سيكون هذا العشاء امتيازًا لها تحظى بممارسته في كل العصور والأزمان. وقد دعيت المائدة التي يوضع عليها الخبز "مائدة الرب" (1 كو 10: 21). والكأس التي تقدم احتفظت بالاسم القديم الذي كانت تسمى به في الفصح اليهودي وهو "كأس البركة" (1 كو 10: 16). وقد دُعِيَت أيضًا "كأس الرب" (1 كو 10: 21؛ 11: 27).
ولم يكن عشاء الرب (الإفخارستيا) مجرد ذِكرى بل جسد حقيقي ودم حقيقي حسب كلام الرب يسوع، وحسبما مارَسَت الكنيسة الأولى وحتى الآن (فيما عدا البروتستانت "الإنجيليون" الذين انشقوا عن الكاثوليك، ولرفضهم سر الكهنوت رفضوا معه باقي الأسرار، ومنها الأفخارستيا، وقالوا أنه تِذكار فقط، مناقضين نصوص الكتاب المقدس صراحةً).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jj44bz4