St-Takla.org  >   articles  >   fr-wisa-anba-bishoy  >   liturgy
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات من كتاب ترياق الخلود في كنيسة المعبود (في شرح القداس الإلهي) - أبونا الراهب ويصا الأنبا بيشوي

1- آية اصنعوا هذا لِذِكْرِي (لو 22: 19) (1)

 

+ الإفخارستيا ذكرى عينية، أي أنه يتم استحضار ذبيحة الصليب في الافخارستيا ويكون حضور الرب يسوع حضورًا فعليًا فنمارس ذكرى الشيء عينه كوضع المن الذي من السماء في تابوت العهد كذكرى للشيء عينه.

+ ينبغي أن نعرف أن الكلمة اليونانية avna,mnhsij (أنامنيسيس)، تفيد معنى يصعب أن يوجد في أي لغة أخرى، مثل الإنجليزية أو العربية أو غيرهما. إذ أن المفردات اللغوية لهذه اللغات، لا تعطي المعنى الحقيقي الدقيق، لما تعنيه هذه الكلمة اليونانية. ففي اللغة الإنجليزية مثلًا، هناك كلمات مثل:memorial  أي "تذكار" أو remembrance أي "تذكر" أو "ذِكرى"، والتي تفيد بالنسبة لنا، مفهومًا ذهنيًا صرفًا، أو أمرًا وقع في الماضي، ولم يبق منه سوى ذکری ذهنية فقط، وهو نفس المعنى الذي تعنيه الكلمة في اللغة العربية، أما كلمة avna,mnhsij (أنامنيسيس) اليونانية، فهي على العكس من ذلك، إذ تعني: " استحضار حدث ما أمام الله كان قد وقع في الماضي، ولكن ما زال فعله أو أثره ممتدًا في الزمن الحاضر".

St-Takla.org Image: Eucharist and love, 2012, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: الإفخارستيا والحب، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Eucharist and love, 2012, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإفخارستيا والحب، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

+ الزمن قادر أن يطوي فيه كل ما هو زمني، لأنه خاضع له. أما ذكر الإلهيات، أو الأمور المختصة بالله، فهو شيء يختلف تمامًا. لأن الله وما يخصه من أفعال وصفات، لا يخضع للزمن، ولا يمكن أن يحتويه الزمان. فحين نذكر الرب في صلاتنا، فإنه يحضر بيننا کوعده. فبالأحرى إن ذكرناه في الإفخارستيا، وصنعنا تذكاره حسب وصيته لنا: "اصنعوا هذا لذكري"، فهو إذًا حاضر بالضرورة معنا، يُقدس ويُكمل القرابين. لأن حضور الابن، يعني بالضرورة حضور الثالوث، تمامًا كما فعل الرب في ليلة عشائه الأخير مع تلاميذه.

 

tou/to poiei/te eivj th.n evmh.n avna,mnhsinÅ

 ذكر "ـي" لـ اصنعوا هذا

pronoun demonstrative accusative neuter singular from ou-toj

tou/to

verb imperative present active 2nd person plural from poie,w

poiei/te

preposition accusative from eivj

eivj

definite article accusative feminine singular from o`

th.n

adjective possessive accusative feminine singular no degree from evmo,j

evmh.n

noun accusative feminine singular common from avna,mnhsij

avna,mnhsin

+ بالرجوع إلي قاموس اللغة اليونانية:

 (James Strong: Greek Dictionary of the New Testament the Ages Digital Library Reference version 1.1997 P 34/ word no. 364 ,P 310 / word no.3403)

 (364) ajna>mnhsiv, an-am’-nay-sis; from (363) (ajnamimnh>skw); recollection: — remembrance (again).

 (3403) mimnh>skw, mim-nace’-ko; a prolonged form of (3415) (mna>omai) (from which some of the tenses are borrowed); to

remind, i.e. (middle) to recall to mind: — be mindful, remember

 

+ مما سبق نستنج أن الذكرى هنا (avna,mnhsin) لا تعنى مجرد التذكر لأمر نتطلع إليه غائبًا عنا، بل تحمل إعادة دعوته في معنى فعال أي ذكرى فعالة.

+ نستنتج مما سبق أن الفعل اصنعوا (poiei/te) جاء في الأمر المضارع الذي يفيد في اللغة اليونانية الاستمرارية أو تكرار الحدث، فالكلام هنا لا يعنى التذكر العقلى لما حدث بل يفيد تكرار الحدث نفسه.

+ عندما قدم السيد المسيح العشاء الرباني لتلاميذه، قال لهم: "اصنعوا هذا لذكري" (لو 22: 19)، فهو لم يقل (افعلوا) أو (اعملوا) بل قال (اصنعوا). وهذا دليل علي أن هناك صناعة، حيث يتحول الخبز والخمر إلي جسد ودم الرب الأقدسين. إنها صناعة روحية وليست مجرد فعل أو عمل يقوم به الأب الكاهن في القداس. وهذا المفهوم يتضح أيضًا في:

· معجزة تحويل الماء إلي خمر في عُرْس قانا الجليل، حيث يقول الوحي الإلهي: فجاء يسوع أيضًا إلي قانا الجليل، حيث صنع الماء خمرًا " (يو 4: 46).

· خلقة الإنسان في بداية الخليقة، نجده تحدث عنها كصناعة روحية حيث قال: "وقال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فإصنع له معينًا نظيره (تك 2: 18)، هذه الصناعة هي إيجاد ما لم يكن موجودًا مع الإحتفاظ ببعض السمات الأولية.

· لوحي الشريعة، نجده يقول: اللوحان هما صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة علي اللوحين" (خر 32: 16)، وهذا إشارة إلي القدرة الإلهية علي الاستحالة Transubstantiation والتحول لأن اللوحين وما صارا عليه صناعة إلهية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) من كتاب ترياق الخلود في كنيسة المعبود – في شرح القداس الإلهي طقسيًا وروحيًا وعقيديًا – الباب الثالث عشر، ص 738.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-wisa-anba-bishoy/liturgy/remembrance.html

تقصير الرابط:
tak.la/26thyjw