St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   01_A
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

مدينة أوُر الكلدانيين

 

St-Takla.org Image: Map: When they got to Haran they stopped to settle. During this time Abram’s father Teran died. (Genesis 11: 31-32) - "Abram (Abraham) moves to Canaan" images set (Genesis 11:27 - Genesis 13:4): image (4) - Genesis, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: "فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك. وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران" (التكوين 11: 31-32) - مجموعة "إبرام "إبراهيم" يرتحل إلى كنعان" (التكوين 11: 27 - التكوين 13: 4) - صورة (4) - صور سفر التكوين (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: When they got to Haran they stopped to settle. During this time Abram’s father Teran died. (Genesis 11: 31-32) - "Abram (Abraham) moves to Canaan" images set (Genesis 11:27 - Genesis 13:4): image (4) - Genesis, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: "فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك. وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران" (التكوين 11: 31-32) - مجموعة "إبرام "إبراهيم" يرتحل إلى كنعان" (التكوين 11: 27 - التكوين 13: 4) - صورة (4) - صور سفر التكوين (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

اللغة الإنجليزية: Ur Kaśdim or Ur of the Chaldees - اللغة العبرية: אוּר כַּשְׂדִים.

 

وهي مسقط رأس إبراهيم التي ولد ونشأ فيها ولكنه خرج منها إطاعة لدعوة الرب وذهب إلى حاران ومنها ذهب إلى كنعان (تك 11 : 28، 31؛ 15 : 7؛ نحم 9 : 7). ومكان أور اليوم خرائب تُدْعَى المغبّر في منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارس، وعلى مسافة عشرية أميال شرقي مجرى نهر الفرات في الزمن الحاضر. وقد احتل المدينة السومريون والعيلاميون والبابليون والكلدانيون على التوالي.

وقد أثبتت الكشوف الحديثة أن مدينة أور وٌجِدَت ما يقرب من ألف عام قبل عصر إبراهيم وكانت في ذلك الزمن السحيق مركزًا لمدينة راقية. وتقول سجلاتها القديمة التي اكتشفت فيها أن بعض ملوكها حكموا آلافًا من السنين، وتدل طبقة من رواسب الطمي اكتشفت فيها على أن طوفانًا عظيمًا حدث في أرض ما بين النهرين. ولكننا لا يمكن أن نجزم بأن رواسب الطمي هذه باقية من الطوفان الذي حدث في أيام نوح كما يدعي البعض ذلك. وقد اكتشفت في المقبرة الملكية ابرة الملكية التي يرجع تاريخها إلى سنة 2500 ق.م. تقريبًا, جواهر جميلة وأشياء أخرى من الفضة والذهب. ولكن يظهر أن الحياة البشرية لم تكن ذات قيمة تذكر عند أولئك القوم, فقد دلت الكشوف على أن ثمانية وستسن من الخدم قد قتلوا ليقوموا بخدمة الملكة في الحياة الأخرى. وقد امتد سلطان أور في عصر أورنمَو حوالي عام 2350 ق.م., على معظم أرض ما بين النهرين، التي هي العراق الآن. وقد شيَد هذا الملك "زيجورات" أو برج هيكل عظيم, وكان نانار إله القمر يعبد على قمته. وقد وجد هناك كثير من اللوحات الطينية وقد كتبت عليها وثائق معاملات تجارية مما يدلّ على أن أور كانت في ذلك الحين مركزًا عظيمًا للتجارة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مقال تفصيلي:

وهى بالعبرية "أور كاسديم" ولقد بذلت مجهودات كثيرة على مدى أكثر من ألفى عام لتحديد موقع هذه المدينة. ويبدو أن مترجمي السبعينية لم يكونوا عالمين بالموقع أو أنهم لم يعتبروها مدينة لذلك ترجموها في اليونانية إلى "كورة" أي أرض بدلًا من "أور".

أما أوبولمس الذي عاش في حوالي 150 ق.م. فتحدث عنها باعتبارها مدينة في بلاد بابل تسمى" قمرينا " وقال إن البعض يسمونها " أوريا " وذكر القديس استفانوس (أع 7: 2، 4) أن إبراهيم كان فيما بين النهرين، ولقد اعتبرها التلمود اليهودي وكذلك بعض الكتَّاب العرب المتأخرين أنها " أرك" ولعل اسمها بالكتابة المسمارية (الأشورية) وهو " أوركى" يدعم هذا الرأي ولكن " إرك" مذكورة كمدينة مستقلة في سفر التكوين (10:10). وقد ذكر أميانوس مارسلينوس أنها هي "قلعة أور" في الصحراء بين حترا ونيسيبس، ولكن هذه لم تشيد إلا في زمن الفرس. ونظرًا لقربها من حاران، ولأن القديس استفانوس ذكر أنها فيما بين النهرين ، زعم البعض أنها مدينة " الرها " التي سماها اليونانيون " إدسا "، ولكن إدسا قد بناها سلوقس.

وأكثر النظريات قبولًا في الوقت الحالي هي أن " أور " هي بلدة " المغير" (أو بلد القار) في جنوبي بابل، وكانت تسمى " يوروما " أو " يوريما " ثم سميت بعد ذلك " أورو " كما جاء في النقوش الأثرية ، وهي تقع على حدود المنطقة التي كانت تسمى في الألف السنة السابقة للميلاد باسم " كلديا ".

ويرى البعض أن هذا يتفق مع رأى أوبولمس ، لأن كلمة " قمرينا " قد تكون مشتقة من اللفظ العربي " قمر " مما قد يشير إلى تلك الحقيقة وهي أن المدينة القديمة كانت مخصصة لعبادة إله القمر، كما أن الحجة الأخرى التي يقدمونها لتأييد هذا الرأي، هي أن حاران المدينة التي هاجر إليها تارح كانت أيضًا مركزًا لعبادة إله القمر، ولكن هذا موضع شك لأن " يوروما " أو "يوريما " كانت في أيام إبراهيم مركزًا سومريًا ومقرًا لعبادة " نانار" بينما كانت حاران سامية ومقرًا لعبادة الإله " سين" (الشمس). ومع أن هذين المعبودين قد أصبحا معبودًا واحدًا في القرون التالية، إلا أن الحجة تبدو ضعيفة لأن الناس كانوا يعبدون آلهة أخرى في تلك المدن وبخاصة في حاران، هي حقيقة تذكرنا بما يقوله التلمود من أن تارح عبد ما لا يقل عن اثني عشر إلهًا.

ويجب أن نذكر أن بعض العلماء يؤيدون ما جاء بالترجمة السبعينية من أن " أور" لم يقصد بها مدينة معينة، بل أرض فيها رعى إبراهيم قطعانه. وقد وصفت بأنها " أور الكلدانيين " تمييزًا لها عن غيرها من المراعى.

ويقول البعض أيضًا إن موقعها هو مدينة " أورو" (مارتو) بالقرب من مدينة سيبار التي كانت مدينة عظيمة في زمن إبراهيم، ولكنها فقدت مكانتها في العصور التالية، ولعل هذا هو سبب الفشل في تحديد الموقع في العصور المتأخرة قبيل العصر المسيحي، عندما كانت أوريما أو أورو مازالت مزدهرة. وقد عاش الساميون الغربيون -لأن اسم إبراهيم ليس بابليًا- في تلك المدينة بأعداد كبيرة في عصر إبراهيم، والكتابات البابلية التي عثر عليها في هذا الموقع وغيره من المواقع، مليئة بأسماء بلاد سامية وأرامية وأمورية، وهذه الحقيقة تجعل من المعقول أن يكون الموقع في بلاد بابل، وأغلب العلماء الآن يؤيدون فكرة أنه "المغير" أكثر من أى موقع آخر.

 

أور الكلدانيين والاكتشافات الأثرية:

أولًا - التاريخ:

 

إن من أهم الأعمال المثمرة في مجال التنقيب والبحث عن الآثار الكتابية، ما تم في بلدة " المغيّر " التي يعتقد أنها مدينة أور الكلدانيين القديمة موطن إبراهيم. وقد قام بهذا العمل مجموعة من علماء الآثار والمستشرقين المرموقين من جامعة بنسلفانيا بالاشتراك مع المتحف البريطاني، فقد ضمت المجموعة لانجدون من أكسفورد، كلارنس وولي ودكتور ليون لجيرين من بنسلفانيا، وبدأ العمل في 1922، وقد كشف عن أعظم الكنوز في 1929.

 

ثانيًا - الطبوغرافيا:

بدأ التنقيب عند موقعين متقاربين، أحدهما في أكمة " المغيّر "، والثاني في "تل عبيد" على بُعْد نحو أربعة أميال ونصف من الموقع الأول.وتقع أور بالقرب من حافة الصحراء وعلى مسافة سفر يوم بالقطار من بغداد. ويرتفع " الزيجورات " برج المدينة المدرج،92 قدمًا فوق قاعدة مساحتها 130× 195 قدمًا مربعا، ويوحي للمشاهدين بالعظمة، ويعطى للعالم الأثري أملًا في اكتشافات غنية - وقد فاقت النتائج كل خيال المستكشفين فقد عثروا على ما لم يتوقعوه إطلاقًا.

 

ثالثًا - الاكتشافات بالترتيب:

(1) الهيكل والآلهة:

أول ما يتوقعه عالم الآثار - نتيجة لما عرف عن هذا الشعب من تدين - هو العثور على آثار الهيكل والآلهة، ونادرًا ما يخيب هذا التوقع، فأروع ما في "المغير" هو الهيكل الذي يعلوه برج الزيجورات المدرج. ومن المفارقات بين الشرق القديم والغرب الحديث، أنه كانت لهم أماكن عالية للعبادة، وفي الغرب الآن ناطحات سحاب لمكاتب العمل. وبدأ التنقيب في الحال في البرج، ومنه إلى الهيكل. والبرج مدرج من ثلاث طبقات، وتؤدى السلالم المتقابلة في كل جانب إلى مسطح واحد عند المركز قرب القمة، يؤدى إلى مدخل الهيكل (نظر الصورة فهي تغني عن الوصف).

وأكبر ما يستلفت النظر في الخدمة في ذلك الهيكل، هو أنه لم يكن كنيسة بل كان قصرًا للآلهة، لم يكن مكانًا يجتمع فيه الناس للعبادة، بل مزارًا مثل المزارات التي كانت قائمة على جوانب الطرق في أوربا في العصور الوسطى، يأتي إليها الناس فرادى للصلاة وتقديم الكفارة.

 

(2) جبانة تل عبيد:

ومنذ البداية اتجه العمل إلى التنقيب في جبانة تل عبيد، واستمر - إلى حد بعيد - جنبًا إلى جنب مع العمل في أور. لقد وجدت أشياء كثيرة تتفق مع التاريخ المعروف عن تلك المنطقة، ومع أنها أشياء لها أهميتها في حد ذاتها، إلا أنها لم تضف إلا القليل لما هو معروف، وقد غضبت منها الاكتشافات الأخيرة للحضارات الأولى، والتي ساهمت كثيرًا، بما هو جديد تمامًا، في معرفتنا بتلك البلاد.

 

(3) قاعة العدالة :

وما يفوق زيجورات أور في الأهمية - لأن هذه المزارات كانت معروفة من قبل - هو الاكتشاف - الذي حدث بعد ذلك بقليل - لمسقط أرضى وجزء من جدران قاعة واسعة للعدالة. والاسم المكتوب عليها " قاعة العدالة " يحدد تحديدًا قاطعًا صفة هذا البناء المهيب، ويرجع أصلًا إلى عصر " كورو - جالزو " - بعد عصر إبراهيم بقليل - وتمت فيه إصلاحات - من وقت إلى آخر - طيلة القرون التالية حتى زمن نبوخذ نصر ونبونيدس، وكان ما زَال يستخدم لنفس الغرض. وهذا المبنى الشبيه بقاعة المحكمة العليا في أي عاصمة من العواصم الكبرى في العالم اليوم، إنما هو دليل واضح على حضارة أور العظيمة.

 

(4) مقابر ما قبل التاريخ:

كان من المتوقع العثور على البرج والهيكل، ومع أن قاعة العدالة لم تكن متوقعة، إلا أنها لم تكن مفاجأة كبيرة بالنسبة للعصور الطويلة منذ زمن إبراهيم حتى أزهى عصور الحضارة الطويلة في تلك البلاد. ولكن الاكتشاف الذي أعقب ذلك كان له من الأثر مثلما كان لاكتشاف ألواح تل العمارنة التي كشفت لنا عن الإمكانات الأدبية في فلسطين في زمن موسى، ومثلما كان لاكتشاف شريعة حمورابي التي اكتشفها دي مورجان والتي قلبت رأسًا على عقب كل الأفكار المختصه بالقوانين والشرائع في أيام إبراهيم.

كان من المتوقع أنه إذا وجدت أي آثار قديمة في " أور " فلابد أن تمثل مستوى من الثقافة أقل من ذلك، إن لم يكن بدائيًا جدًا، ولكن بدلًا من ذلك، فإنه بالتعمق في التنقيب إلى الفترة الغامضة المعروفة " بما قبل التاريخ " - والتي حالما تكتشف وتعرف، تصبح من التاريخ - وجدت ثقافة من مستوى أعلى حقًا، كانت تتزايد جدًا كلما تعمق التنقيب، حتى كشفت مقبرة الملكة " شوب- آد " عن أشياء أذهلت العالم، وما كادت تثبت صحة عجائبها، حتى ظهرت للنور الأمجاد العظيمة لمقبرة الملك " مس - كلام -دج "، فالكنوز من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والحيوانات المنحوتة في النحاس، كل هذه كشفت عن حضارة عالية جدًا في النواحي المادية، ولكنها -للعجب- ارتبطت، ببرهان لا يدحض على تقديم أعداد ضخمة من الذبائح البشرية عند دفن الملك، وهذا الأمر يفوق في بشاعته ما جاء عن الصينيين وما كانوا يفعلونه عند دفن ملوك أسرة " منج " في نانكين، فلم يكن يذبح في المقبرة مجموعة من أجود الثيران فحسب، بل كانت تكوَّم في حجرة مجاورة جثث 39 امرأة ورجل واحد. فلا عجب إذًا، إنه عندما اختار الله رجلًا من " أور " ليبدأ من خلاله إعلانًا جديدًا للرجاء لهذا العالم، قال له: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك (تك12:1).

عاش هذا الملك صاحب تلك المقبرة الرهيبة في عام 4300 ق. م. تقريبًا، أي قبل إبراهيم بزمن أطول مما بين إبراهيم والمسيح، ولا شك أنه حدث بعد ذلك بعض التحول عن هذه الطقوس الفظيعة. ومع أنه لا بُد أن يعطى إبراهيم درسًا مثيرًا ، ولكنه كان ليعلمه في النهاية أنه بينما كان عليه أن يكرس الابن البكر لله، إلا أن ذبحه لم يكن هو الطريق للتكريس.

إن اكتشاف هذه المقبرة في أور، يوضح لنا تلك الحقيقة وهي أن الحضارة المتقدمة في الأمور المادية، قد ترتبط بأقل المستويات في الأخلاقيات والدين.

 

(5) النقوش:

وجدت هناك من العصور المبكرة كتابة تصويرية، لا شَك في أنها أصل الكتابة المسمارية، ثم استخدمت بعد ذلك الحروف الهجائية المسمارية فاختفت الكتابة التصويرية. وقد وجد نقش فينيقي واحد في الفترة البابلية، وكانت هذه أول مرة لوجود نقش فينيقي في ذلك التاريخ البابلي.

 

رابعًا - الحضارة:

اكتشفت المزارع ومعامل الألبان المتصلة بالمعابد في أطلال جبانة "عبيد" وهي أشياء تدل على العصر الرعوي.

 

(1) الصناعة والعمل:

نتبيَّن بوضوح أساليب عمل السومريين في " أور" لأن أقل بند في نفقات الهيكل كان له سجل دائم على شكل ألواح من الطين. وهذا مثال للدقة في "الأعمال الدينية" لا يفوقه ما يتبع في أحسن الكنائس اليوم. وأسلوب العمل في أيام إبراهيم، توضحه جيدًا حسابات مصنع، مبين فيها بالتفصيل عدد النساء والأطفال الذين يعملون، والمؤن المبيعة لهم، ولكل منهم حساب مستقل.

 

(2) الفنون والحرف:

لقد كان البابليون بنائين مهرة على مدى تاريخهم، فلا عجب أن نجد الحرفيين في " أور " يجيدون عملهم كما هو واضح حتى في بقايا العصور المبكرة، فلقد أجادوا صناعة الطوب، وبنوا أسوارًا قوية، وشقوا القنوات المائية وأقاموا السدود، ولكنهم لم يظهروا عبقرية في الاختراع، فحرثوا حقولهم بالمحراث الشرقي المألوف، وحصدوا غلالهم بالمنجل.ويبدو ان الاستثناء الوحيد كان استخدامهم لآلة لبذر الحبوب آليًا أو بمبذر يدوى. كان عامة الشعب سعداء بأساليب آبائهم البسيطة، ويبدو أنهم ظلوا على ما كانوا عليه من أساليب الحياة - دون تقدم أو تأخر - من 4300 ق. م إلى زمن نابونيدس. ولكننا عندما ننتقل من الحياة الرتيبة لعامة الشعب، إلى قصور الآلهة ومقابر الملوك، نرى الأعمال الفنية التي تظهر فيها عجائب حضارة " أور "، ففي الطبقات السفى للهيكل، وفي مقبرة تل عبيد على وجه الخصوص، وجدت كنوز من عصر "كور - جالزو" أي حوالي الزمن الذي ارتحل فيه إبراهيم. ولكما تعمقت أعمال التنقيب، كلما وجدنا الفنون أكثر تقدمًا. وعندما وصل الحفر إلى الألف الخامسة ق. م. اكتشفت أروع عجائب الفن، إذ امتلأت المقبرة الملكية للملكة " شوب - آد " بأوانٍ ذهبية، ووجدت طاسات خمر ضخمة مزخرفة ومزينة بشكل مسرف من ذهب خالص، كما وجدت أوان أصغر بنفس الزخرفة، حتى أدوات الملك كانت من هذا المعدن النفيس ولعلها - ويا للعجب!- لم تكن تستخدم إلا في وضع أحجار الأساس. كما كانت الأسلحة من الذهب الخالص ، وكان لكل من الآلات والأسلحة حواف قاطعة ن فقد وجد سيف ذهبي له مقبض مرصع بالذهب أيضًا ، وله غمد مخرم مصنوع من الذهب. حتى أدوات تسلية الملك في العالم الآخر لم تمهل، فلوحه لعب القمار كانت منقوشة بالأحجار الكريمة، والمربعات مغلفة بالفضة، كان محفورًا على مكعبات اللعب مناظر متعددة. وأعظم ما يثير الدهشة، وجود شعر ضخم مستعار للملك من أسلاك الذهب الخالص.

 

(3) فن المعمار:

يدور الجدل حول متى بدأ تشييد الزيجورات، فأقدم المباني التي ترجع إلى حوالي 4300 ق. م. تبين أنها قد ظلت عمليًا بلا تغيير، فإذا كان السومريون، كما يعتقد الكثيرون - قد جاءوا من بلاد جبلية، فقد يكون الزيجورات تقليدًا للتلال على الأرض المنبسطة،ولكن يظل السؤال: لماذا بنوا هياكلهم على قمة التل في موطنهم؟ من المحتمل جدًا أن تكون هي الرغبة في جعل مكان العبادة ظاهرًا واضحًا، وللبعد به عن ارتباكات الحياة، أو لعلهم أرادوا أن يكونوا أقرب إلى الله، والعبادة يجب أن تكون في وقار بعيدًا عن ضجيج الحياة. وفي كنعان كانوا يعبدون فوق المرتفعات. ولابد أن الزيجورات كان مشهدًا مهيبًا، وبخاصة في صعود وهبوط الكهنة بثيابهم البيضاء. والتشابه الصارخ بين الزيجورات وبين هيكل هرم " تشكين - اتزا " المدرج من حضارة المايا في يوكتان (في المكسيك)، أمر عجيب محير جدًا. أهو برهان آخر على تقدم فن المعمار بصورة مستقلة في الأماكن المختلفة؟ أو أنه دليل على بعض الروابط التاريخية البعيدة عن طريق مضيق بهرنج والصين وأفغانستان حتى وادي الفرات؟ فتوجد حتى هذا اليوم مجموعات كبيرة من اليهود المشتتين داخل الصين، الذين ارتحلوا إليها من بابل، أفلا يمكن أن يكون بعض البابليين الآخرين قد ساروا إلى أبعد من ذلك فعبروا مضيق بهرنج إلى أمريكا؟ لقد اقتفى العلماء الصينيون أثر حروف الكتابة الصينية غربًا حتى أفغانستان أي في الاتجاه نحو وادي الفرات.

واكتشاف بهو محاط بصفوف من الأعمدة " أحدث ثورة في أفكارنا عن فن العمارة القديم" فقد كان من المعتقد أن العمود في المعمار لم يعرف في تلك المنطقة إلا في العصر الفارسي. وفكرة بناء الهيكل كمجرد قصر للآلهة، ما زالت موجودة في الكثير من كنائس الأديرة في الشرق، حيث لا يمكن توقع اجتماع الناس. وهناك اختراع هندسي آخر غريب على أفكارنا، وهو حوائط الطين المدعمة مما يشبه البناء بالأسمنت المسلح في الوقت الحاضر. فوضعت في الجدران أشكال مخروطية صلبة كأنها أوتاد في حوائط الطوب الطينية، كان الغرض منها ربط وتدعيم هذه الحوائط.

 

(4) بيانات تاريخية:

إن أغلب النقوش تحوي في معظمها مجرد أسماء وبخاصة أسماء الملوك والحكام، وبيانات عن العمل. فهي تقدم معلومات ثمينة لعلماء فقه اللغة، كما أنها - بخاصة - وسيلة لترتيب التواريخ وتحديد الأزمنة. ومثل هذه النقوش مملة للقارئ العادي مثلها مثل قوائم الأسماء الموجودة في سفري أخبار الأيام الأول والاثني، ولكن كما أن قوائم الأسماء في الكتاب المقدس تقدم لنا أفضل الوسائل للتحقق من صدقها، وكذلك الكثير من المعلومات لتحديد تواريخ العهد القديم، فإن هذه المجموعات المملة من اللوحات البابلية، تتيح لعلماء فقه اللغة، بالفحص الدقيق، تحديد التواريخ والسلالات البشرية المختلفة في العالم القديم.

 

خامسًا - الأنثروبولوجي أو البحث في أصل السلالة البشرية:

إن الأجسام الغريبة الجالسة القرفصاء، وملامح الوجه المنفرة، وملابس السومريين الفضفاضة، كل هذه تستلفت النظر. والتشابه المدهش بين السومريين في كل هذه وشعب البنط كما تصوره الآثار المصرية، ليقطع بوجود علاقة تاريخية بينهما. وبينما يصر العلماء على أن السومريين جاءوا من الشمال، أفلا يمكن أن يكونوا هم قد ارتحلوا إلى الشمال، وأن كوش في الأصحاح العاشر من سفر التكوين كانت في الحقيقة هي بلاد "البنط"؟

 

أوربانوس :

ومعناه في اليونانية " ظريف" أو "مؤدب" وهو اسم مألوف بين العبيد ويقول جيفورد "إن هذا الاسم وجد جنبًا إلى جنب مع اسم أمبلياتوس في القائمة الإمبراطورية للعبيد المحررين في نقش يرجع إلى 115م".

كان أوربانوس عضوًا في جماعة المؤمنين في روما، أرسل إليه بولس بتحياته، ويدعوه بولس: "العامل معنا في المسيح" (رومية 16: 9). وكلمة "معنا" (بالمقابلة مع "معي" في العدد الثالث) يبدو أنها تدل على أن أوربانوس كان يساعد كل العاملين من المؤمنين" (كما يقول "دني").


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_446.html

تقصير الرابط:
tak.la/6g3cbg8