لفظ فارسي معرب، وهو الطوب، وكلمة طوب من أصل هيروغليفي، ويصنع من الطين وُيجفف في الشمس، وهو اللبن، وقد يُحرق بعد ذلك في "قمائن" لتزداد صلابته. وهناك دلائل على أن الإنسان في ما بين النهرين قد صنع الطوب منذ سنة 3500 - 3000 ق.م. لعدم توفر الأحجار.
ويُذكر اللبن أو الآجر مرات قليلة في الكتاب المقدس، فنقرأ كيف سخر المصريون بني إسرائيل في صنع اللبن، وزادوا في تعذيبهم بأن منعوا عنهم التبن فكان عليهم أن يتفرقوا في كل أرض مصر ليجمعوا قشًا عوضًا عن التبن (خر 1: 14؛ 5: 7، 10 - 19) . وتدل الاكتشافات الأثرية في فيثوم في مصر (خر 1: 11) على أن أغلب قوالب الطوب التي بُنيت بها تلك المخازن كانت من اللبن المصنوع من الطين والتبن، والمجفف في الشمس، وما تلك إلا عينة من اللبن الذي سُخّر بنو إسرائيل في صنعه، فصرخوا إلى الرب من العبودية القاسية. وفي الأجزاء العليا من الحوائط حل القش محل التبن، بل إن بعضها خلا من التبن والقش، ولعل ذلك يرجع إلى نقص التبن في ذلك الوقت حيث أنه في حالة نقص المحصول، كان كل التبن يستخدم علفًا للمواشي.
وكانت الحكومة في عصور مصر الأولى تحتكر صناعة الطوب، لأن تسخير الحكومة للأسرى من الأسيويين (بما فيهم من الإسرائيليين) في صنع اللبن، جعل من الصعب على أي شخص من الشعب أن ينافس الحكومة في ذلك - ويحمل طوب العصور القديمة خاتم الحكومة أو خاتم أحد المعابد التي كان مُصّرحًا لها في استخدام الأسرى في صناعة الطوب. وكانت صناعة الطوب ُتجري على نفس الأسلوب الذي مازالت تُجري به الآن، فكان طمي النيل يعُجن ويخُلط بالتبن أو القش ليزداد تماسكًا، وبعد ذلك تُوضع هذه العجينة في قالب خشبي على شكل صندوق صغير بلا قاع، وكانت جوانب القالب تعفر بالتراب ليسهل تخليصها من العجينة، ثم يُترك اللبن ليجف في الشمس فيصبح صلبًا.
وعندما جاء بنو إسرائيل إلى أرض كنعان وجدوا أهالي البلاد يستخدمون نفس الأسلوب في صناعة الطوب، والذي ما زَال متبعًا في أغلب بلاد فلسطين وسوريا، ومن هذا اللبن كانت تبنى المنازل لعدم توفر الأحجار. وفي بعض الأحيان كانت تبنى الحوائط الغربية والجنوبية من الأحجار لأنها أكثر تعرضًا لعواصف الشتاء، أما باقي الحوائط فكانت تبنى باللبن. وبعد إتمام الحوائط كانت تغطى من الداخل والخارج بطبقة من نفس الطين الذي كان يصنع منه اللبن، لتصبح ملساء. وأحيانًا كانت ترش بعد ذلك بالجير الأبيض أو المخلوط ببعض الألوان. وكان الطلاء الخارجي يجدد سنويًا. والعبارة القوية في (إشعياء 9: 10) عن أفضلية الحجارة المنحوتة على اللبن، تتضمن أيضًا زيادة التكلفة والمتانة، كالفرق بين بيت من الخشب وآخر من الحجر.
وفي بابل القديمة استخدموا الطوب المحروق (الأحمر). وقد اكتشف العلماء حديثًا بعضها، مما يؤيد ما جاء في (التكوين 11: 3). لكن الطوب المحروق قلما كان يستخدم في مصر قبل العصر الروماني. كما لم يعرف البناء بالطوب الأحمر في فلسطين. وقد وجدت عينات من الطوب المحروق والمزجج في بابل وفي أطلال بعض المدن الحثية في شمالي سوريا ، ولعلها كانت تستخدم للزخرفة.
ولعل استخدام اللبن (الطوب غير المحروق) في البناء، كان السبب في ضياع معالم الكثير من المواقع القديمة، لأن الحوائط المبنية باللبن، تصبح -متى انهارت- مجرد كوم من التراب ليس ما يميزه عما حوله. وأغلب الأكوام أو التلال الترابية المنتشرة في فلسطين وسوريا هي أطلال مدن قديمة بُني بعضها فوق بعض في طبقات متراكمة.
* انظر أيضًا: أتون الطوب (قمين الطوب).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fkzkt6m