سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة روحية وعامة
إن كان البعض قديمًا يأكل السمك في يوميّ الأربعاء والجمعة، فلا شك أن هذا كان خطأ منهم في فَهْم التعليم الكنسي، أو إنها عادة خاطئة توراثها أو تناقلها البعض. ولنبحث الأمر معًا..
صومنا هو صوم نباتي كما يعلم الكل، نمتنع فيه عن اللحوم، وعن كل طعام من مصدر حيواني. ولا شَك أن الأسماك لحوم. إذن أكلها لا يتفق مطلقًا مع الصوم. وهكذا ينبغي أنك لا تتعجب من عدم أكل السمك في أيام الصوم كالأربعاء والجمعة.
إنما لك أن تتعجب حقًا من أكل السمك أثناء صوم نقول أنه نباتي!
القاعدة العامة إذن هي عدم أكل السمك في الأصوام.
ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جدًا في الكنيسة القبطية، حوالي 200 يومًا في السنة، أي أكثر من نِصف السنة صومًا.. لذلك سُمِحَ بأكل السمك في بعض الأصوام التي هي أصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم..
ولكن لا يُسْمَح بأكل السمك في الصوم الكبير وفي الأربعاء والجمعة، لأنها أصوام من الدرجة الأولى.
وهى في نفس الوقت أصوام سيدية: فالأربعون المقدسة صامها السيد المسيح له المجد، وأسبوع البصخة هو أسبوع آلامه. ويوم الأربعاء نتذكر فيه التآمر عليه، ويوم الجمعة نتذكر فيه صلبه..
الناس يستطيعون أن يأكلوا لحمًا كل أيام الأسبوع، ما عدا الأربعاء والجمعة، فإن أكلوا فيها سمكًا، تكون النتيجة هي أكل اللحم كل أيام الأسبوع، لأن السمك هو أيضًا لحم..! ولا يجوز أن يصل التسهيل إلى هذا المستوى..
من غير المعقول، إننا ونحن نتذكر صلب المسيح والتآمر عليه، نأكل سمكًا!! ونُرَفِّه عن أنفسنا! إن هذه الذِّكرى تستوجب لونًا أكبر من الزهد والنسك..
وقد سأل البعض أيضًا في إحدى المرات:
هل يؤكل السمك في عيد البشارة، وهو عيد سيدي.
والمعروف أن عيد البشارة (29 برمهات) يأتي دائمًا في الصوم الكبير. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والإجابة هي أن الصوم الكبير لا يجوز كَسْرهُ بأي حال من الأحوال حتى بسبب عيد سيدي.
كما أن كَسْر الصوم في هذه المناسبة دليل على عدم ضبْط النفس. فكيف يصوم شخص أكثر من شهر من الصوم الكبير، ثم يستهويه السمك أثناء الصوم، في عيد البشارة؟!
أين الارتفاع فوق مستوى المادة والطعام الشهي؟!
1- لأنه طعام البركة: معجزة الخمس خبزات والسمكتين. وهناك معجزات أخرى لها علاقة بالسمك مثل معجزة صيد السمك مع بطرس..
2- لأنه طعام القيامة: "فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل فاخذ واكل قدامهم". كما آن السيد المسيح نفسه ذكر عنه انه أكل سمك مرات عديدة ولم يذكر عنه أنه أكل لحوم أخرى.
3 -لأنه رمز الحياة؛ إذ يبقى حيًا وسط لُجَج البحر الهائجة، ولا يأخذ من الماء الكثير إلا احتياجه.
4- لان اسم السمكة مكون من الحروف الأولى لاسم يسوع المسيح ابن الله المخلص. فكلمة سمكة باليوناني ἰχθύς (إخثوس) هي تجميع حروف Ἰησοῦς Χριστός, Θεοῦ Υἱός, Σωτήρ (ايسوس بخرستوس ثيؤس ايوس سوتير)، وتعني "يسوع المسيح ابن الله المخلص". وكانت السمكة علامة للمسيحيين ليعرفوا بعضهم في القرون الأولى وما زالت علامة مجلس كنائس الشرق الأوسط حتى الآن ونري كثير من الصور للسيد المسيح وبها سمكة.
5- لأنه من ذوات الدم البارد، الذي لا يُحِدث في الإنسان ثورات الغضب وغيرها، وذلك لأن لحمه خفيف جدًا على عكس اللحوم الأخرى.
6- لان في هذا نوع من التخفيف على المؤمنين خصوصًا المرضى وكبار السن والأطفال بسب كثرة أصوام الكنيسة.
المرجع (للجزء الأول من الرد):
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bwb87gt