سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
أولًا(*)، نفضل أن تبتعد عن المحاورات العقيمة هذه، لأنك تعلم جيدًا أن الهدف منها هو ليس الاقتناع، بل محاولة إقناع الطرف الآخر، وهو لن يقتنع، لأن هدفه مثلك أن يقنعك فقط.. هذا من جانب، ومن جانب آخر يجب عليك أيضًا ألا تدخل في تلك المناقشات بدون دراسة جيدة، ووقت طويل قضيته في القراءة والدراسة والمعرفة والعلاقة مع الله عز وجل..
نعود الآن للسؤال.. ستجد هنا في موقع الأنبا تكلا كتابًا لقداسة البابا شنوده الثالث يحمل عنوان "لاهوت المسيح"، وبه العديد من الشواهد والإثباتات عن لاهوت المسيح أكثر من فقط نقطة إقامة الموتى.
نوضح أيضًا أن أليشع النبي كان قد أقام قبلًا ابن المرأة الشونمية.. "وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ" (سفر الملوك الثاني 4: 32، 33).. ومن الآية نرى الإقامة هنا هي بعد الصلاة إلى الرب.. ففي إقامة الميت هذه أقام الله أعطى كرامة واعتبارًا لصلاة هذا النبي العظيم.. وفي الحالة الثانية، لم يُقِم أليشع الميت وهو ميت، ولكن الله يعطي كرامة لقديسيه، فعندما لمس الميت نعش النبي البار قام.. وهذا يثبت شفاعة القديسين.. ولم يكن الصانع في الحالتين هو أليشع بل الله عز وجل، وإلا لكان أليشع ببركة عظامه هذه قد أقام نفسه هو من الموت!
مَنْ يسألونك كلامهم سليم في نقطة المقارنة هذه.. ولكنهم لم يعرفوا قول السيد المسيح نفسه: "مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا" (إنجيل يوحنا 14: 12). ونرى في سفر الأعمال: "وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ، حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (سفر أعمال الرسل 19: 12). فالكرامة التي يعطيها الله لأتقياءه هي هبة من الله، وليست نابعة منهم ذاتهم..
ولكنهم تجاهلوا نقطة هامة وهي أننا لا نتحدث في معجزات إقامة الموتى عن إقامة الموتى في حد ذاته، ولكننا نتحدث عن السلطان على الموت نفسه! وهذا هو الفرق.. فمَنْ أقاموا موتى كان ذلك عن طريق الصلاة إلى الله والعلاقة معه.. ولكن مَنْ استطاع أن يُقيم نفسه من الموت؟! هذا هو السلطان على الموت.. فالأول يقيم الموتى لأنه رجل بار ويدعمه الله، ولكنه يموت مثله مثل جميع البشر.. أما المسيح فأقام موتى لأنه ليس لنفس السبب، ولكن لسلطانه على الموت نفسه، بدليل أنه قد أقام نفسه بنفسه بعد موته.. وهذا هو الفرق..
يقول القرآن عن موضوع إحياء الموتى: "اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ"، "إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ"، "هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"، "اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ" "وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ"، "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ"، "هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" (سورة الأعراف 158؛ سورة التوبة 116؛ سورة يونس 56؛ سورة الحج 6، 66؛ سورة المؤمنون 80؛ سورة الروم 40؛ سورة غافر 68). ويؤكد أن الذي يحيي الموتى بقوله هو فقط هو الرب وحده عز وجل: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ، قَالَ: مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ، الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ. أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (سورة يس 78-83).
وفي القرآن نفسه كذلك توجد معجزات للسيد المسيح كخالق.. لم يعملها أحد من الأنبياء ولا نبي الإسلام نفسه، مثل: "قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ"، "وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي" (سورة آل عمران 49؛ سورة المائدة 110). يقولون "بإذن الله" و"بإذني"، ولكن مَنْ استطاع أن يفعل المثل بدون إذن من أحد ولكن بسلطانه هو؟! السيد المسيح وحده.
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bdj7wbh