سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
أولًا نشكرك لاهتمامك بالدعوة إلى دين الإسلام، فهي بالتأكيد نابعة من غيرتك المقدسة ومحبتك لجميع خليقة الله(*)..
ولتناول معًا أسئلتك الكثيرة واحدًا فواحدًا..
بدأت رسالتك بأنك لن تستخدم القرآن في سياق الحديث، حيث أنه يستخدم وجهة النظر الإسلامية فقط، وهي تختلف تمامًا عن اليهودية والمسيحية، ولكن الغريب أنك استخدمت بالفعل أكثر من آية من القرآن!
بخصوص استخدامنا لبعض الآيات القرآنية في خلال الرد على الرسائل هنا في موقع الأنبا تكلا، فقد تناولنا السبب في الرابط السابق، ندعوك لقراءته لعدم الازدواجية في الردود على الموقع.
عن موضوع الآية القرآنية التي تقول بأن الله اتخذ ولدًا، فنحن لا نقول هذا الكلام. حاشا لله.. اقرأ مقال المسيح ابن الله في قسم الأسئلة المتكررة وهو يتناول الأمر بالتفصيل.
وعن موضوع "ما قتلوا المسيح ولم يصلبوه" والسؤال الآخر عن عدم قتل المسيح، فهذا أيضًا خطأ تاريخي قيل لأول مرة بعد الأحداث التاريخية بسبعة قرون!! فكيف تأخذ معلوماتك التاريخية عن موضوع حدث في وقتٍ ما، من مصدر بعده بقرون؟! هذا بخلاف أن هذا الأمر يتهم الله بالظلم -حاشا- لأنه يعاقب شخصًا بدلًا من آخر! اقرأ الرابط السابق في أول هذه الجملة للمزيد حول الأمر. اقرأ أيضًا هذا السؤال: موت المسيح ومن كان يحمل عرش السماء والأرض.
وعن آية "لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ" (سورة النساء 172)، فنحن نتفق معها تمامًا لأنها تتفق مع كتاب الله العزيز في قوله: "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7). بخصوص شرح تلك الآية اقرأ تفاسير ذلك الأصحاح في تفاسير رسالة فيلبي.
وعن آية: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة المائدة 116-120)، فهي أيضًا نابعة من سوء فهم وخطأ لا تنادي به العقيدة المسيحية.. اقرأ مقال القرآن والمسيحية في الجزء الخاص بالسيدة العذراء مريم.. فنحن لا نعبد القديسة مريم، بل نكرمها ونضعها في أعلى مرتبة، مثلما وضعها القرآن من بعد ذلك في أسمى مرتبة فوق نساء العالمين: "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42).
مع ملاحظة أن السائل العزيز قد أخطأ في بعض كلمات الآيات، ولك أن تقارنها بالنص الأصلي!
عن موضوع منتدى موقع الأنبا تكلا، فاضغط على الرابط لتعرف سبب عدم وجود منتديات هنا.. وأظن أن وضع رسالتك ورسائل آلاف الأخوة المسلمون بنصها الأصلي بدون أي تغيير لهو دليل على صدق نيتنا، ومحبتنا للجميع.. ومن ناحية الحيازية التي تلاحظها، فلا تنسى أننا نعبر عن إيماننا وعقيدتنا التي نثق بها وسنعيش ونموت بإذن الله ونحن فيها، وليثبتنا الله جميعنا لرضوان وجهه تبارك اسمه.
عن موضوع "علمائكم وهم يتساقطون في مناظرات الديانات"، فلا داعي لإلقاء كلمات في الهواء لا تعبر عن الواقع.. فأنت أدرى بالحقيقة ولن ندخل في تلك المهاترات، فلا يوجد رجل دين قبطي واحد ينطبق عليه ما تقول.. وغير ذلك فإنهم قد يكونوا من طوائف أخرى أو طوائف منشقة.. فلن أستطيع أن أتحدث مثلًا مع شخص سني في عقائد الشيعة، لأنهم ضد بعضهم البعض، لدرجة تصل لحد القتل وإهدار الدم كما نرى في العراق وغيره.. ولن أستطيع أن أتحدث مع شخص بهائي بحجة أن البهائية خارجة من جعبة الإسلام.. فنفس الوضع من الجانب المسيحية.. الكنيسة الأرثوذكسية هي الكنيسة الأولى تاريخيًا، والكنيسة التقليدية، وهي التي تستطيع أن تتحدث معها في المسيحية.
بخصوص آية "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا" (سورة النساء 82)، فنحن نتفق معها تمامًا.. اقرأ مقال دعوة لاعتناق الإسلام في قسم الأسئلة المتكررة بموقع الأنبا تكلا بخصوص موضوع قراءة القرآن.. أما من ناحية الاختلاف.. فقد لاحظنا الكثير للأسف، ولك أن تبحث في موقع جوجل أو غيره عن هذا الأمر بنفسك.. وأبسطها موضوع أن الكتاب المقدس يقول بموت المسيح، ولكن القرآن بعد سبعة قرون يقول بخلاف هذا الكلام..
ربما يُدخِلنا هذا في دعوى تحريف الكتاب المقدس، فهاك الردود عليها في اللينك link السابق قبل أن تسأل.
أما سؤال أوصاف الله، فلم تضع أي أمثلة أو تفاصيل.. وإن كان لديك سؤال حول آية أو آيات معينة من الكتاب المقدس، فاقرأ تفسيرها في قسم التفاسير للكتب المقدسة هنا في موقع الأنبا تكلا.
وعن سؤالك بخصوص ما قاله يوحنا، فما علاقة ذلك بأي شيء؟! أولًا الآية المذكورة هي الآية الرابعة وليست الثالثة، وهي تتحدث عن مجيء يوحنا المعمدان وتبشيره بمعمودية التوبة للجميع، وأن يوحنا ذلك هو الذي تنبأ عنه إشعياء النبي في العهد القديم.. لا أعرف هل تقصد أي شيء آخر آو فهمت شيء مختلف من سياق الأصحاح أم ماذا؟! اقرأ الأصحاح الثالث من إنجيل لوقا من بدايته بدلًا من اقتطاع آيات خارجة عن سياق الحديث، تعطي صورة الاعتماد على المنتديات التافهة بدلًا من البحث الحيادي والمدروس.
نسأل الله الهداية للجميع..
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fv3r2vn