أولًا المسيح لم يقل هذه ولا ذاك! أقصد في العهد الجديد طبعًا..
الآية الأولى في إنجيل متى: "مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" (إنجيل متى 4: 7)، وكان فيها يستشهد السيد المسيح بقول العهد القديم القائل: "لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ" (سفر التثنية 6: 16). أما الآية الثانية فلم يقولها السيد المسيح أيضًا، فيقول نصها كاملًا (وهي من العهد القديم): "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ" (سفر ملاخي 3: 10).
وها هي نصوص الترجمة الإنجليزية لتقريب المعنى:
1- Jesus said to him, "It is written again, 'You shall not tempt the LORD your God.'
2- You shall not tempt the LORD your God..
3- Bring all the tithes into the storehouse, That there may be food in My house, And try Me now in this," Says the LORD of hosts, "If I will not open for you the windows of heaven And pour out for you such blessing That there will not be room enough to receive it.
الآية القائلة "هاتوا العشور وجرّبوني" تعني "اختبروني"، وليس من جهة التجربة، أي يجرب الشخص الله.. ولكن مجرد يدخل في اختبار روحي.
هذا هو المكان الوحيد الذي سمح الله فيه بأن نجربه. وهو موقف إيماني وليس شرطي، فيه يدفع المؤمن عشوره وينتظر بركة الرب كما فعلت الأرملة مع إيليا، وصنعت له كعكة بكل ما عندنا من دقيق وزيت فحلت البركة في منزلها= إن كنت لا أفتح لكم كوى السماء= هذه العبارة تشير أن أيام هذا الكلام من النبي، كانت أيام قحط شديد، ولكن الله حين يريد يفيض ببركاته في السماء بغني، وهو يعطي بسخاء ولا يعير (1مل13:17) والله يفتح كوى السماء بالبركة لمن يؤمن، أما من يغضب عليه الله فتنفتح عليه كوى السماء بأشياء أخرى (الطوفان أيام نوح، ونار وكبريت مع سدوم) حتى لا توسع= حتى لا تعود المخازن تتسع للغلال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وهي تترجم أيضًا "حتى لا تعود بعد حاجة" أي من الوفرة.
ونتعلم من رد المسيح الذي
قاله للشيطان:
أ- أن لا نطيع إبليس فيما
يقترحه علينا.
ب- أن لا نطلب ونلتمس
المعجزات في أمورنا ومطالبنا.
ج- حينما قال له:
"مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ
كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (إنجيل
متى 4: 4؛
إنجيل لوقا 4: 4؛
سفر التثنية 8: 3)
أن الجسد يُطَعم بالخبز ولكن لا ننسى أن لنا روحًا تطعم بكلمة الله. فالجسد
المأخوذ من التراب يتغذي على ما تخرجه الأرض، أما الروح لأنها على صورة الله
فهي تتغذى بكلمة الله. ومن لا يتغذى بكلمة الله هو ميت روحيًا.
فهو يقدم لهم نصيحة مُخلِصة ليلمسوا عمليًا كيف أن العطاء بسخاء يفتح أمامهم كوى السماوات. يُشير إلى العطايا الإلهية كما من السماء، من حيث لم يكن الإنسان يتوقع، تتدفق عليه فجأة بدون توقع.
الله في حبه وسخائه لا يقف عند المصالحة مع الإنسان الراجع عليه، وإنما يفيض عليه بأكثر مما يتخيل!
وأخيرًا تذكر الآية القائلة: "مِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ" (سفر أخبار الأيام الأول 29: 14).
مرجع: رد قداسة البابا شنوده الثالث على هذا السؤال في أحد المحاضرات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zjd5pbr