أولًا، النص الصحيح للآية: "أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟" (لوقا 7: 19).
1- مُحال أن يشك في المسيح، الملاك الذي جاء يمهد الطريق قدامه (مر 1: 2). "الذي جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته" (يو1: 7).
ولا يمكن أن يشهد له، إلا إذا كان يعرفه. وقد أدى يوحنا هذه الشهادة بكل قوة "يوحنا شهد له ونادى قائلًا هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي" (يو1: 15).
2- وظهرت معرفة يوحنا له وشهادته له واضحة في وقت العماد..
فلما رأى الرب يسوع مقبلًا إليه قال "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي" (يو1: 29، 30).
3– وشرح يوحنا كيف أرشده الله إلى معرفته فقال:
"وأنا لم أكن اعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله. (يو 1: 33، 34).
4– ومن أجل معرفة يوحنا له، وإيمانه به تحرج من معموديته.
لذلك لما جاء الرب ليعتمد منه، يقول الكتاب عن يوحنا "أنا محتاج أن اعتمد منك و أنت تأتي إلي" (مت 3: 14) ولكنه خضع لما سمع عبارة "يليق بنا أن نكمل كل بر".
5 – وزاد إيمان يوحنا بالظهور الإلهي الذي رآه وقت العماد..
"السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وأتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3: 16، 17).
6 - وشهد يوحنا شهادة أخرى، لما بدأ المسيح يعمد ويعلم..
جاء تلاميذ يوحنا إليه وأخبروه فقال "من له العروس فهو العريس و أما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا... إذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد واني أنا انقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع (يو 3: 29-31).
7- بل من ثاني يوم للعماد، شهد أيضًا، وأرسل تلاميذه إليه...
يقول الكتاب بعد قصة العماد " وفي الغد أيضًا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه. فنظر إلى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. (يو 1: 35-37).
8- لماذا إذن أرسل يوحنا تلميذين للمسيح يقولان له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟
يوحنا أرسل هذين التلميذين وهو في السجن (مت11: 2)، لما سمع بأعمال المسيح المعجزية (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وكان يعرف أن رسالته قد انتهت وموته قريب. فأراد قبل موته أن يسلم تلاميذه للمسيح. فأرسلهم بهذه الرسالة، ليسمعوا ويروا، وينضموا إلى الرب.. وكان كذلك.
لهذا قال الرب للتلميذين: اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: ألعمي يبصرون، والعرج يمشون، والصم يسمعون، والموتى يقومون... وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" (مت11: 4 ـ 6).
وكانت هذه الرسالة للتلميذين أكثر مما ليوحنا..
أما عن يوحنا، فقال الرب للناس في نفس المناسبة "ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبيًا؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي.. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت11: 9 ـ 11).
ومن غير المعقول أن يقول الرب هذه الشهادة على إنسان يشك فيه.
وهناك نقطة أخرى نقولها عن إيمان يوحنا بالمسيح وهي:
تعرف يوحنا بالمسيح وهو في بطن أمه..
وفي ذلك يسجل الكتاب كيف أن القديسة أليصابات وهي حبلى بيوحنا قالت للقديسة مريم العذراء لما زارتها: "هوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني".
ارتكض يوحنا الجنين الذي في بطن العذراء. وكيف أُتيح له ذلك؟ يجيب ملاك الرب على هذا بقوله: "ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (يو1: 15).
المرجع: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة خاصة بالكتاب المقدس - البابا شنوده الثالث.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2ztqznh