St-Takla.org  >   Coptic-History  >   CopticHistory_03-CopticChurch-and-the-Arab-Invasion
 

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

أحوال مصر إبان فتح العرب لمصر

الحكام في مصر: 1- الإمبراطور أناستاسيوس

 

تولى هذا الإمبراطور سنة 491 م. وكان واقفًا على أحوال مصر وملما بكل ما فيها لأنه مكث بها منفيا من وجه سلفه، وكان مقيما في مركز منوف بمديرية المنوفية حيث كان له أصدقاء كثيرون، وحدث أن أحد الأغنياء أشار عليه بزيارة راهب اشتهر بالتقوى يدعى ارميا فزاره بصحبة بعض أصحابه الذين طلبوا من الراهب أن يباركه ويباركهم جميعا ولم يبارك اناستاسيوس Anastasius I ببركة خاصة، وبعد انصرافهم صرح اناستاسيوس بحزن لذلك، واظهر خوفه من أن يكون الراهب قد عرف أن خفاياه سيئة، فأبى أن يباركه. فحاول أصحابه أن يزيلوا هذا الظن عنه ولكنهم لم يفلحوا فعادوا إلى الراهب وأخبروه بالأمر فاستدعاه إليه ولما اختلى به هو وثلاثة من أصحابه اخبره بأنه رأى يد الله مرفوعة فوق رأسه فلم يرضى يجعله يباركه بعد الله ثم أوصاه قائلا:

St-Takla.org Image: Gold coin of Emperor Anastasius I Dicorus (Flavius Anastasius Augustus): 431-518: one side of the coin showing the emperor diademed, draped and cuirassed bust, and the side show seated Victory صورة في موقع الأنبا تكلا: عملة الإمبراطور أناسطاسيوس الأول ديسقوروس (فلافيوس أنستاسيوس) 431-518: ويظهر تمثال نصفي للإمبراطور المتوَّج واللابس ملابس بها دروع، والجانب الآخر يصور رمز النصر جالسة

St-Takla.org Image: Gold coin of Emperor Anastasius I Dicorus (Flavius Anastasius Augustus): 431-518: one side of the coin showing the emperor diademed, draped and cuirassed bust, and the side show seated Victory

صورة في موقع الأنبا تكلا: عملة الإمبراطور أناسطاسيوس الأول ديسقوروس (فلافيوس أنستاسيوس) 431-518: ويظهر تمثال نصفي للإمبراطور المتوَّج واللابس ملابس بها دروع، والجانب الآخر يصور رمز النصر جالسة

أن الله الذي عينك لمنصب الملك يطلب منك أن تعيش صالحا بعيد عن الأفعال الرديئة غير موافق لا نصار مجمع خلقيدون لأن من يصادق على ذلك المجمع يحل عليه غضب الله.

وقد تمت نبوءات الأب ارميا فجلس اناستاسيوس على عرش الملك وطلب بعض وجوه الأقباط من هذا الأب أن يوفد إليه بعض تلاميذه لزيارته فأرسلهم تحت رئاسة راهب يدعى وريدنوس من أقارب ذلك الناسك وأوصاهم بألا يقبلوا منه هبة أو عطية إلا أن يكون بخورًا أو بعض ما تحتاج إليها الكنائس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولما كان هذا الإمبراطور منفيا بنى كنيسة أرسل إليها مع أولئك الرسل أواني من الذهب والفضة وبخورًا ونذورًا عظيم المقدار، كما أنه أهدى بعض أصحابه من المصريين هدايا فاخرة وعين بعضهم في وظائف سامية في الحكومة.

وصفوة القول أنه لم يقيم بين القياصرة من عمل مثله على إسعاد مصر وإرجاع السلام إليها وكان نظير سلفه في احترامه للمذهب القديم وإمداده لذويه بعمارة كنائسهم وأديرتهم وإحسانه إلى رهبانهم ودفع مرتباتهم، ولما رأى أن الانشقاقات الدينية هي التي تبدد السكينة نفى كل الأساقفة الغربيين.

وفى أيام هذا القيصر هجم الفرس على مصر ونشب القتال بينهم وبين الرومانيين مدة أصيبت فيها البلاد بمجاعة قادحة. وفى أثناء اشتدادها تبرع أحد المسيحيين اليهود بتوزيع مقدار عظيم من الحنطة على المحتاجين في يوم عيد القيامة فتزاحم الجياع على أبواب الكنائس حتى هلك منهم 300 ألف نفس في ذلك اليوم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_03-CopticChurch-and-the-Arab-Invasion/Coptic-Church-and-Arabian-Egypt__14-Al-Hokam-Fi-Misr-01-Anastasios.html

تقصير الرابط:
tak.la/nxk53qn