إن حقيقة الكتاب المقدس مطلقة... وأما نظريات العلم فنسبية...
فليتمجد اسم الله فينا، ولنحفظ هذا الكتاب في قلوبنا وصدورنا، ولنستمع إلى وصاياه وإلى نصائحه، ونعمل بها، ولنضعه موضع الصدارة؛ نُقبِّله ونحترمه ونُجِلّه... ونصغى إليه بكل انتباه وأدب يليق به... لأنه رسالة الله إلينا.
نختتم هذا البحث هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت بأقوال الحكيم يشوع ابن سيراخ... وهو يسبح الله... وينطق بآيات الشكر والحب لخالق الأكوان...
إلهنا الذي له كل الكرامة، والذي حفظ كتابه الإلهي المقدس كل تلك العصور، وإلى اليوم، ليحفظنا جميعًا إلى التمام، غير عاثرين في شيء... متذكرين قول الله: "السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول" (مت35:24؛ مر31:13).
له المجد... وله السبح... إلى الأبد... آمين.
"سألت الأرض فأجابت: لست أنا هو.
سألت البحر وأعماقه وما فيه من زواحف وأحياء فأجابتني كلها: لست أنا هو.
سألت النسيم العليل والعواصف العاتية والهواء وما فيه من عناصر، فقالت لي: إنك مخطئ...: لست أنا هو.
سألت السماء والشمس والكواكب والقمر أجابتني كلها: لست أنا هو.
سـالت جميع الخلائق التي تحيط بمنافذ حواسي الجسدية فقال لي: لست أنا هو.
إذن، أنبئيني: أين هو؟
فصرخت كلها بصوت واحد: هو الذي صنعنا" (القديس أغسطينوس).
إصحاح الخَلْق - من سفر يشوع بن سيراخ (سي43)
الْجَلَدُ الطَّاهِرُ فَخْرُ الْعَلاَءِ، وَمَنْظَرُ السَّمَاءِ مَرْأَى الْمَجْدِ.
الشَّمْسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا تُبَشِّرُ بِمَرْآهَا. هِيَ آلَةٌ عَجِيبَةٌ صُنْعُ الْعَلِيِّ. عِنْدَ هَاجِرَتِهَا تُيَبِّسُ الْبُقْعَةَ؛ فَمَنْ يَقُومُ أَمَامَ حَرِّهَا؟ الشَّمْسُ كَنَافِخٍ فِي الأَتُّونِ، لِمَا يُصْنَعُ فِي النَّارِ. تُحْرِقُ الْجِبَالَ ثَلاَثَةَ أَضْعَافٍ، وَتَبْعَثُ أَبْخِرَةً نَارِيَّةً، وَتَلْمَعُ بِأَشِعَّةٍ تَجْهَرُ الْعُيُونَ... عَظِيمٌ الرَّبُّ صَانِعُهَا، الَّذِي بِأَمْرِهِ تُسْرِعُ فِي سَيْرِهَا.
وَالْقَمَرُ بِجَمِيعِ أَحْوَالِهِ الْمُوَقَّتَةِ، هُوَ نَبَأُ الأَزْمِنَةِ وَعَلاَمَةُ الدَّهْرِ. مِنَ الْقَمَرِ عَلاَمَةُ الْعِيدِ. هُوَ نَيِّرٌ، يَنْقُصُ عِنْدَ التَّمَامِ. بِاسْمِهِ سُمِّيَ الشَّهْرُ، وَفِي تَغَيُّرِهِ يَزْدَادُ زِيَادَةً عَجِيبَةً. إِنَّ فِي الْعَلاَءِ مَحَلَّةَ عَسْكَرٍ تَتَلأْلأُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ. هُنَاكَ بَهَاءُ السَّمَاءِ وَمَجْدُ النُّجُومِ وَعَالَمٌ مُتَأَلِّقٌ، وَالرَّبُّ فِي الأَعَالِي. عِنْدَ كَلاَمِ الْقُدُّوسِ تَقُومُ لإِجْرَاءِ أَحْكَامِهِ، وَلاَ يَأْخُذُهَا فِي مَحَارِسِهَا فُتُورٌ.
اُنْظُرْ إِلَى قَوْسِ الْغَمَامِ، وَبَارِكْ صَانِعَهَا. إِنَّ رَوْنَقَهَا فِي غَايَةِ الْجَمَالِ. تُنَطِّقُ السَّمَاءَ مِنْطَقَةَ مَجْدٍ، وَيَدَا الْعَلِيِّ تَمُدَّانِهَا.
بِأَمْرِهِ عَجَّلَ الثَّلْجَ، وَرَشَقَ بُرُوقَ قَضَائِهِ. وَبِهِ انْفَتَحَتِ الْكُنُوزُ، وَطَارَتِ الْغُيُومُ كَذَوَاتِ الأَجْنِحَةِ. بِعَظَمَتِهِ شَدَّدَ الْغُيُومَ؛ فَانْقَضَّتْ حِجَارَةُ الْبَرَدِ. بِلَحَظَاتِهِ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ، وَبِإِرَادَتِهِ تَهُبُّ الْجَنُوبُ. عِنْدَ صَوْتِ رَعْدِهِ تَتَمَخَّضُ الأَرْضُ، عِنْدَ عَاصِفَةِ الشَّمَالِ وَزَوْبَعَةِ الرِّيحِ. يَذْرِي الثَّلْجَ كَمَا يَتَطَايَرُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ، وَانْحِدَارُهُ كَنُزُولِ الْجَرَادِ. تَعْجَبُ الْعَيْنُ مِنْ حُسْنِ بَيَاضِهِ، وَيَنْذَهِلُ الْقَلْبُ مِنْ مَطَرِهِ. وَيَسْكُبُ الصَّقِيعَ كَالْمِلْحِ عَلَى الأَرْضِ، وَإِذَا جَمَدَ صَارَ كَأَطْرَافِ الأَوْتَادِ.
تَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ الْبَارِدَةُ؛ فَيَجْمُدُ الْمَاءُ. يَسْتَقِرُّ الْجَلِيدُ عَلَى كُلِّ مُجْتَمَعِ الْمِيَاهِ، وَيُلْبِسُ الْمِيَاهَ دِرْعًا. تَأْكُلُ الْجِبَالَ وَتُحْرِقُ الصَّحْرَاءَ، وَتُتْلِفُ الْخَضِرَ كَالنَّارِ. يُسْرِعُ الْغَمَامُ فَيَشْفِي كُلَّ شَيْءٍ، وَالنَّدَى النَّاشِئُ مِنَ الْحَرِّ يُعِيدُ الْبَهْجَةَ. بِكَلاَمِهِ طَأْمَنَ الْغَمْرَ، وَأَنْبَتَ فِيهِ الْجَزَائِرَ. الَّذِينَ يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ يُحَدِّثُونَ بِهَوْلِهِ. نَسْمَعُ بِآذَانِنَا فَنَتَعَجَّبُ. هُنَاكَ الْمَصْنُوعَاتُ الْعَجِيبَةُ الْغَرِيبَةُ: أَنْواعُ الْحَيَوَانَاتِ، خَلاَئِقُ الْحِيتَانِ.
بِهِ يُنْتَهَى إِلَى النَّجَاحِ، وَبِكَلِمَتِهِ يَقُومُ الْجَمِيعُ. إِنَّا نُكْثِرُ الْكَلاَمَ وَلاَ نَسْتَقْصِي، وَغَايَةُ مَا يُقَالُ أَنَّهُ هُوَ الْكُلُّ. مَاذَا نَسْتَطِيعُ مِنْ تَمْجِيدِهِ، وَهُوَ الْعَظِيمُ فَوْقَ جَمِيعِ مَصْنُوعَاتِهِ. مَرْهُوبٌ الرَّبُّ وَعَظِيمٌ جِدًّا وَقُدْرَتُهُ عَجِيبَةٌ. ارْفَعُوا الرَّبَّ فِي تَمْجِيدِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَلاَ يَزَالُ أَرْفَعَ. بَارِكُوا الرَّبَّ وَارْفَعُوهُ مَا قَدَرْتُمْ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ مَدْحٍ. بَالِغُوا فِي رَفْعِهِ قَدْرَ طَاقَتِكُمْ. لاَ تَكِلُّوا فَإِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوهُ. مَنْ رَآهُ فَيُخْبِرَ؟ وَمَنْ يُكْبِرُهُ كَمَا هُوَ؟!
وَهُنَاكَ خَفَايَا كَثِيرَةٌ أَعْظَمُ مِنْ هذِهِ؛ فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ أَعْمَالِهِ هُوَ الْقَلِيلُ.
إِنَّ الرَّبَّ صَنَعَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَتَى الأَتْقِيَاءَ الْحِكْمَةَ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yxh6hmb