St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry
 

الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القمص أنطونيوس فكري

4- الإفخارستيا

 

الكلمة تعني "الشكر". وهكذا فعل السيد المسيح أن أخذ خبزًا وشكر وأخذ كأسًا وشكر (لو19:22+ مت27:26).

المسيح كان يشكر الآب كرأس للكنيسة على الحياة التي أعطاها الله للإنسان، ولما فقد الإنسان الحياة، تجسد المسيح وأعطانا جسده نأكله فنحيا للأبد. فالشكر هنا هو على الحياة التي أعطاها الله لنا أولًا عِند خِلْقَة آدم، وأعادها لنا بعد أن فقدناها. لذلك يصلي الكاهن في القداس (قدوس قدوس قدوس.. الذي جبلنا وخلقنا ووضعنا في فردوس النعيم. وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية سقطنا من الحياة الأبدية.. فلم تتركنا.. وفي آخر الأيام ظهرت لنا نحن الجلوس..) [ثم تأتي صلوات التقديس ويتم تحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم] ويصلي الكاهن (يُعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه) فالله أعاد لنا الحياة الأبدية بفداء ابنه وبهذا السر.

والشكر نجده ليس فقط في كلمة وشكر التي قالها السيد عند تأسيس السر، بل بعد تأسيس السر "سبح الرب مع تلاميذه" (مت30:26) والسيد شكر بالنيابة عنا وكرأس لجسد الكنيسة، إذ أننا لا ندرك ما حصلنا عليه تماما، فنحن لا ندرك سوى عطايا الله المادية، ونشكره حين يعطيها لنا. أما بالنسبة لعطية الحياة فنحن لم نتعود أن نشكر الله عليها إذ لا نفهم ما حصلنا عليه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox Priest Monk raising incense in a Church at St. Mina Monastery, Marriott, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة راهب كاهن قبطي أرثوذكسي يقوم بصلاة رفع البخور في كنيسة بدير الشهيد مينا المصري، مريوط، مصر

St-Takla.org Image: A Coptic Orthodox Priest Monk raising incense in a Church at St. Mina Monastery, Marriott, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة راهب كاهن قبطي أرثوذكسي يقوم بصلاة رفع البخور في كنيسة بدير الشهيد مينا المصري، مريوط، مصر

والكنيسة بنفس هذا المفهوم:

1-  تسبح تسابيح كثيرة قبل صلاة رفع بخور باكر ورفع بخور عشية (يصليها الشعب).

2-  تسبح بالمزمور المائة والخمسين وغيره أثناء التوزيع (يصليها الشعب).

3-  تردد صلاة الشكر مع صلوات الأجبية في عشية وباكر ووقت القداس (يصليها الشعب).

4-  تردد صلاة الشكر في بداية صلاة رفع بخور العشية ورفع بخور باكر (يصليها الكاهن).

5-  تصلى صلاة الشكر بعد تقديم الحمل (يصليها الكاهن).

6-  يبدأ القداس بعد صلاة الصلح بقول الكاهن "فلنشكر الرب" (يصليها الكاهن).

7- تردد الكنيسة بواسطة الكاهن نفس كلمات السيد الرب على الخبز وعلى الخمر وشكر وبارك وقدس.

نضيف إلى ذلك أن الإنسان حين يود أن يشكر إنسان آخر يقدم له هدية. وماذا نقدم لله. فالله هو الذي أعطانا كل شيء، ونحن إذا أردنا أن نقدم شيئًا لله فنحن نقدم له مما سبق وأعطانا (1أي14:29) "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك". وأعظم ما قدمه لنا الله هو عطية الإفخارستيا "جسد ودم ابنه" فنحن في القداس نقدم لله أعظم ما يمكن تقديمه كشكر على كل ما أعطانا، نقدم ونرفع لله هذه الصعيدة التي هي جسد ودم ابنه.

ورأينا السيد الرب عند تأسيس السر يشكر أولًا وبعد تأسيس السر يسبح مع تلاميذه [كان اليهود بعد الأكل من الفصح يسبحون بمزامير تشير لفداء المسيح]. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان شكر الرب يسوع وتسبيحه (هو كرأس للكنيسة يقود التلاميذ للتسبيح كما يقود الرأس الإنساني أعضاء الجسم) علامة فرحه الناشئ عن محبته للبشرية التي سيعيد لها الحياة بفدائه وبواسطة هذا السر، لذلك يقول الكتاب "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى، فحين كان العشاء.." (يو13: 1، 2).

وهذا السر يمكن تشبيهه بمريض مصاب بمرض في الدم يؤدي به للموت، ولهذا يحتاج لعملية نقل دم مستمر. ونقل الدم -الدم حياة- هي عملية نقل حياة. وبنفس المفهوم نحن وُلدنا من المعمودية ولادة جديدة لكن حياتنا في العالم تصيبنا بمرض الخطية القاتل فالخطية = موت. لذلك نحن نحتاج للتناول لنقل حياة من المسيح لنا نحن الموتى روحيًا بالخطية. فالمسيح له حياة في ذاته (يو5 : 26) وهو قادر بحسب طبيعته أن يهب الحياة لمن يريد أن يعطيه حياة أبدية. لذلك يقول "أنا هو القيامة والحياة" (يو11 : 25). ولكنه حين يقول كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي" (يو6 : 57) فهو يشير بهذا للعلاقة بينه وبين الآب. لأن السامعين من اليهود كانوا لا يدركون لاهوته وأنه هو والآب واحد، بل كانوا يتهمونه بأنه يصنع معجزاته ببعلزبول.

- الله خلق الإنسان للخلود، فهو كان يمكنه أن يأكل من شجرة الحياة (الإتحاد بالله، والله حياة)، لكنه أكل من شجرة معرفة الخير والشر، وبسبب هذه الخطية انفصل عن الله فمات. ولكي يستعيد الإنسان الحياة صار اللوغوس إنسانًا واتحد بجسد قابل للموت. ولأن جسده متحد بلاهوته كان هذا مناعة ضد الفساد (لم يرى جسد المسيح فسادا في القبر) وصار حياة أبدية لمن يتناول منه. صار جسده جسدًا محييًا حياة أبدية وطريقًا للقداسة.

-        وبالفداء غفرت الخطايا.

-        وبالإفخارستيا امتزج بأجسادنا بواسطة جسده المقدس ودمه الكريم.

وهكذا صارت لنا شركة جسد المسيح ودمه حياة وقداسة.

حياة  * من يأكلني يحيا بي (يو57:6).

قداسة * عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (1تي16:3).

ولأنه أعطانا حياته قال بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح" (في21:1).

ولأن المسيح فينا بحياته فلنا قيامة بالضرورة بعد الموت. صارت حياته فينا كبذرة خلود. فكل من يمتنع عن هذا السر يمنع نفسه عن الحياة الأبدية وعن التقوى والقداسة. وعلينا أن لا نتساءل كاليهود "كيف يستطيع هذا أن يعطينا جسده لنأكل" (يو52:6).

-  ومَنْ يتناول يثبت في المسيح والمسيح يثبت فيه (يو56:6). وبذلك فكل منا يتحد بالمسيح ويثبت فيه فنكون كلنا متحدين بعضنا ببعض "جسد واحد" (أف4:4).

-  وجسد المسيح محيي لأنه متحد بلاهوته. فالحياة التي في المسيح حين تتلامس معنا تعطينا حياة. كما أن النار إذا تلامست مع ماء تجعله يسخن. وهكذا أعطى السيد الحياة للموتى بكلمته وباللمس. وبلعابه (جسده) شفى أصم وأعقد (مر32:7-35).

-        والله حتى لا نجزع إذ نأكل لحمًا ونشرب دمًا، أبقى على الشكل الظاهري للخبز والخمر.

-         يقول القديس أغسطينوس "إن المسيحيين يصنعون سر الإفخارستيا، والإفخارستيا تصنع المسيحيين.

-   فالإنسان المسيحي البسيط دون أن يقرأ كتب العقيدة وتاريخ الكنيسة واللاهوتيات يأتى للكنيسة ليحضر القداس فيحيا كل تفاصيل العقيدة المسيحية. يسمع ويردد ويحفظ ويوافق على كل ما يقوله الكاهن بقوله "آمين". والكاهن يسرد في صلوات القداس كل تفاصيل العقيدة المسيحية. يبدأ بقصد الله الذي خلق الإنسان على غير فساد، ثم سقوط الإنسان وبهذا إختطف له قضية الموت. والله في محبته لم يتركنا بل أرسل لنا الأنبياء. ثم تجسد المسيح وقدم لنا الفداء. وفي دورات البخور نرى عمل الرسل الأطهار في تأسيس الكنيسة. ونرى مستقبل الكنيسة وشركتنا مع السمائيين حينما يرسم الكاهن حضور الملائكة حول العرش، وندرك أن هذا المكان هو لنا في الأبدية. وفي صلواتنا لا نقول أن آدم أخطأ بل نقول أن الإنسان أخطأ، فكلنا أخطأنا، لذلك نكثر ترديد "يا رب إرحم". كلمات القداس كلها مأخوذة من الكتاب المقدس. القراءات مأخوذة من الكتاب المقدس. السنكسار هو تاريخ الكنيسة وشهداءها الذين قدموا حياتهم حبا في من فداهم. يأتى الإنسان للقداس يتعلم العقيدة الصحيحة بل ويشربها ويحيا بها حتى دون أن يقرأ. ويصلى طالبا غفران خطاياه ثم يتناول من جسد الرب ودمه فتغفر خطاياه ويثبت في الحياة الأبدية، هكذا فالإفخارستيا تصنع المسيحيين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry/Holy-Sacraments__04-Eucharist-Intro.html

تقصير الرابط:
tak.la/6x5893h