الختان كان رمزًا للمعمودية: كيف ذلك؟
وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير عمود الدين: إن الختان الروحي يتم الآن في المعمودية وهذا ما أكده القديس بولس الرسول بقول: " وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية " (كو 2: 11، 12).
وهذا ربط بين الختان والمعمودية إذ بنزولنا في المعمودية نقبل ختانًا روحيًا عمل الروح القدس في المعمودية... وبعد خروجنا من المعمودية نجاهد لكي نحفظ أنفسنا مختونين في كل أعضائنا الداخلية حتى ننعم بالوعد الإلهي ونكون في عهد أبدي مع الله...
ومن هنا كانت أوجه الشبه بين الختان والمعمودية في الأمور التالية:
1- كما أن الختان كان يمنح البنوة لله في العهد القديم هكذا بالمعمودية ننال البنوة لله... لذلك يجمع الكل أن الختان رمز المعمودية لأن كلاهما منح البنوة لله بطريقة تناسب العهد.
2- كلاهما دخول في عهد مع الله... فكما أن الختان عهد هكذا المعمودية أيضًا "لذلك نجحد الشيطان قبل المعمودية ونعلن إيماننا بالسيد المسيح... هذا عهد وتعهد أمام الله.
3- كلاهما إماتة للقديم ليخرج بالجديد الذي بحسب صورة خالقة في البر والقداسة فموت الجزء (غرلة عضو الذكورة في الرجل) إشارة إلى الموت الكلي عن عن العالم في المعمودية مع المسيح... "أما تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدمنتا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جده الحياة، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته، عالمين هذا أن إنسانًا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستبعد أيضًا للخطية" (رو 6: 3-6).
ونتيجة هذا الموت مع المسيح والقيامة معه يفعل البر فينا فلا تملك الخطية في أجسادنا فلا نطيع شهواتنا، ولا نقدم أعضاءنا آلات إثم للخطية بل نقدم ذواتنا لله أحياء من الأموات وأعضاءنا نقدمها أعضاء بر الله...
ويؤكد أحد الآباء تأثير الختان الروحي فينا بقوله: عندما نمتنع عن كلام النميمة ونمسك لساننا ونقمعه يكون لنا الفم المختون ختانًا روحيًا...
ويمكننا القول أيضًا بأن أيدينا وأرجلنا ونظراتنا وحواسنا تحتاج أيضًا لهذا الختان الروحي لكي نكون أناس الله الكاملين بنعمته فلا نخدمه الخطية بل البر والقداسة.
تشبيه مهم نعرف من خلاله فعل الموت الذي يخرج الحياة... وهو مثلًا لبيضة... لأن البيضة جسم ميت لكنة يحوي حياة (الكتكوت الذي بداخلها)...
ففي خارج البيضة تجد القشرة السميكة التي تفصل الكتكوت الذي بداخل البيضة عن كل الجو المحيط فلا يسمع أحد صوت الكتكوت وهو لا يسمع أحد خارج البيضة وهي تشير إلى إطار الخطية والخضوع للشر فيرمز إلى الإنسان العتيق.
(+) القشرة وتشير إلى إطار الخطية ويمثل (الخضوع للشيطان)
(+) في الدخل خليقة جديدة (الكتكوت)
وهذا الإطار السميك يمثل تسلط الشيطان على الإنسان بالخطية فيميته ويحجبه عن الله فلا يسمع كلامه ولا يستطيع أن يصلي إليه... لذلك فحقا الخطية هي انفصال عن الله... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فحينما تنكسر القشرة ويكتمل نمو الكتكوت يخرج إلى الحياة بدون معونة من احد... لأن قلة الحياة تؤثر عليه وتبتلع الموت الذي يخيم عليه...
ويخرج الكتكوت حيًا خليقة جديدة غير الجسم المسمط الذي هو البيضة كخليقة مختلفة تمامًا من الكتكوت. لذلك فجحد الشيطان في المعمودية يعني الرغبة في تحطيم هذا الحاجز السميك ليخرج ما بداخلة إنسانًا جديدًا وخليقة جديدة بدلًا من الإنسان العتيق الذي يموت بالمعمودية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wmddww4