بالتعاون مع أسرة المشاركة الوطنية بالإسكندرية، تم عمل هذا القسم الجديد في الموقع، وكان أفضل مكان له هو قسم إيمان كنيستنا القبطية، تصديًا لأي آراء أو هرطقات في الماضي أو في المجتمع المعاصر... وكذلك في نشر روح المشاركة الوطنية في مشكلات العصر والوطن... وسوف نقوم بتحديث هذا القسم بصفة مستمرة بإذن الله...
إن اتهام الكنيسة القبطية بإهمال تعاليم الآباء Patrology وعدم الاهتمام بتدريسها كان من ضمن ما تردد مؤخرًا على لسان البعض, وهو ما تبعه الإدعاء بوجود خلل رهيب في منظومة التعليم الكنسي أدت -حسب رأيهم- لوقوع الكنيسة في مخالفات آبائية وعقيدية تهدد الإيمان الأرثوذكسي!
وهذا ما يدفعنا إلى إلقاء الضوء على بعض الملاحظات:
لقد ردد أحدهم هذه الإدعاءات في فترة السبعينيات، ورد عليه وقتها المتنيح نيافة الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات القبطية السابق مشيرًا إلى مدى التقدم الذي شهدته الدراسات الآبائية واللاهوتية في عصرنا من خلال مقارنته للمناهج الدراسية في كليات اللاهوت في كنيستنا وفي الكنائس الأخرى.
ولنا أن نتساءل كيف ابتعدت الكنيسة القبطية عن تعاليم الآباء في ظل وجود موسوعة تفسير الكتاب المقدس والتي أعدها القمص تادرس يعقوب بعنوان "من تفاسير وتأملات الآباء الأولين" (وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلا، وهي تعد أحد المراجع الأساسية لمعظم الكهنة والخدام في تحضير دروسهم الدينية).
اللطيف في الأمر أن الذين يكررون تلك الاتهامات هم بعيدون عن الوسط الكنسي الأرثوذكسي ومدى التطور الذي جرى في التعليم الروحي والديني به! فها هي اجتماعات دراسة الكتاب المقدس تملأ الكنائس والخلوات والمعسكرات تشغل أوقات فراغ الشباب (حيث يتوزع اليوم ما بين العبادة والدراسة الإنجيلية والترفيه).
لقد عادت كنيستنا إلى تعاليم آبائها العظام بعد فترة سبات قدِّرَت بأربعة عشر قرنًا حيث شهدت نهايات القرن التاسع عشر إحياء الإكليريكية (التي وصلت فروعها في عهد قداسة البابا شنودة إلى 16 فرع داخل وخارج مصر) وتأسيس مدارس الأحد التي ينتظم فيها حاليًا مئات الآلاف من الخدام والنشء.
وفي ظل حبرية قداسه البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث استعادت كنيستنا مكانتها اللاهوتية المسكونية، ولأول مرة من 15 قرن يجلس لاهوتيو العالم المسيحي لبحث مشكلة طبيعة المسيح التي قسمت الكنيسة في مجمع خلقيدونية, ونجحت كنيستنا في دحض شبهة الأوطاخية عن الأقباط حين قام قداسة البابا شنودة الثالث بتوقيع الاتفاقات اللاهوتية المتتابعة مع الكاثوليك والأنجليكان والأرثوذكس الخلقيدونيين، حيث أعلنوا جميعًا الإيمان السليم بما يخص طبيعة المسيح... مما فتح الباب لأول مرة للوحدة الأرثوذكسية أولًا (التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى) ثم المسيحية ثانيًا.
وقد تم وضع المناهج التي تسير عليها الإكليريكية ومدارس الأحد بما يتناسب مع كل مرحلة (وسوف نقوم بإضافة مناهج الكلية الإكليريكية قريبًا هنا في موقع الأنبا تكلا) بحيث يصل الطفل المنتظم في مدارس الأحد إلى مرحلة الإلمام الكامل بالمبادئ المسيحية الإنجيلية؛ من خلال دراسة الكتاب المقدس وتعاليم الآباء ودفاعهم عن العقيدة الأرثوذكسية، مع بعض الدروس في التعاملات الحياتية في المجتمع والوطن ككل (وعلى المتشكك مراجعة هذه المناهج وهي متوفرة في المكتبات الكنسية).
يبقى أن نختم بشهادة المطران جورج خضر (مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس) وهو لمن لا يعرفه علم من أعلام الأرثوذكسية البيزنطية، وعميد معهد القديس يوحنا الدمشقي في البلمند وهو أكبر معهد لاهوتي أرثوذكسي عربي ( في الكنيسة البيزنطية)، إذ يقول في جريدة النهار البيروتية عن مصر وأقباطها بعد آخر زيارة له لبلادنا: "التقوى البادية في كثافة الصلوات وكثرة الأصوام عندهم مدهشة... الملتزمون يقرأون ما استطاعوا من التراث الكنسي، ويواظبون على الإنجيل، ويتموج مؤلفوهم بين الأكاديمية والأدب الشعبي... وعند طرح الأسئلة ترى أن الحضور يعرفون الكتاب المقدس في عهديه".
ها وقد عرفنا مكانتنا كأقباط ومكانة التعليم الكنسي عندنا، نطمئن وتستريح قلوبنا، ولعل يكون هذا الاقتباس هو مسك الختام وفصل الخطاب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2zasajd