St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   09-Sefr-Samoil-El-Awal
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

صموئيل الأول 17 - تفسير سفر صموئيل أول

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب صموئيل اول:
تفسير سفر صموئيل الأول: مقدمة سفر صموئيل الأول | صموئيل الأول 1 | صموئيل الأول 2 | صموئيل الأول 3 | صموئيل الأول 4 | صموئيل الأول 5 | صموئيل الأول 6 | صموئيل الأول 7 | صموئيل الأول 8 | صموئيل الأول 9 | صموئيل الأول 10 | صموئيل الأول 11 | صموئيل الأول 12 | صموئيل الأول 13 | صموئيل الأول 14 | صموئيل الأول 15 | صموئيل الأول 16 | صموئيل الأول 17 | صموئيل الأول 18 | صموئيل الأول 19 | صموئيل الأول 20 | صموئيل الأول 21 | صموئيل الأول 22 | صموئيل الأول 23 | صموئيل الأول 24 | صموئيل الأول 25 | صموئيل الأول 26 | صموئيل الأول 27 | صموئيل الأول 28 | صموئيل الأول 29 | صموئيل الأول 30 | صموئيل الأول 31

نص سفر صموئيل الأول: صموئيل الأول 1 | صموئيل الأول 2 | صموئيل الأول 3 | صموئيل الأول 4 | صموئيل الأول 5 | صموئيل الأول 6 | صموئيل الأول 7 | صموئيل الأول 8 | صموئيل الأول 9 | صموئيل الأول 10 | صموئيل الأول 11 | صموئيل الأول 12 | صموئيل الأول 13 | صموئيل الأول 14 | صموئيل الأول 15 | صموئيل الأول 16 | صموئيل الأول 17 | صموئيل الأول 18 | صموئيل الأول 19 | صموئيل الأول 20 | صموئيل الأول 21 | صموئيل الأول 22 | صموئيل الأول 23 | صموئيل الأول 24 | صموئيل الأول 25 | صموئيل الأول 26 | صموئيل الأول 27 | صموئيل الأول 28 | صموئيل الأول 29 | صموئيل الأول 30 | صموئيل الأول 31 | صموئيل الأول كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57 - 58

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اشتاق الشعب لملك طويل القامة وها هو واقف في خزي ورعدة أمام الفلسطينيين.

الآيات (1-6):- "وَجَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ، فَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ الَّتِي لِيَهُوذَا، وَنَزَلُوا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَا، وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفًا عَلَى جَبَل مِنْ هُنَاكَ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ. فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ، وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَكَانَ لاَبِسًا دِرْعًا حَرْشَفِيًّا، وَوَزْنَ الْدِّرْعِ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ، وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَمِزْرَاقُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،"

وقف الفريقان على جبال (هي أشبه بتلال) بينها وادٍ فيه مزروعات وأشجار السنط. طول جليات ¾ 9 قدم: 6 أذرع وشبر حوالي 290 سم. وَكَانَ لاَبِسًا دِرْعًا حَرْشَفِيًّا (يرتدى درعًا حَرشفيًا): أي قميصًا عليه قطعًا نحاسية كحراشيف السمك وزنه 33 رطلًا وجرموقًا (درعين لحماية الساقين) من النحاس وكان معهُ مزراق نحاس أي رمح قصير بين كتفيه. وكان ذلك مصدر رعب شديد لشاول ورجاله. وكان كلا الجيشان خائف من النزول للوادي، وإلاّ يصبح في مكان أدنى من الآخر، وبالتالي يمكن للجيش الآخر في المكان المرتفع على الجبل ضربه بسهولة. ولذلك كان الحل الذي إقترحه جليات وعيّر به صفوف شعب الله. وربما كان في الوادي مجرى ماء ممّا يزيد من صعوبة الموقف.

والآيات (12-15) هي مقدمة للأحداث بعد ذلك.

 

الآيات (7- 15):- "وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ، وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ، وَحَامِلُ التُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ. فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلًا وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. فَإِنْ قَدَرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيدًا، وَإِنْ قَدَرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيدًا وَتَخْدِمُونَنَا». وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ: «أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذَا الْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلًا فَنَتَحَارَبَ مَعًا». وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّا. وَدَاوُدُ هُوَ ابْنُ ذلِكَ الرَّجُلِ الأَفْرَاتِيِّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا الَّذِي اسْمُهُ يَسَّى وَلَهُ ثَمَانِيَةُ بَنِينَ. وَكَانَ الرَّجُلُ فِي أَيَّامِ شَاوُلَ قَدْ شَاخَ وَكَبِرَ بَيْنَ النَّاسِ. وَذَهَبَ بَنُو يَسَّى الثَّلاَثَةُ الْكِبَارُ وَتَبِعُوا شَاوُلَ إِلَى الْحَرْبِ. وَأَسْمَاءُ بَنِيهِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى الْحَرْبِ: أَلِيآبُ الْبِكْرُ، وَأَبِينَادَابُ ثَانِيهِ، وَشَمَّةُ ثَالِثُهُمَا. وَدَاوُدُ هُوَ الصَّغِيرُ. وَالثَّلاَثَةُ الْكِبَارُ ذَهَبُوا وَرَاءَ شَاوُلَ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَرْجعُ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ."

St-Takla.org Image: A map for the Philistines and Israel (1 Samuel 17:1) صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة للفلسطينيين وإسرائيل (صموئيل الأول 17: 1)

St-Takla.org Image: A map for the Philistines and Israel (1 Samuel 17:1)

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة للفلسطينيين وإسرائيل (صموئيل الأول 17: 1)

له ثمانية بنين = فيصبح داود هو الثامن. ونلاحظ أن رقم 8 هو رقم الحياة الأبدية. فلقد خلق الله العالم في 6 أيام وإستراح في اليوم السابع (راجع الجدول في نهاية الإصحاح). وبذلك فلقد خُلِق آدم في اليوم السادس ومات في اليوم السادس، وإستراح الله بفداء آدم ونسله، وإستراح الإنسان أيضًا بفداء المسيح وكان هذا في اليوم السابع هذا الذي نحن نحيا فيه الآن، وهذا معنى إستراح الله، فالله لا يتعب من عمل الخليقة، لكن الله يتعب من خطية الإنسان (مل2: 8). الخطية التي تسبب له الموت إذ هو خلق الإنسان لأنه يحب الإنسان. والله يستريح حينما يتمم عمل الفداء الذي تعود به الحياة الأبدية للإنسان. وسيأتي المسيح في اليوم الثامن لنبدأ معه الحياة في اليوم الثامن الذي لا نهاية له. هو يوم الحياة الأبدية نحيا فيه حياة أبدية في المسيح الحي الذي لا يموت. ونلاحظ أن اسم يسوع باليونانية إيسوس Ἰησοῦς ورقمه 888 (رقمه أي وضع الرقم المناظر لكل حرف من الاسم بطريقة ا=1، ب=2....) فالمسيح هو الحياة. وأما رقم 3 فهو رقم القيامة، فالمسيح قام في اليوم الثالث، فصار رقم 3 يشير للقيامة. ويقول الرب "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25).

* القيامة ← 3؛ الحياة ← 8.

 

الآيات (16-22):- "وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحًا وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْمًا. فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هذَا الْفَرِيكِ، وَهذِهِ الْعَشَرَ الْخُبْزَاتِ وَارْكُضْ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. وَهذِهِ الْعَشَرَ الْقِطْعَاتِ مِنَ الْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ الأَلْفِ، وَافْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُونًا». وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي الْبُطْمِ يُحَارِبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَبَكَّرَ دَاوُدُ صَبَاحًا وَتَرَكَ الْغَنَمَ مَعَ حَارِسٍ، وَحَمَّلَ وَذَهَبَ كَمَا أَمَرَهُ يَسَّى، وَأَتَى إِلَى الْمِتْرَاسِ، وَالْجَيْشُ خَارِجٌ إِلَى الاصْطِفَافِ وَهَتَفُوا لِلْحَرْبِ. وَاصْطَفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ صَفًّا مُقَابِلَ صَفّ. فَتَرَكَ دَاوُدُ الأَمْتِعَةَ الَّتِي مَعَهُ بِيَدِ حَافِظِ الأَمْتِعَةِ، وَرَكَضَ إِلَى الصَّفِّ وَأَتَى وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَةِ إِخْوَتِهِ."

يسى يرسل داود لينظر إخوته وهذا رمزًا لمحبة الآب الذي أرسل ابنه المحبوب يسوع المسيح ليسأل عن أولاده ويفديهم وينقذهم من إبليس الذي يُعيِّرهم. فإن كان يسى قد أرسل ابنه ليسأل عن باقي أولاده فهل لا يفعل الآب السماوي. إِيفَةً مِنْ.. الْفَرِيكِ: الإيفة وزن كامل والفريك صورة من صور الحنطة. والمسيح قدّم نفسه لنا بجسد بشري كامل. ورقم 10 في الخبزات والجبن تشير للوصايا التي كسرناها وكانت السبب في أن يأتي المسيح لنكمل فيه. خُذْ مِنْهُمْ عُرْبُونًا: لم تكن الكتابة منتشرة ليرسلوا خطابات فيسى يريد أي دليل مادي على سلامتهم.

 

St-Takla.org Image: The boy David meeting the lion صورة في موقع الأنبا تكلا: الصبي داود يقابل الأسد

St-Takla.org Image: The boy David meeting the lion

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصبي داود يقابل الأسد

الآيات (23، 24):- "وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِرَجُل مُبَارِزٍ اسْمُهُ جُلْيَاتُ الْفِلِسْطِينِيُّ مِنْ جَتَّ، صَاعِدٌ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ، فَسَمِعَ دَاوُدُ. وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ لَمَّا رَأَوْا الرَّجُلَ هَرَبُوا مِنْهُ وَخَافُوا جِدًّا."

سمع داود تعيير الفلسطيني ورأَى هروب الجيش أمامه.

 

الآيات (25-30):- "فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ: «أَرَأَيْتُمْ هذَا الرَّجُلَ الصَّاعِدَ؟ لِيُعَيِّرَ إِسْرَائِيلَ هُوَ صَاعِدٌ! فَيَكُونُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يَقْتُلُهُ يُغْنِيهِ الْمَلِكُ غِنًى جَزِيلًا، وَيُعْطِيهِ بِنْتَهُ، وَيَجْعَلُ بَيْتَ أَبِيهِ حُرًّا فِي إِسْرَائِيلَ». فَكَلَّمَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ مَعَهُ قَائِلًا: «مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ، وَيُزِيلُ الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ؟» فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ قَائِلِينَ: «كَذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُهُ». وَسَمِعَ أَخُوهُ الأَكْبَرُ أَلِيآبُ كَلاَمَهُ مَعَ الرِّجَالِ، فَحَمِيَ غَضَبُ أَلِيآبَ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: «لِمَاذَا نَزَلْتَ؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَيْ تَرَى الْحَرْبَ». فَقَالَ دَاوُدُ: «مَاذَا عَمِلْتُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ كَلاَمٌ؟». وَتَحَوَّلَ مِنْ عِنْدِهِ نَحْوَ آخَرَ، وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ، فَرَدَّ لَهُ الشَّعْبُ جَوَابًا كَالْجَوَابِ الأَوَّلِ."

لنلاحظ صفات داود لنعرف سبب قُوته

 1- في آية 20 فَبَكَّرَ دَاوُدُ: طاعة داود لوالده وإسراعه بالتنفيذ في الصباح دون تأخير. 2- عندما ثار عليه أخوه اليآب (آية 28) أجابه بهدوء وحكمة وصرف غضبه. بل سكوته أمام أخوه وانتصاره على ذاته فهو أكبر من انتصاره على جليات.

 3- غيرته على اسم الله الحي: حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ فهو إعتبر أن كل انتصار هو لحساب الرب وكل هزيمة تهين الرب. هو تطلع للمعركة بكونها صراع بين الله نفسه وعدو الخير الشيطان. هذا عكس شاول الذي قال انتقم من الفلسطينيين أعدائي فحسبها معركة شخصية وداود سأل عن مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ على سبيل حب الإستطلاع فلا توجد أجرة تساوي حياة الإنسان . فالوقوف أمام هذا الجبار معناه الموت المحقق. لا يوجد دافع يدفع إنسان لهذه المعركة غير المتكافئة إلاّ إيمانه وغيرته على اسم الله وهذا الإنسان لا يطلب أجرًا. فهو لا يريد سوى مجد الله إلا أنه كان هناك أجر فمن يغلب يتزوج إبنة الملك. والمسيح قدَّم نفسه للموت ليمجد اسم الله (يو17: 4)، ويعيد له أولاده الذي خطفهم الشيطان. وصارت الكنيسة إبنة الله عروسًا له.

 4- داود يبذل نفسه عن الشعب، والمسيح بذل نفسه عن الكنيسة.

وفي آية (29) أَمَا هُوَ كَلاَمٌ: هو لم يُرِدْ أن يدخل في جدال فهو رجل عمل وليس جدال وإنه وقت للعمل وكان توبيخ الأخ لداود مثل توبيخ وإهانة الشعب اليهودي للمسيح مع أنه جاء لخلاص الشعب بل جنس البشر كله فأهانوه وإتهموه بإتهامات كثيرة.

 

الآيات (31-37):- "وَسُمِعَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ دَاوُدُ وَأَخْبَرُوا بِهِ أَمَامَ شَاوُلَ، فَاسْتَحْضَرَهُ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَمًا، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ، فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعًا. وَهذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا، لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ». وَقَالَ دَاوُدُ: «الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»."

نرى هنا تطور خبرات الإيمان فهو بدأ بقتل دب ثم قتل أسد فازدادت ثقته بالله والآن منطق الإيمان لدى داود يقول "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" فإذا كان الله أعانني على الأسد والدب فلماذا لا يعينني ضد جليات. والله دائمًا يدخلنا مدرسة الإيمان هذه. وداود الراعي الأمين لم يترك الأسد والدب يفترسا أيٍ من غنيماته فدافع عنها.

 

الآيات (38-39):- "وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ ثِيَابَهُ، وَجَعَلَ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسَهُ دِرْعًا. فَتَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهذِهِ، لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا». وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ."

هذا الراعي البسيط لم يتعود على هذه الأسلحة بل سلاحه القوي هو الإيمان.

 

آية (40):- "وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ، أَيْ فِي الْجِرَابِ، وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْفِلِسْطِينِيِّ."

كان من اليهود من هم لهم مهارة في المقلاع فلا يخطئ الشعرة (قض16:20).

 

St-Takla.org Image: David asked, ‘Who is this Philistine to defy the army of the living God?’ They told him the man who killed Goliath would get a big reward, marry the King’s daughter and his father's family would not need to pay taxes. (1 Samuel 17: 25-28) - "David and Goliath" images set (1 Samuel 17: 1-58): image (10) - 1 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال رجال إسرائيل: «أرأيتم هذا الرجل الصاعد؟ ليعير إسرائيل هو صاعد! فيكون أن الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا، ويعطيه بنته، ويجعل بيت أبيه حرا في إسرائيل». فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا: «ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني، ويزيل العار عن إسرائيل؟ لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعير صفوف الله الحي؟» فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين: «كذا يفعل للرجل الذي يقتله». وسمع أخوه الأكبر أليآب كلامه مع الرجال" (صموئيل الأول 17: 25-28) - مجموعة "داود وجليات" (صموئيل الأول 17: 1-58) - صورة (10) - صور سفر صموئيل الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: David asked, ‘Who is this Philistine to defy the army of the living God?’ They told him the man who killed Goliath would get a big reward, marry the King’s daughter and his father's family would not need to pay taxes. (1 Samuel 17: 25-28) - "David and Goliath" images set (1 Samuel 17: 1-58): image (10) - 1 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال رجال إسرائيل: «أرأيتم هذا الرجل الصاعد؟ ليعير إسرائيل هو صاعد! فيكون أن الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا، ويعطيه بنته، ويجعل بيت أبيه حرا في إسرائيل». فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا: «ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني، ويزيل العار عن إسرائيل؟ لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعير صفوف الله الحي؟» فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين: «كذا يفعل للرجل الذي يقتله». وسمع أخوه الأكبر أليآب كلامه مع الرجال" (صموئيل الأول 17: 25-28) - مجموعة "داود وجليات" (صموئيل الأول 17: 1-58) - صورة (10) - صور سفر صموئيل الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

الآيات (41-51):- "وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّ ذِاهِبًا وَاقْتَرَبَ إِلَى دَاوُدَ الْرَّجُلُ وَحَامِلُ التُّرْسِ أَمَامَهُ. وَلَمَّا نَظَرَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَرَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟». وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ. وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا». وَكَانَ لَمَّا قَامَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَذَهَبَ وَتَقدَّمَ لِلِقَاءِ دَاودَ أَنَّ دَاوُدَ أَسْرَعَ وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ. وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَرًا وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ، فَارْتَزَّ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ، وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا."

القوة الدافعة التي حرّكت داود هي الغيرة فقد أهان هذا الوثني اسم الله الحي.

 

آية (43):- "فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟». وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ."

وهناك سؤال أين كان يوناثان بطل الإيمان في هذا كله؟ والإجابة هذه المعركة هي رمز لمعركة الصليب وهي محفوظة للمسيح ابن داود، ولا يقدر عليها سوى المسيح ومهما كان إيمان يوناثان فلا يستطيع أن يقوم بهذه المعركة. والشيطان رمزه هنا الدب والأسد وجليات، أما تعييرات جليات فهي تعييرات الشيطان. وداود هنا كرمز للمسيح نجده في غيرته عندما سمع تعييرات جليات كأنه يردد قول المسيح، ولسان حاله يقول غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيريك وقعت عليَّ. ومهما كانت قوة جليات أو الأسد أو الدب فمحبة المسيح وغيرته على مجد اسمه ومحبته لشعبه جعلته يدخل المعركة لينتزع الفريسة من يد الشيطان. ولاحظ قول جليات أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ (43) والعصا رمز الصليب فكلاهما خشبة. وجاء المسيح وربط الشيطان ككلب بسلاسل وحررنا ولم يصبح للشيطان سلطان سوى على من يريد أن يرتبط به بإرادته. فلا تخاف منه إن كنت إلتصقت بالمسيح. إنه لن يؤذيك قسرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والحجر الذي ضُرِب به جليات يرمز لربنا يسوع لأنه هو الحجر الحي الذي رفضه البناؤون فصار رأسًا للزاوية (مز22:118) وهو الحجر الذي قُطِعَ بدون يد بشر (دا34:2). وقتل داود جليات بسيف جليات يشير إلى أن المسيح عند مجيئه يهزم الشيطان بذات سيفه. إن الشيطان بمكره وظلمه الذي أجراه ضد المسيح حتى الصليب، فكان الصليب هو السلاح الذي ضُرِبَ به الشيطان. وفي (آية 48) وَكَانَ لَمَّا قَامَ الْفِلِسْطِينِيُّ: فهو من ثقل سلاحه كان يجلس ولا يقوم سوى ليحارب. كان يظن نفسه محصنًا ورجل حرب قوي وجبار ولكنه كان يعتمد على قدرته البشرية ومعداته الثقيلة ولكن كل هذا لم يصمد أمام إيمان جبار لداود. فكل قوة بشرية مهما أحكم تدبيرها تجد فيها ثغرة تؤدي إلى فشلها، لذلك أغلق الرب بيده على فلك نوح حتى لا يغرق الفلك (تك16:7). وعلينا أن لا نخاف من الأشرار فالله يعطي سلاح بسيط ضد كل شرير والله يهزمهم بأبسط الأمور. ومدة الأربعين يومًا هي مدة انتظارنا على الأرض التي بعدها يتم انتصار المسيح لحسابنا. وطوال مدة وجود الكنيسة في العالم (الـ40 يومًا) يقف أمامها جبابرة ولكن الله يترك الشرير يتمادَى في كبريائه فترة رمزية 40 يومًا بعدها يضربه. وكل متشامخ وقف أمام الكنيسة إنكسر ومحاه الله من الوجود وظلت الكنيسة باقية. ولاحظ سر قوة داود أنه عَرِف أن المعركة ليست شخصية بينه وبين جليات، أو بين المؤمن وأعداؤه ولكنها هي ضد الله. وإن الأسلحة ليست بشرية بل:

وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ ………… وأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ

 

آية (52-53):- "فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى الْوَادِي، وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ الاحْتِمَاءِ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ."

St-Takla.org Image: David faces Goliath with his sling and stones: (I Samuel 17:42) - from "Standard Bible Story Readers", book 3, Lillie A. Faris. صورة في موقع الأنبا تكلا: الفتى داود يواجه جليات الجبار بالمقلاع والحجر: (1 صموئيل 17: 42) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الثالث، ليلي أ. فارس.

St-Takla.org Image: David faces Goliath with his sling and stones: (I Samuel 17:42) - from "Standard Bible Story Readers", book 3, Lillie A. Faris.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الفتى داود يواجه جليات الجبار بالمقلاع والحجر: (1 صموئيل 17: 42) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الثالث، ليلي أ. فارس.

بعد انتصار داود قام الشعب وحارب وهزم أعداؤه وسبّح وَهَتَفُوا فلنفعل هكذا، فالمسيح هزم الشيطان فصار الآن عدو مهزوم ضعيف ويسهل ان نحاربه.

مجيئك إلى الوادي = مجيئك تعني مدخل. الوادي جاءت في ترجمات كثيرة جت . ويكون المعنى أن رجال إسرائيل طردوا الفلسطينيين من أراضي إسرائيل التي أقاموا فيها وطاردوهم حتى إلى مداخل جت وعقرون. وجت وعقرون مدن فلسطينية.

 

آية(54):- "وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ."

وضع أدواته في خيمته: نحن كُنّا أدوات في يد الشيطان والآن صرنا هيكلًا للمسيح وهو يسكن فينا. ونحن في كنيسته (رو6: 13، 19).

 

آية(55):- "وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجًا لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ الْجَيْشِ: «ابْنُ مَنْ هذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟» فَقَالَ أَبْنَيْرُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ»."

ليس غريبًا أن لا يعرف أبنير داود فداود مجرد غلام صغير عازف موسيقى أمّا أبنير رئيس جيش ومن المؤكد أن أبنير لم يعطِ أي اعتبار لداود.

 

ملحوظة:- يظن بعض الدارسين أن معركة جليات كانت بعد مسح داود بحوالي 8 سنين.

لأن داود هو جد المسيح بالجسد وهو رمز للمسيح كان هناك في حياة داود رموزًا كثيرة ترمز للمسيح، وفي نهاية كل مجموعة من الإصحاحات سنضع ملخصًا لهذه الرموز الكثيرة. والجدول الآتي(2) يشمل الرموز التي وردت في الإصحاحين 16، 17.

داود

 

المسيح

1- كان راعيًا للغنم

 

هو الراعي الصالح

2- كان أمينًا في رعايته يضرب الأسد والدب

 

يضرب الشيطان لينقذ الكنيسة من فمه

3- مسحه صموئيل من قرن مملوء دهن

 

حلّ عليه ملء الروح فامتلأ قوة (لو1:4)

4- من بيت لحم (1صم4:16)

 

والمسيح من بيت لحم (بيت الخبز) فهو خبز الحياة

5- الشيوخ إرتعدوا من زيارة صموئيل

 

هيرودس ارتعب والملائكة فرحوا

6- مسح داود كان سرًا والذبيحة علنًا

 

الصليب علنًا والقيامة والصعود للخاصة فقط

7- كان حسن المنظر

 

المسيح أبرع جمالًا من البشر

8- مأخوذ من وسط إخوته وملك عليهم

 

شابهنا في كل شيء وملك علينا

9- كان الأصغر حتى أن أبوه أهملهُ (1 صم 11:16)

 

أخلى ذاته آخذًا صورة عبد

10- هو الثامن (8 رقم الحياة الأبدية)

 

يسوع هو الحياة الأبدية ورقم اسمه 888

11- معنى اسمه المحبوب

 

يسوع هو المحبوب من الآب (أف6:1)

12- سُميَ مسيح الرب

 

يسوع هو المسيح

13- جاء يسأل عن إخوته في ضيقتهم إذ أرسله أبوه

 

الآب أرسل الابن لينقذ كنيسته ويخلصها

14- إخوته احتقروه وجليات عيّره

 

اليهود أهانوا المسيح. وملوك الأرض قاموا عليه مز2

15- داود اتكل على الرب

 

قيل عن المسيح قد اتكل على الله

16- معركة جليات وانتصار داود

 

معركة الصليب وانتصار المسيح على إبليس

17-بعد المعركة صارت الحرب سهلة للشعب

 

نحن باسم المسيح نغلب بسهولة

18- بعد المعركة هتفوا

 

ونحن باسم المسيح نسبح ونرتل لمن غلب

19-تزوج ابنة الملك

 

صارت الكنيسة لهُ عروسًا وهي بنت الملك

20- داود أتى إلى جليات بعصا (خشبة)

 

والمسيح أتى على إبليس بصليبه (خشبة)

21- جليات هُزِم بحجر

 

المسيح الحجر الذي قطع بدون يدين

22- بداية داود الحقيقية كملك على القلوب بعد هزيمة جليات فقد أحبه الشعب

 

المسيح ملك على قلوبنا حينما حررنا من إبليس

 

الآيات (56-58):- "فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلِ ابْنُ مَنْ هذَا الْغُلاَمُ». وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ. فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ»."

 

جدول لشرح معاني أرقام 3، 8:

        اليوم السادس

للخليقة

      اليوم السابع

للخليقة

      اليوم الثامن

للخليقة

آدم       خلقة آدم وموته       الفداء = الراحة       حياة أبدية في المسيح(1)
        وبموت آدم بدأ الإنسان       نموت الآن ونذهب للراحة       ويبدأ اليوم الثامن بالمجيء
        يحيا في اليوم السابع       في الفردوس       الثاني للسيد المسيح في مجده
                         
المسيح       اليوم السادس       اليوم السابع       اليوم الثامن
        الجمعة العظيمة       سبت النور       القيامة في اليوم الثالث للصلب
        موت المسيح       راحة المسيح في الفردوس       وهو اليوم الثامن لدخوله أورشليم

 

والأسبوع يبدأ بيوم الأحد لينتهي بيوم السبت. وكأن كل يوم أحد هو بداية أسبوع جديد.

وبذلك يكون اليوم الثامن للخليقة هو بداية أسبوع جديد وحياة أبدية للإنسان في مجد أبيه السماوي. ويأتي يوم قيامة المسيح يوم الأحد وهو اليوم الثامن لدخوله أورشليم. وبقيامته صار للمؤمنين به الذين إعتمدوا حياة أبدية(1). فبالمعمودية نثبت في حياة المسيح القائم من الأموات (رو6: 1-14). ولكن نحن الآن لا نحيا سوى بالإيمان وليس بالعيان (غل2: 20). ولكن في اليوم الثامن للخليقة سننتقل إلى العيان وننظر حينئذ وجها لوجه (1كو13: 12) ونحيا في مجده وأفراحه كأبناء. ولكن كل ما حصلنا عليه الآن هو مجرد عربون.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(2) تقسيم جداول رمز داود للمسيح: النقاط 1-22 (في تفسير 1 صم 17) - النقاط 23-26 (في تفسير 1 صم 22) - النقاط 27-28 (في تفسير 1 صم 30) - النقاط 29-31 (في تفسير 2 صم 2) - النقاط 32-36 (في تفسير 2 صم 6).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/09-Sefr-Samoil-El-Awal/Tafseer-Sefr-Samuel-El-Awal__01-Chapter-17.html

تقصير الرابط:
tak.la/8xct9xq