← اللغة الإنجليزية: Donkey - اللغة العبرية: חמור הבית - اللغة اليونانية: Γάιδαρος - اللغة الأمهرية: አህያ.
ذُكِرَت في الكتاب المقدس ثلاثة أنواع من هذا الحيوان المعروف:
(1) الحمار الوحشي، أو حمار الوحش
(3) الحمار الأليف
(1) "حامار" أو "حامور" חמור وهي شبيهة بالكلمة العربية، ويرجح أنها مشتقة من كلمة عبرية معناها "حَمْل" أو "قوة"، ويرجعها البعض إلى كلمة "أحمر" في العربية، لأن لون الكثير من الحمير رمادي أو أبيض يميل إلى الحمرة (انظر تك 22: 30). وهناك تورية بين كلمتي "حمار" (في لحي حمار) وكلمة " كومة" (فهي "حامور" חמור في العبرية) في قول شمشون: "بلحي حمار كومة كومتين. بلحي حمار قتلت ألف رجل" (قض 15: 16).
(2) "أتان" وهي في الأشورية "أتانو" وفي الأرامية "أتانه"، وهي مشتقة من كلمة "أتي" لأن الأتان تستخدم في النقل وقطع المسافات. ويظن "فورست" (Furst) أنها مشتقة من الكلمة الأرامية "أدان" بمعنى "هزيل أو سهل الانقياد". و"الأتن الصحر" (قض 5: 10) تشير إلى نوع من الحمير ذات اللون الأبيض المشرب بالحمرة، وهي من أجود أنواع الحمير (انظر تك 49: 11).
(3) "عير" עַיִר وهي نفسها في العربية لفظًا ومعنى، وتطلق على الحمار الفتي القوي، وهي مشتقة من كلمة عبرية بمعنى "يهرب بسرعة" أو "يفر بخفة" وقد ترجمت إلى "جحش" (قض 10: 4؛ 12: 14) وإلى " حمير" (إش 30: 24).
(4) "بير" פֶּרֶה / פֶּרֶא وهو "الجحش البري"، ومشتقة من أصل عبري بمعنى "يثب" في إشارة إلى خفة هذا الحيوان ورشاقته، وتترجم هذه الكلمة في العهد القديم إلى "الفرا" [حمار سوريا الوحشي] (انظر أيوب 6: 5؛ 11: 12؛ 24: 5؛ مز 104: 11؛ إش 32: 14؛ إرميا 2: 24؛ 14: 6؛ هوشع 8: 9).
(5) "عراد" עֲרָד أو "عرود" وتعني الجحش الشارد أو الطليق، وهي الكلمة المترجمة إلى "حمار الوحش" (أيوب 39: 5-8؛ دانيال 5: 21).
استؤنس الحمار من الحمار الإفريقي الوحشي المسمى باللاتينية " إكوس أسينس" (Equus Asinus) الذي كان يوجد بأنواعه العديدة في المنطقة الممتدة من الصومال عبر الصحراء الليبية إلى المغرب. وقد ظلت ثلاثة أنواع من الحمير تعيش في تلك المناطق حتى العصر الروماني، وعاش أحدها في شمال غربي أفريقيا، وعاش ثانيها في بلاد النوبة فيما بين النيل والبحر الأحمر وعاش ثالثها في الصومال. ويبدو أن الحمار الموجود حاليًا جاء من التهجين بين كل هذه الأنواع.
وتدل الآثار المصرية القديمة على أن استخدام الحمار لخدمة الإنسان بدأ في الصحراء الليبية ثم انتقل إلى وادي النيل حيث استخدام بكثرة. وقد حدث ذلك في عصر الأسرات الأولي (في الألف الثالثة قبل الميلاد)، بل لعله حدث قبل ذلك بعدة قرون. فقد سجلت الآثار المصرية القديمة أنه كان يأتي من ليبيا كجزء من الجزية لملوك مصر في حوالي 2650 ق.م. ولعل استئناس الحمار حدث في سائر المناطق في نفس العصور مما أدى إلى اختلاط السلالات.
أكثر الألوان انتشارًا في الحمير هو اللون الرمادي واللون الأسمر، ولكن هناك أيضًا الأبيض والأشهب والأرقط. كما أنها تختلف في أحجامها فمنها ما يكاد يضارع الحصان حجمًا ومنها ما هو قزم صغير الحجم. والموطن الأصلي للحمار النوبي الوحشي هو التلال شبه الصحراوية، لذلك كان الحمار ثابت الخطو، صبورًا، يقنع بالقليل من العلف، بخلاف الحصان الذي جاء أصلًا من السهول الخصيبة، ولذلك يحتاج إلى طرق معبدة وعلف أفضل ولهذا السبب لم يحل الحصان محل الحمار في المناطق الجبلية أو المناطق المتاخمة للصحاري. وظل الحمار قرونًا طويلة وسيلة النقل الأساسية عند الشعوب الفقيرة، فكانت الحمير تحمل الأثقال والمحاصيل (تك 45: 23؛ 49: 14؛ 1صم 25: 18؛ إش 30: 6)، كما تحمل المرضى والمصابين (2 أخ 28: 15)، ولركوب النساء والأطفال (خر 4: 20؛ يش 15: 18؛ 1صم 25: 20- 24؛ 2مل 4: 22)، واستخدمت في الحروب (إش 21: 7)، وفي جر المحراث (إش 32: 20)، وقد نهت الشريعة عن الحرث على ثور وحمار معًا (تث 22: 10). كما كان يركبها الرجال من علية القوم (قض 10: 4؛ 12: 14).
وقد انتشر استخدام الحمار في هذه الأغراض وانتقل ببطء إلى أوروبا، ولكنه لم يصل إلى بريطانيا إلا في القرن العاشر.
أول مرة يذكر فيها إلى الكتاب المقدس هي ما جاء في سفر التكوين عما قدمه فرعون من هدايا لإبراهيم (تك 12: 16)، ولكن لم تكن هذه -بلا شك- أول مرة يرى فيها إبراهيم الحمير، فهناك سجلات من تل دوير ومن أريحا وغيرها - من الألف الثالثة قبل الميلاد وما بعده - تدل على استخدام الحمير في كل جهات فلسطين وسوريا بل في كل مناطق غربي آسيا. ولابد أنها كانت وسيلة انتقال إبراهيم ومن معه من أور الكلدانيين إلى كنعان حوالي 1800 ق.م. فقد قطعوا في النصف الثاني من الرحلة - أي من حاران إلى كنعان - مسافات طويلة في مناطق شبه صحراوية. ولم يكن من السهل عبور هذا العدد الكبير بدون استخدام وسيلة للحمل، ولم تكن - في تلك الأزمنة الغابرة - وسيلة لعبور الصحاري والمناطق الجبلية سوى ظهور الحمير، إذ لم يبدأ استخدام الجمال إلا بعد ذلك بقليل.
قدرة الحمار على العيش في ظروف قاسية وفي مناطق عسرة التضاريس، جعلت للحمير أهمية خاصة في بلاد البحر المتوسط. ومثل كل فصيلة الخيل، كان الحمار حيوانًا غير طاهر بحسب الشريعة اليهودية. فهو لا يجتر ولا يشق ظلفًا (لا 11: 1 -8؛ تث 14: 6-8). فلم يكن مسموحًا لبني إسرائيل بأكله، فكان من قسوة المجاعة - عند حصار بنهدد ملك أرام للسامرة - أن صار "رأس الحمار" بثمانين من الفضة (2 مل 6: 25).
نجد في كل الكتاب المقدس أن الحمير كانت جزءًا هامًا من ممتلكات أي إسرائيلي من عامة الشعب. وقد ذكر الحمار 138 مرة، ليس منها سوى 12 مرة، جاء ذكره فيها مجازيًا.
والأحكام الكثيرة المتعلقة بالعناية بالحمار (مثلًا خر 21: 33) تؤكد أهمية الحمار في الحياة اليومية للشعب. كما أن هناك ست وصايا على الأقل للاهتمام بالحمار (خر 23: 4، 5، 12؛ تث 22: 3، 4، 10) وقد يكون ذلك لأن الرجل الفقير كان يعتمد كثيرًا على الحمار في كسب عيشه وتأدية الخدمات اللازمة، علاوة على ما فيها من ناحية إنسانية للرفق بالحيوان الأعجم المسكين.
ولا يذكر الحمار إلا قليلًا في العهد الجديد، ومما يستلفت النظر أن الرب يسوع أشار مرتين إلى الرفق بالحمار (لو 13: 15؛ 14: 5).
وكان البعض من الأغنياء يقتنون أعدادًا هائلة من الحمير، فكان عند أيوب "ألف أتان" (أيوب 42: 12). أما الفقير فلم يكن في استطاعته أن يمتلك أكثر من حمار واحد لذلك يقول أيوب: "يستاقون حمار اليتامى ويرتهنون ثوب الأرملة" (أيوب 24: 3).
(1) "حمار جارم" أو "حمار جسيم" استخدام مجازيًا عن يساكر تعبيرًا عن الكسل والاستكانة "فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدًا" (تك 49: 14، 15).
(2) "لحم الحمير" لوصف ما وصل إليه شعب يهوذا من نجاسة وشر باختلاطهم بالشعوب الوثنية (حز 23: 20).
(3) "يدفن دفن حمار مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" (إرميا 22: 19) تعبيرًا عن الاحتقار الشنيع والإهانة البالغة، فقد كان الحمار عندما يموت تسحب جثته إلى البرية لتأكلها الضباع وبنات آوى والكلاب والطيور الجارحة.
(4) يستخدم "الفرا" أو "الحمار الوحشي" للدلالة على الوحشية والعدوانية والانفلات (انظر أيوب 24: 5، هوشع 8: 9). كما يقال عن إسماعيل إنه كان "إنسان وحشيًا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه" (تك 16: 12؛ انظر أيوب 24: 5؛ هوشع 8: 9). أما إرميا فيقول: "يا أتان الفرا قد تعودت البرية في شهوة نفسها تستنشق الريح. عند ضبعها من يردها" (إرميا 2: 24). تصويرا لجموح الشعب قديمًا وانقياده وراء عبادة الأوثان بعيدًا عن الرب.
(5) تشغل "أتان" بلعام دورًا بارزًا في قصته (الأصحاح 22من سفر العدد، 2 بط 2: 16).
(6) نقرأ في سفر الأمثال: "السوط للفرس واللجام للحمار والعصا لظهر الجهال" (أم 2: 3). وقد جرت العادة أن يضرب المثل بالحمار في العناد والغباء والبلادة، لكن لاشيء من هذا في الكتاب المقدس، بل بالحري قيل عن الحمار إنه "يعرف" معلف صاحبه، فهو أذكى من الشعب الخاطئ. وقيل عن الإنسان الطبيعي: "كجحش الفرا يولد الإنسان" (أيوب 11: 12) لأنه "من البطن سمي عاصيًا" (إش 48: 8).
(7) استخدام ركوب الحمار رمزًا للوداعة والتواضع، فقد دخل الرب المجد إلى أورشليم راكبًا على "جحش" كملك السلام، فهو لم يركب على فرس كملك يذهب إلى الحرب والقتال، وكان ذلك إتمامًا لنوبة زكريا النبي: "هوذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور ووديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9؛ انظر مت 21: 5).
* هل تقصد: يحمور.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rpna43t