محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
صفنيا: |
وصفنيا تنبأ في أيام يوشيا الملك القديس . ولكن للأسف فإصلاحات يوشيا لم تثمر لأن الشعب كان قد انحط لأسوأ درجة بسبب فساد منسى أبوه.
وبسبب هذا الفساد يجب أن نتوقع الخراب سريعًا.
يقول السيد المسيح عن هذا اليوم "فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ. فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ" (متى15:24 -16).
رجسة الخراب = قال عنها دانيال النبي "وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ" (دانيال 27:9) وجاءت في الإنجليزية "overspreading of abominations" والمعنى إذا رأيتم الرجاسات قد انتشرت بسرعة كأنها طير يطير سريعًا مستخدمًا جناحيه فتوقعوا الخراب سريعًا (كان أسرع شيء وقت دانيال الطيور)، وحدث فعلًا أنه قبل خراب أورشليم بيد تيطس سنة 70 م. بعدة سنوات، أن قامت ثورة شعبية ضد الرومان، احتلوا أثناءها الهيكل وطردوا الكهنة وفعلوا به كل الرجاسات من سكر وعربدة وَزِنَى.
والسيد المسيح يقول لشعبه متى رأيتم هذا اهربوا إلى الجبال، ومن هرب نجا من الرومان ومن حريق أورشليم.
وفي أيامنا هذه انتشر الفساد في العالم، إذًا لنهرب إلى السماويات فالخراب بلا شك آتٍ، ومن يحيا في الخطية يكون ميتًا (جثة):"لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ" (متى28:24).
إذًا إماّ سماويات أو شياطين تأكل الجيف (النسور هي الشياطين). والحل هو التوبة، أي لنترك خطايانا ونجري للمسيح فيسترنا ويُغطينا بدمه وهذا معنى الكفارة، وهذا ما يقوله صفنيا ومعنى اسمه الذي يستره يهوه "لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ" (صف3:2).
الله ينزع الكل (بشر وحيوان وطيور) عن وجه الأرض.
الله ينزع المعاثر مع الأشرار وعلى يهوذا.
الله يقطع المرتدين ويقدمهم ذبيحة، فمن العدل أن من قدَّم ذبيحة لإبليس يُقدمه الله ذبيحة.
يوم صراخ وكسر عظيم وولولة للمستهترين
القائلين في قلوبهم إن الرب لا يُحسن (للبار) ولا يُسيء (للخاطئ)... إذًا دعنا نلهو ونُخطئ كما نُريد.
النبي ينبه استيقظوا فإن "قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا" (صف14:1).
"يَوْمُ سَخَطٍ. يَوْمُ ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. يَوْمُ خَرَابٍ وَدَمَارٍ. يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ. يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ" (صف15:1).
"يَوْمُ بُوقٍ وَهُتَافٍ علَى الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ وَعَلَى الشُّرُفِ الرَّفِيعَةِ" (صف16:1).
"وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْيِ, لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ, فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ" (صف17:1)، "يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتًا لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ" (صف18:1).
إذًا كيف ينام من تهدد النار بيته؟
"استيقظ أيها النائم وقُم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف14:5).
هذه الأسباب موجهة لليهود.. لكنها أيضًا موجهة لكل الجنس البشري، واليهود رمز لذلك :
1. التمرد والنجاسة (صف 1:3).
2. عدم سماع صوت الله (لا من الكتاب المقدس ولا من الأنبياء).
3. ظلم الأقوياء للضعفاء والغش.
4. عدم قبول التأديب فكانت ضربات الله لتأديبهم وردهم إلى طريق البر ولو فهموا لما ضاع منهم مسكنهم
"فلا ينقطع مسكنها" (صف7:3)
الذي هو أورشليم بالنسبة لليهود، والجنة بالنسبة لآدم، وأورشليم السماوية بالنسبة لنا.
5. عدم الاتكال على الرب.
6. كهنتهم يلبسون اللون الأسود مثل كهنة الأوثان واسمهم الكماريم (أي اللون الأسود)
والمعنى أنهم لابسون الخطية وكل أعمالهم نجاسة،
ولنا نسمع "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو13).
7. التشبه بالعادات الوثنية "في ذلك اليوم أعاقب كل الذين يقفزون من فوق العتبة" وهي عادة فلسطينية وثنية، إذ لا يدوسون على عتبة البيت منذ سقط إلههم داجون على عتبة البيت أمام تابوت العهد، وألا نفعل نفس الشيء حين نؤمن بالأعمال والحسد والتفاؤل والتشاؤم.
الله ليس ضد مؤاب ولا آدوم ولا مصر ولكن الله ضد إبليس الذي عبدوه في شخص أوثانهم وضد الخطايا التي يعملونها.
والله لا يُحابي شعبه. فشعبه يهوذا أيضًا (ونحن أيضًا) مُعرضين لعقاب أشد إن سلكنا في خطاياهم.
لكن المفهوم ضمنًا حين نقرأ انتقام إلهنا من هذه الأمم أن هذا معناه:-
الله استخدم هذه الأمم لتأديب شعبه، فظلموهم جدًا، والله لا يطيق أن يظلم أحد شعبه، لكنه يحتمل فترة حتى يتم تأديب شعبه. وبعد ذلك يا ويل من يأتي منه التأديب.
الانتقام الحقيقي سيكون من إبليس الذي أذل شعب الله، والله أيضًا استخدمه ليؤدب شعبه (راجع قصة أيوب)، وبعد أن ينتهي التأديب سيلقى في البحيرة المُتقدة بالنار المعدة له هو ومن يتبعه.
الله سيحطم كل ممالك الشر فهو لا يطيق الشر، ولهذا أحرق سدوم وعمورة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وسيكون ذلك في يوم الرب.
غزة شعب الله سيسترد مساكنه التي اغتصبها أهل غزة، وهذا رمز للإنسان الذي سيسترد نصيبه من الفردوس ثم الملكوت الذي حرمه منه إبليس لفترة حين يأتي المسيح الراعي ليقود رعيته.
مؤاب وبني عمون الذين عيَّروا شعب الله وشمتوا فيهم، وهذا ما عمله الشيطان وهم أيضًا حرموا شعب الله من مساكنهم، وتعظموا في كبرياء مُجدِّفين على الله ولذلك سيكون كسدوم (فالله لا يطيق الشر).
الكوشيون هم أعداء من بُعد لشعب الله، وضايقَت الشعب فترة قليلة. لكنها بلونها الأسود ترمز للشيطان المُلوَّث بكل أنواع الخطايا.
آشور عدو قوي ورهيب لشعب الله. كانت نينوى جميلة كما هي موصوفة هنا لكنها خربت تمامًا. وكان هذا رمزًا لجمال الشيطان قبل سقوطه، ثم خرابه التام بعد سقوطه، وكل هذا الخراب لهذه الأمم ثم بيد بابل بعد ذلك.
تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي.. قبل ولادة القضاء... قبل أن يأتي عليكم حمو غضب الرب... يوم سخط الرب.. اطلبوا الرب يا جميع بائسي الأرض (طوبى للمساكين والمتواضعين)، اطلبوا الرب، اطلبوا التواضع... لعلكم تسترون في يوم سخط الرب. أسكت قدام السيد الرب لأن يوم الرب قريب = اخشع بلا اعتراض.
لا تتكلم كثيرًا أمام الرب... بل اندم على خطاياك وسبح الرب بل لا تطلب كثيرًا.
إذًا التوبة والانسحاق هما طريق التمتع بالستر بدم المسيح.
1. يهوذا (الكنيسة) تنجو ويكون الساحل لبقية بيت يهوذا عليه يرعون في بيوت أشقلون عند المساء يربضون لأن الرب إلههم يتعهدهم ويرد سبيهم. هذا وعد بأن نأخذ مجد الشيطان السابق (بيوت أشقلون) والمسيح راعينا.
2. الخراب التام لمملكة الشيطان وممالك الشر "إنتظروني يقول الرب. إلى يوم أقوم إلى السلب لأن حكمي هو بجمع الأمم وحشر الممالك (إبليس وتابعيه) لأصب عليهم سخطي."
3. وكنيسة الله في فرح أبدي تسبح لأني حينئذ أحول الشعوب (يهود وأمم) شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب.
4. هناك في أورشليم السماوية لا توجد خطايا. "أنزع من وسطك مبتهجي كبريائك ولن تعودي بعد إلى التكبر في جبل قدسي (أورشليم السماوية). أبقى في وسطك شعبًا مسكينًا فيتوكلون على اسم الرب (يعرفوا قوة إلههم الذي يشبعهم ويحميهم)... لاَ يَفْعَلُونَ إِثْمًا، وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ، وَلاَ يُوجَدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِسَانُ غِشٍّ، لأَنَّهُمْ يَرْعَوْنَ وَيَرْبُضُونَ وَلاَ مُخِيفَ.
إذًا سنأخذ هناك خليقة جديدة واسمًا جديدًا (رؤ17:2).
1. هناك أفراح فقط وتسبيح ناشئ عن هذا الفرح "ترنمي.. إفرحي وإبتهجي".
2. لا دينونة فالمسيح سترنا بدمه "قد نزع الرب الأقضية عليك".
3. لا إبليس ولا خطية بل الرب في وسطنا نراه "أزال عدوك، ملك إسرائيل الرب في وسطك، لا تنظرين بعد شرًا.. لا تخافي".
4. المسيح عريس يفرح بعروسه "يبتهج بك فرحًا... يبتهج بك بترنم".
حتى الضعفاء يجمعهم الله "أخلص الظالعة وأجمع المنفية وأجعلهم تسبيحة (قصبة مرضوضة لا يقصف)" وهذا نراه في سفر الرؤيا (رؤ9:5) فالسمائيين يسبحون الله على الخلاص الذي صنعه بدمه.
← تفاسير أصحاحات صفنيا: مقدمة | 1 | 2 | 3
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صفنيا 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qbw3fg5