وفي الصباح قال الوالي أرمانيوس لوزرائه: "اذهبوا وانظروا ان كان العجوز الشرير الذي من شطانوف ما زال حيًا أو كانت النار أكلته". فذهبوا وبعد أن فتحوا باب الأتون، وجدوه جالسًا في الوسط مثل عريس. فقالوا له: "السلام يا بطل المسيح الإله الحق أما زلت حيًا! اخرج، فإن الوالي يناديك" فخرج وكان وجهه يلمع مثل أشعة الشمس، متألقًا بالفرح والنعمة من تأثير الرؤيا التي رآها.
فلما تقدم إلى الوالي، لم يجرؤ هذا أن ينظر إلى وجهه بسبب تألق النعمة الذي كان ينبعث من وجهه. فخفض نره إلى وجهه بسبب تألق النعمة الذي كان ينبعث من وجهه. فخفض نظرهُ وقال للقديس آبا آري: "انظر أي شر قد جلبه عليك عصيانك، إنك بعنادك تؤذي حياتك وتفقد تمتعك بهذا العالم".
حينئذ رد القديس قائلًا: "لا بل بالعكس فإني بعصياني إياك أفيد حياتي وأحظى بالخيرات التي لا تغني. حقًا قال الله: "من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يحدها" (مت 10: 39). فاحكم على بالموت. فالوقت يناديني ان اذهب إلى ربي وإلهي الذي من أجله ضبطت نفسي أثناء كل هذه العذابات لكي أخزيك، "لأنه هو الحياة والقيامة".
فلما سمع الوالي أرمانيوس هذه الكلمات من فم القديس الشهيد آبا آري. ورأى حزمه، وصلابة عوده، وعزما على تحمل أنواع العذاب الأخرى من أجل يسوع المسيح، كتب الحكم عليه هكذا:
"قد عُذِّب آبا آري أكثر المسيحيين شرًّا، كاهن بلدة شطانوف، بعذابات عديدة، لكي يترك إلهه ويخدم آلهة الملك. ولما لم يطعنا فإني آمر وفقًا لأوامر الملوك المنتصرين، أن يقطعوا رأسه بحد السيف".
فلما أخذ الجنود هذا الأمر، اقتادوا القديس إلى المكان الذي يدعى تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. فرفع آبا آري ذراعيه إلى السماء وصلى قائلًا: "اشكرك يا ربي يسوع المسيح يا إلهي لأنك حفظتني وخلصتنى وسهرت عليَّ وأتيت بي إلى هذه الساعة، مع انى غير مستحق. لذلك أضرع وأطلب من صلاحك أن احسبني مستحق أن أكمل طريقي بسلام، نعم يا رب اقبل روحي واكتبني في عِدَاد كل القديسين، لأن لك يليق المجد إلى الأبد آمين".
ثم ركع على ركبتيه وسجد ثلاث مرات للرب وسلم عنقه، حينئذ اقترب منه يوليوس وحياه وقال له: "قل لي يا أبي القديس حينما تتمم شهادتك، أين تريد أن نضع جسدك؟ فرد القديس وقال: "ضعه على مركب وأرسله إلى أهلي، أعني إلى شطانوف؛ لأنه هناك ولدت وخدمت المسيح. كل حياتي أمضيتها هناك ليكن هناك جسدي أيضًا إلى يوم القيامة. سوف يكون ملاذًا لهذا البلد، كما وعدنى الرب بذلك. أما أنت فليبارك الله نسلك من جيل إلى جيل. مَنْ يعطي كفنًا لدفن جسدي يجعله الرب مستحقًا أن يشترك في ميراث يوسف الذي من الزامه ونيقوديموس.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ثم تَقَدَّم إليه أحد الجنود وسيفه مسلول وضربه فقطع رأسه المقدس. فانتشرت رائحة زكيية في ذلك المكان، مثل رائحة عطر كثير الثمن. وحمل الملائكة الأطهار روحه إلى السماء مرنمين بالترانيم السماوية في مديحه. أما جسده فدفنه يوليوس في أكفان جديدة، ثم وضعه على مركب وسلمه لبعض أقاربه الخدام فأتوا به إلى شطانوف قريته.
فلما علم أهل القرية أنهم وضعوا جسد القديس آبا آري بالمركب، اجتمعوا كلهم الكبار والصغار وخرجوا للقائه. واصعدوه باحتفال عظيم بالتراتيل والترانيم الروحية والبركات. ودفنوه باكرام ومجد ووضعوه في كنيسته حيث كان قديمًا كاهنًا.
يا لكثرة العجائب التي تمت بواسطة رفاته في ذلك اليوم: لقد سمع الصم ومشى العرج وخرجت الشياطين. بالاختصار صنع الرب معجزات وعجائب بواسطة جسد شهيده القديس، وسوف يصنع أيضًا إلى نهاية هذا الدهر، لأن عطايا الله هي بلا ندامة.
وبعد أيام كثيرة اجنمع أراخنة قريته وبنوا له كنيسة كبيرة مدهشة بغناها. ودفنوا جسده ووضعوه في هذا المكان في سلام المسيح.
ان القديس آبا آري الكاهن شهيد المسيح، من شطانوف، قد أتم جهاده في اليوم التاسع من شهر مسرى بينما يملك علينا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي به يليق كل مجد وكل كرامة وكل عبادة للآب معه ومع الروح القدس المحي المساوي في الجوهر الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/st-ary-of-shatanouf/martyrdom.html
تقصير الرابط:
tak.la/y3davgn