محتويات: (إظهار/إخفاء) |
بالنسبة للشماس قصص لبعض شمامسة استهانوا برتبتهم ماذا يحدث في حالة قطع الشماس من الأسقف مخالفة الآداب الكنسية القطع والحرم والفرز |
وردت في المجموع الصفوي الأحكام التالية بشأن قَطْع مَنْ يأتي أمرًا مخالفًا نُفَصِلها فيما يلي:
(1) يُقطع كل شماس تملك هذه الدرجة برشوة أو بجاه أو بحيلة أو وعد برشوة.
(2) يُقْطَع مَنْ نال قسمتين أو كان قد تزوج بإمرأتين.
(3) مَنْ كان مدمنًا في السكر والشر، مستمرًا على ترك عمل الخير.
(4) مَنْ طلب ممَنْ يقرضه ربا أو عرف بشهادة الزور والوقيعة.
(5) مَنْ دأب على إصطناع الرياء أو ساكن إمرأة مطموعًا فيها.
(6) مَنْ تخطى وأتى إلى (الملك) من غير أن يأمره مَنْ يرأسه.
(7) مَنْ تعدى بالضرب على أحد لتخافه الناس.
(8) مَنْ قبل معمودية الهراطقة أو تقرب من قربانهم أو صلى معهم.
(9) مَنْ أخرج زوجته لأجل محبة خدمة الله أو لأجل الزهد والرهبنة.
(10) مَنْ قُطِعَ بحق ثم تجاسر على الخدمة أو إستهان بأسقفه وانفرد بمذبح ودعاه أسقفه فلم يجبه، أو إنتقل إلى كنيسة غير كنيسته ثم عاد إليها.
(11) مَنْ خرج إلى سفر أو رهبانية بغير أمر أسقفه وكتابه ولا سيما إن كان خرج وهو محروم.
(12) مَنْ أدخل امرأة حائضًا إلى الكنيسة وَقَرَّبَهَا أو كلل أحد سرًا.
(13) يقطع الإكليروس إذا وجد في خطيئة جسدية (ق 25 قوانين الرسل)(10).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
1 - قصة شماسى كنيسة قبرص
ذكر السنكسار تحت اليوم الثامن والعشرين من شهر بشنس عن شماسى كنيسة قبرص واستخفافهما بالقديس أبيفانيوس أسقف جزيرة قبرص، أنه في أوائل القرن الخامس وصل جسد القديس العظيم الأنبا أبيفانيوس إلى جزيرة قبرص وكان عائدًا من القسطنطينية وتنيح في أثناء السفر فنقلوه من السفينة باحتفال عظيم إلى كنيسته بقبرص. ولما شرع الكهنة في حفر القبر تعرض لهما شماسان كان القديس منعهما لسوء سيرتهما. فبقى الجسد وسط الكنيسة دون دفن ثلاثة أيام، وبعد ذلك نهض شماس فاضل وأتى نحو الجسد قائلًا: أنا عالم بدالتك عند الله وأنك تقدر على دفع المعاندين الأشرار. قال هذا وتناول الفأس بيده وضرب بها الأرض وإذا بالشماسين الشريرين قد سقطا على وجهيهما مغشيًا عليهما فحملوهما إلى بيتهما وماتا في ثالث يوم.
2 - شماس البطريرك أنبا زكريا ال 64
في أيام زكريا البطريرك الرابع والستين في القرن الحادى عشر (تنيح سنة 1032 م.) وكان مزدانًا بالتقوى ومنحه الرب مواهب شفاء الأمراض وصنع المعجزات حدث أن شماسًا متزوجًا جربه الشيطان بارتكاب خطية الزنى وسقط، ولأنه أحد خدام بيعة الله إنتقم منه عاجلًا بأن ضربه بالبرص، ولما مضى إلى بيته رأته إمراته على هذه الحالة فقدمت ضده شكوى للبطريرك فاستحصره لديه وفرض عليه قانونًا بأن يصوم أربعين يومًا إلى المساء ويأكل ويشرب فقط ما يسد الرمق، وبعد إنقضاء هذه المدة منحه الحل والغفران ومسحه بزيت فنال الشفاء العاجل(11).
أوضح القانون الخامس من مجمع نيقية ما يتبع في هذا الشأن فقال:
"أنه بخصوص الذين منعهم من الشركة أساقفة كل أبرشية سواء كانوا إكليريكيين أو علمانيين فليحفظ الرأي حسب القانون الذي يحدد أن الممنوعين من آخرين لا يقبلون من غيرهم بل يفحص لئلا يكونوا قد قطعوا لصغر نفس أو لخصومة أو بسبب كراهية الأسقف لهم. وعليه قد رؤى حسنًا لإجراء الفحص المناسب أن يعقد مجمعان في كل أبراشية مرتين في السنة ليجري فحص مسائل كهذه باجتماع أساقفة الأيبارشية عمومًا. والذين يتضح أنهم مجرمون ضد الأسقف فيكونوا ممنوعين بحق من الشركة حتى يرتئي مجمع الأساقفة عمومًا في إعطاء قرار أكثر رأفة بهم. أما هذان المجمعان فليعقدا أولهما قبل الصوم الأربعيني لتتقدم الهدية طاهرة لله وثانيهما في فصل الخريف"، (انظر أيضًا مجموع القوانين ص 48، 49).
التفسير حسب ما ورد (بمجلة الفنار العدد 11 لسنة 1898) عن (كتاب المجامع المسكونية والمكانية اليونانية واللاتينية لسيفرينوس بينيوس)، و(كتاب تاريخ المجامع لهيفله):
"إن القانون الحاضر يحدد ذلك بخصوص الإكليريكيين والعوام الذين فرزوا من قبل أساقفة كل أبرشية ليبقى ثابتًا ومستقرًا القرار الذي يحدده الناموس حسب نص (القانون 32 من قوانين الرسل) القائل:
"إن كل قس أو شماس لا يجوز أن يقبل من أسقف آخر غير الأسقف إلا إذا توفي هذا الأسقف". وحذرا من أن يكون أولئك المفروزون قد فرزوا بسبب خصومة أو تغرض الأسقف وجب إجراء الفحص بكل تدقيق لحسم مشاكل كهذه وذلك بواسطة مجامع مكانية تعقد في جميع الأيبارشيات مرتين في كل عام حيث يجتمع جمهور الأساقفة للنظر بذلك. وبعد إتمام هذا الفحص فالذين يتقرر أنهم اخطأوا خطأً بينًا حتى فرزهم الأسقف بطريقة عادلة فليلبثوا مفروزين من سائر الأساقفة أيضًا إلا إذا توفي الأسقف الذي فرزهم أو استعمل الصرامة ولم يشأ أن يحلهم بعد مدة من الزمان(12) فالمجمع حينئذ له الحق أن يحلهم من العقاب بعد معرفة أن المدة صارت كافية. وهذان المجمعان يلتئم أحدهما قبيل الصوم الأربعيني لتقدم من رئيس الكهنة نحو الإكليروس والشعب أو بالعكس، والثاني في أوان الخريف. وهذا طِبق القانون الرسولي (ص 37) الذي ينص "بوجوب اجتماع الأساقفة مرتين في كل عام لفحص معتقدات حسن العبادة وإزالة ما يحدث من الاختلاف والمقاومات".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هذا ولما كان من صميم وظيفة الشماس خدمة البيعة والعمل على ما يؤول إلى إزدهار الرعاية وبث مخافة الله في النفوس وتسبيح الله في قديسيه فمن كان يستخف كانت توقع عليه العقوبة ليتأدب وقد ورد في (المجموع الصفوي الباب الثاني عشر) في القداس.
(1) لا يتكلم أحد بالجملة في المذبح خارجًا عما تدعو اليه الضرورة ولا حول المذبح أيضًا، ولا يتكلم بالجملة في الكنيسة لأن بيت الله ما هو موضع كلام بل موضع صلاة بخوف والذي يتكلم في الكنيسة يخرج ولا يتقرب في تلك الدفعة من الأسرار.
(2) مَنْ ضحك في القداس إن كان كاهنًا(14) فعقوبته أسبوع وان كان علمانيًا فيخرج في تلك الدفعة ولا يتناول من الأسرار.
ومن (قوانين القديس أثناسيوس 37):
* لا يتكلم أحد من الشمامسة والكأس في يده ولا يتكلم أحد من الناس والكأس موضوع.
و(القانون 27 أثناسيوس):
"إذا تضارب الشمامسة في المذبح أو قالوا كلام هزء أو لعبوا أو تحدثوا حديثًا رديئًا بطالًا فليقيموا شهرًا خارجًا وليقيموا أسبوعًا صائمين إلى العشاء وعليهم ألا يتكلموا بشيء من الكلام غير النافع بل يتكلمون بكلام الله.
وورد في (كتاب الأعمال الرئيسية في الآداب الكنسية ص 13) عن الممنوع في البيعة:
أ- ممنوع الدخول إلى الهيكل.
ب- ممنوع الحديث والضحك في الكنيسة.
ومن لم يمتنع يجب على الكهنة أن يمنعوه.
فمن حق الكاهن أن يأمر بمنع أي شخص كائن من كان ليتأدب الجميع.
إن موضوع العقوبات الكنسية موضوع طويل متشعب النواحى من فرز وتجريد وحرم، لا مجال للخوض فيه في هذا الكتاب، وفي الوقت الذي يعينه الرب سيظهر بمشيئته كتاب مستقل.
التجريد أو القطع (الشلح) هو حِرْمَان الشخص المجرد من أداء وظيفته الكنسية ويعود إسمه إلى ما كان عليه قبل رسامته وله أن يمارس أسرار الكنيسة كالعلمانيين- أما الحُرم فعلاوة على التجريد فإنه لا يتمتع بالاسرار المقدسة ويكون غريبًا عن المسيحية أيضًا، لا يصح له ممارسة أي سر من أسرار الكنيسة...
فالحرم هو المنع من شركة المؤمنين وفرز المحروم من خلطتهم وأبعاده من الدخول في وسطهم، والغرض من ذلك قطع الزوان من وسط حقل الكنيسة لئلا يكون سببًا في فساد المؤمنين كقول الكتاب "إقلعوا الشرير من بينكم" (1كو 5: 13).
على أن الحرم لا يكون إلا للجرائم العظمى التي تخص الإيمان (والتي يصر المحروم على المجاهرة بها ولا يتوب عنها) ولمن يُعَلمِ بالمخالفة لقواعد الإيمان وضد الكتاب المقدس مثل أريوس الكافر ومكدونيوس ونسطور... وغيرهم.
أما الفرز فهو المنع أو العزل أو الخروج من الكنيسة وعدم الاشتراك مع المؤمنين وقد وردت هذه الألفاظ مترادفة في كتب البيعة المختلفة. ومن الواضح أن فرز المؤمن يشمل عقوبتين، العقوبة الأولى هي الحرمان من الاشتراك مع المؤمنين في صلاة القداس الإلهي والعقوبة الثانية تبعًا لذلك هي المنع من التناول من الأسرار المقدسة. وسلطة الفرز أو العزل التي أعطيت الكنيسة نبه إليها بولس الرسول نفسه في قوة وشدة في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (1 كو 5: 9-13) حيث قال: كتبت اليكم في الرسالة أن لا تخالطوا الزناة، وليس مطلقًا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان وإلا ليلزمكم أن تخرجوا من العالم، وأما الآن فكتبت إليكم أن كان أحد مدعوًا أخا زانيًا أو طماعًا أو عابد وثن أو شتَّامًا أو سكيرًا أو خاطفًا أن لا تخالطوا ولا توأكلوا مثل هذا. لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج، ألستم أنتم تدينون الذين من داخل، أما الذين من خارج فالله يدينهم، فاعزلوا الخبيث من بينكم.
وبتأمل النصوص السابقة يتضح سلطان الكنيسة على المؤمنين الذين في داخلها وأمثلة من يسرى عليهم الفرز أو العزل...
_____
(10) إذا قُطِع شماس من درجته وتاب وأراد الأسقف عودته فلا توضع عليه يد مرة ثانية لأنه لا وضع اليد على الإكليروس ولا المعمودية يعادان...
إن سر الكهنوت عندما يناله الإنسان يرسم نفسه رسمًا من النعمة لا يُمْحَى أثره، ولذا يُعْطَى للمُجَرَد الحل للعودة إلى رتبته الأولى ويباشر أعماله كما كان قبل التجريد.
(11) في تاريخ القديس مكاريوس الإسكندري أن أحد القسوس كان يرتكب خطية الدنس ويتقدم لخدمة المذبح فضربه الرب بالسرطان. جاء إلى أنبا مكاريوس الإسكندري وكان وجهه كله مُهَرَّأ بسبب السرطان وكان منظره بشعًا جدًا إذ صرف كل ماله على الأطباء ولم يُشْفَ. ولما يئس ذهب إلى الشيخ لكي يشفيه من مرضه بمعونة الله، سقط على الأرض عند قدميه يرجوه، ولكن الشيخ لم يقبل رجاءه وأدار وجهه عنه كلية. أما تلاميذ القديس مكاريوس فتوسلوا إليه قائلين: "يا أبانا كُن رحيمًا على هذا الرجل، انظر إليه واستجب إلى حاجته" فقال لهم: "إنه لا يستحق أن يُشْفَى لأنه بالتأكيد كان بعد أن ينتهي من الدنس يذهب إلى مكان الذبيحة. وقضى القس ثلاثة أيام يرجوه دون أن ينظر إليه، لكنه أخيرًا أشفق على دموعه وصلاته فناداه وقال له: "هل تعرف لماذا جلب الله عليك هذا العقاب؟" فأجابه قائلًا: "نعم يا سيدي" قال الشيخ: "ما دمت تعرف خطاياك فإنك إذا تُبْت سوف تَخْلُص" حينئذ أظهر خطاياه فقال له الشيخ: "كيف أنك لم تترك الكهنوت حتى لا تُلْقَى في العذاب الأبدي وتخلص". قال تلاميذه للمريض: "أعط وعدًا للشيخ ألا تذهب بعد إلى الذبيحة حتى يخلصك الله بصلوات هذا القديس"، ولما وعد الشيخ أنه لن يذهب بعد إلى مكان الذبيحة أخذ الشيخ زيتًا وَدَلَّك بها كل رأسه ووجهه فشفاه الله –فتغطت رأسه بالجلد والشعر مرة أخرى فأستأذن وذهب قائلًا: "سأبقى علمانيًا إلى أن أموت".
حقًا ان هذا القس حكم على نفسه بالقطع قبل أن يحكموا عليه.
← إضافة من الموقع: هذه القصة قديمة بالطبع قبل اكتشاف العلاج الكيميائي chemotherapy، والذي من أعراضه هو سقوط الشعر أو قلته. ولكن هناك بعض المُسَبِّبات في السرطان التي تتسبَّب في سقوط الشعر حتى بدون العلاج الكيميائي: فهناك بعض أنواع السرطان، خاصة تلك التي تصيب الجلد قد تؤثر على بُصيلات الشعر. كما أن بعض السرطانات تتسبَّب في تغيرات هرمونية قد تؤدي لفقد الشعر، وذلك بخلاف الضغط النفسي والإجهاد الذي قد يُفاقِم من المشكلة.
(12) الفرز إذن لمدة محدودة إلا في حالة الاصرار على الشر وعدم التوبة.
(13) ورد في القانون الثامن عشر من قوانين مجمع نيقية:
"... لا يسوغ الشمامسة أن يجلسوا في وسط القسوس لأن هذا مناف للقانون والنظام..."
والقانون رقم 20 من قوانين مجمع اللاذقية يقول "أنه لا يجوز للشماس أن يجلس قدام القس بل يجلس بأمره".
(14) له رتبة الكهنوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/provisions.html
تقصير الرابط:
tak.la/jw36zc4