يرجع انتشار حياة النسك ووجود الأديرة بالفيوم إلى القرن الرابع. وإن انتشار الديرية في الفيوم بالذات وموقعها الجغرافي الذي دعا لضرورة تأثيرها بالديرية الأنطونية وبنظام نيتريا في الشمال، وموقع جبل نقلون ذاته على مسافة ساعتين من الفيوم، والشهادة غير المباشرة لأبي صالح والمقريزي الذين وضعا دير نقلون في المقدمة عند سرد تاريخ أديرة الفيوم. كل هذه أدلة تشير إلى صحة التاريخ عن وجود الأديرة منذ القرن الرابع وحياة النسك فيها.
وإذا صح المصدر الذي يقول بأن دير نقلون أنشئ في القرن الرابع، فيجب أن يعزى إليه الفضل في نمو الديرية في الفيوم في زمن "سيرابيون" أسقف الأديرة في منطقة أرسينوى (الفيوم) المشرف على شئون عشرة آلاف من الرهبان الذي كان يمدهم بما يحتاجون إليه بعناية فائقة، والذي كان اجتهاده من أسباب القضاء على الفقر في المنطقة وإرسال المعونة للمحتاجين في الإسكندرية (هيرونيموس - تاريخ الرهبان الفصل 29 - فردوس الآباء القديسين "Budge"، لندن 1907 جزء 1 ص 380).
ويشهد بترونيوس الذي زاره بين سنتي 385، 394 م بصحة هذه الوقائع (قاموس قصص القديسين الجزء الرابع ص 613).
ويبدو أن عدد الرهبان والأديرة في مصر العليا كان كبيرًا جدًا في القرن الرابع وما بعده.
ويروي روفينوس أنه وجد في المنطقة حول ارسينوى عشرة آلاف راهبا في أوكسيرينكوس (البهنسا حاليًا). وقد قدر الأسقف عدد الرهبان بعشرة آلاف وعدد الراهبات بعشرين ألفًا. وكان بالمدينة نفسها ما لا يقل عن عشر كنائس، وقد زادت عدد القلالي عن عدد منازل السكنى.
وفي الواقع أن الأرض قد امتلأت بالرهبان حتى أن ترانيمهم وأناشيدهم ليلًا ونهارًا قد جعلت البلاد جميعها كنيسة لله (بتلر Butler الكنائس القبطية القديمة - أكسفورد سنة 1884 م.).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/fayoum.html
تقصير الرابط:
tak.la/qj9jwy5